الاستاذ محمد محسن كتب عن الحركات الارهابية قائلا "
لكل حـــركة ارهــابية فقـــــهها المُستــقل ، ومُشـــغلها المستــــــقل
…………..ولكنها لا تملك حس القيادة والتحكم ، لأنها تنتمي إلى فكــر عتــيق
………….لذلك هي إلى زوال بعد تنـــفيذ مهمـــاتها في القـــــتل والتـــــــدمير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميع الحركات " الاسلامية " الارهابية جميعها تدعي أنها تنتسب إلى الدين الاسلامي ، وأنها " تغرف " من مبادئ القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، وتستهدي بروح الاسلام ، لذلك سجلت جميع ممارساتها الوحشية التي راح ضحيتها الملايين من البشر باسم الاسلام ، ودمغ الدين الاسلامي عالمياً بدمغة الارهاب ، مع علامة فارقة في الغرب والشرق والجنوب والشمال ، إلى درجة أن دول الغرب وغيرها ، باتت تتشكك من أي تجمع اسلامي ، بما فيها المساجد التي ستوضع تحت المراقبة اللصيقة بعد الآن ، لأن المسلمين جميعهم باتو متهمين سلفاً ، فأي تجمع سيُظن به انه مشروع خلية ارهابية ، حتى تثبت براءته ، وسيُعتبر أي حي تغلب عليه أكثرية مسلمة في الغرب ، هو حي يدعو للريبة ، وسيصل الأمر إلى أن اسماءً كمحمد ، وجهاد ، وغيرهما من الأسماء الاسلامية ، ستثير بعض التحرز عند ذكرها في بعض الأماكن ، كل هذا وأكثر ـــ ليس هناك أية مبالغة في هذا القول ـــ .
.
وكانت هذه أهم خسارة خسرتها الحركات الاسلامية في أوروبا ، كنتيجة سلبية لهذه الحرب ، لأن أوروبا كلها كانت لا تحسن وفادتها ، وترحب بها فحسب ، بل كانت تتمتع بمزيد من الرعاية ، والعناية ، وحسن الاستقبال ، والتشجيع ، والمساندة ، والعون المادي ، والسياسي ، حتى كانت تفتح لها المقرات المجانية ، لتستخدم كأدوات للتآمر على دولها وشعوبها .
وبناء على هذا الموقف الاستراتيجي الخاطئ ، قرر الغرب بزعامة أمريكا وتحت شعار " الربيع العربي " اسقاط جميع الأنظمة غير الخاضعة للغرب ، بما فيها الأنظمة التي انتهى دورها ، ــ كتونس ، ومصر ــ ومنح وتسليم الحركات الاسلامية مفاتيح الحكم في هذه الدول ، وبخاصة حزب الاخوان المسلمين ، بقيادة تركيا والعمل على اعادة الخلافة العثمانية الاسلامية ، ولو ببرقع جديد ، وكانت السعودية في نفس الوقت تخطط وتراهن لتوظيف غزوة " الربيع العربي " لإيصال عملائها من الوهابيين ، إلى مراكز السلطة في الدول التي ستستباح .
.
وكان الغرب يبني على ذلك الغايات العظام ، التي تقوم على ابقاء المنطقة بحالة تخلف وصراع مذهبي دائم ، مما يسهل استمرار فرض الوصاية أو تأبيدها ، ومن ثم حصار ايران بدول مذهبية ، وقطع الطريق أمام روسيا من دخول المتوسط وإبقائها خلف البحر الأسود ، وهذا كله يوظف من حيث النتيجة لحصار الصين التي هي الجائزة الكبرى .
كان الجميع يهدف إلى حصاد كل هذه الأهداف بحرب واحدة ، ولكن خاب فأل الجميع .
……………….أنا لست فقيهاً دينياً ولا أدعي كما ولا أرغب ، ولن أضع نفسي موضع ……………….المدافع عن الاسلام ، ولكن سأحاول مناقشة الأمرعقـــلانياً ، من خلال ……………….فهـمي العـام المتواضع ……………..
.
هذا الموقف من الدين ، يستند على قاعدة فقهية ثابتة ورئيسية ومعتمدة ألا وهي ـــ قياس الحاضر على الماضي ـــ أي أن الاجتهاد الذي أصدره فقيه المذهب في زمنه الموغل في القدم ، والذي قد يزيد على ألف سنة أو أقل أو أكثر، في أي قضية مشابهة للقضية المطروحة على بساط التساؤل ، هو واجب التطبيق ولا محيد عنه ، ومن يحيد عنه كافر والكافر يقتل !!.
ولو لم يكن لكل فقيه رأيه المخالف لرأي الفقهاء الاخرين في الكثير من القضايا ، لما تعددت المذاهب .
من هنا يبدأ التناقض بين آراء ومواقف المتمذهبين بين بعضهم بعضاً ، وقد يصل المتعصبون في مذاهبهم ، إلى اعتبار أن من لا يأخذ برأي فقيه مذهبه كافر والكافر يقتل ، ومن لا يقتل الكافر يقتل ، حتى وفي حال اضطر المتمذهب اسناد رأي فقيهه أحياناً ، فانه يعمد إلى إخراج آية قرآنية من سياقها ليدعم بها رأيه ، ـــ هذا ما قال به ــ مع الأسف ــ كبير الفقهاء وشيخهم الغزالي ذاته ـــ .
.
بذلك تكون هذه المذاهب التكفيرية جميعها قد حادت عن صحيح الدين وغاياته ، لأن جميع الأديان السماوية وغير السماوية يجب أن تكون ، أو يجب أن تفسر لمصلحة الانسان ، ورفاه الانسان ، وللتسامح بدلاً من القتل .
ولو كان هؤلاء المتمذهبين يأخذون بالنص القرآني لما خالفوا نص الآية الكريمة التالية :
ـــ الآية رقم / 16 / من سورة الحج والتي تنص حرفيا ًـــ .
" إن الذين آمنوا ، والذين هادوا ، والصابئين ، والنصارى ، والمجوس ، والذين أشركوا ، إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " . "ص"
أليس نصها القطعي الدلالة يؤكد : أن اليهود ، والصابئين ، والنصارى والمجوس ، وصولاً إلى الذين أشركوا ، الله وحده يفصل بينهم ــ متى يوم القيامة ــ.
..فلماذا حاد فقهاء القتل عن النص القطعي ؟؟ انه عقل التحريف والتكفير .
والأغرب ايضاً أن هذه المذاهب التكفيرية تزعم : أن في الاسلام / 73 / فرقة واحدة منها في الجنة والباقي فإن مثواه النار . ـــ تخيل ـــ يامن لايزال عنده بعضاً من عقل ؟؟!!.
الوهابيون ـــ أتباع محمد بن عبد الوهاب ـــ يعتمدون ما قاله هذا الرجل المحرف ، الذي تبنى فقه " ابن تيمية " الذي سجن بقلعة دمشق حتى مات بتهمة الزندقة ، لأنه اعتمد الكثير من " الاسرائيليات " في مدونته ، مخالفاً فيها جميع المذاهب بما فيها المذاهب الأشعرية الأربعة ، والذي اعتبره المؤتمر الاسلامي الذي عقد في " غروزني " بأن مذهبه الذي يدعو للقتل غير اسلا مي .
.
يشكل هذا الفقه التكفيري مرجعاً ومهاداً وموئلاً تعتمده غالبية الحركات الارهابية وعلى رأسها داعش والنصرة ، وجيش الاسلام ، وغيرها كثير ، وهي تمول وتسلح وتقاد من غرفة سوداء في السعودية .
وحزب الاخوان المسلمين يأخذ بحرفية ما قاله المؤسسون مثل حسن البنا ، والهضيبي ، وما يأمر به المرشد العام للإخوان المسلمين ، هو واجب التطبيق ، لأن المرشد العام يحكم " باسم الحاكمية لله " ، وما يقوله هو قانون ملزم لجمع المحازبين . ومن ليس محازباً يعتبر كافراً ويجوز قتله .
كما أن الكثير من الحركات الارهابية الموجودة في سورية تدين بالولاء لحركة الاخوان المسلمين ، وهي تمول من قبل تركيا ، وقطر ، ومن جميع الهيئات الحزبية الاخوانية في جميع البلدان الاسلامية .
وهناك حركات ارهابية أخرى عاملة على الأراضي السورية ، موزعة الولاءات على دول وتجمعات اسلامية ومذاهب اسلامية أخرى مختلفة .
كانت كل هذه الحركات جميعها تقاد من أمريكا ، ولكنها وبعد أن تمددت وحققت انتشاراً واسعاً ، شعرت بالاستقلال ، وبفرط كبير في القوة ، مما جعل غالبيتها تتمرد على مشغليها الأمريكان وغيرهم بل تهدد من مولها ، ومن شغلها ، ومن سلحها ، بما فيها دول الرجعيات العربية ، وحتى دول الغرب بصفتها الحاضنة سابقاً .
من هنا نستنتج أن لكل حركة ارهابية فقهها المختلف عن الحركة الارهابية الأخرى ، بالرغم من أن جميعها تشكل تشكيلاً ارهابياً مقاتلاً ومتوحشاً ، لكن الواقع يؤكد أن لكل حركة من هذه الحركات ، ولاءاتها ، وأحلامها ، ورغباتها المتمايزة حد التصارع مع الحركات الأخرى ، لأن كل منها تسعى للسيطرة والتحكم على الأرض التي تحتلها ، والتمدد على حساب الحركات الأخرى ، لإقامة امارتها ، أو خلافتها .
.
فهذه الحركات الارهابية المتوحشة ، لا يحكمها فقه واحد ولا رأي واحد ، بل هي حركات هشة ومتناقضة ، ومتصارعة ، وسيأكل الكبير منها الصغير ، بالرغم من وحدة العدو ـــ الجيش العربي السوري ـــ فهي في اقتتال دائم ، وفي تصفيات مستمرة ، بذلك ينطبق عليها قانون " وحدة وصراع المتضادات السلبي والعقيم " ، لأنها من حيث النتيجة غير قادرة للقيادة والادارة لسببين :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأنها لا تنتمي بعقلها لحضارة اليوم ، فهي تنتمي إلى فكر ماضوي ظلامي غابر عفى عليه الزمن ، وهي أدوات قتل وتدمير فقط ووظفت من أجل ذلك ، كما أنها لا تملك القيادات العاقلة والقادرة على القيادة والتحكم ، لأن أغلب أفرادها استحضروا من المجرمين والقتلة والمتعصبين ، وممن أفرغت أدمغتهم وحشيت بالفكر التكفيري الغيبي الظلامي .
………………… لذلك هي إلى زوال بعد انهاء مهماتها ……………..