سوالف بالمحكي
(6)
وناس .. وناس .. وناس
مدري كيف حبيتو هالمجنونة ..؟ إي مجنونة ..
بربكم وحدة بتحب واحد هيك من دون ما تعرفو ..؟ ما عم تصدقوا ..؟ إي من دون ما تعرفو ..
حبيتو من لوحة رسمها ، ومدري كيف وصلت إلها اللوحة .. قرأت اللوحة وتمعنت فيها كتير ، وتعلقت فيها بشكل غريب .. وصارت هاللوحة وكأنها كل شيء بحياتها .. هي أول شي بتشوفو الصبح ، وبتغمض عيونها المساء ع شوفتها ، وإذا تجولت بالبيت بتاخدها معها ، ولولا شوية عقل لساتهن براسها كانت حملتها معها بزقاقات الضيعة وحاراتها وبساتينها .. وهي عم تعيط مليان صوتها :
– هي لوحة الفنان عبد الله ..
وصار الفنان عبد الله هاجسها بالليل والنهار ، سألت عنو وعن اسم بلدو .. وصممت انها تشوفو مهما كان .. الشغلة ما رح تكلفها أكتر من مشوار ساعتين بالسرفيس ..
واستطاعت بيوم تهرب من الرقابة وتركب السرفيس وتجي ع بلدو ، وكانت مصممة تضل تسأل عنو حتى تلاقيه .. ومن حسن حظها أنو الفنان عبد الله كان موجود ، وما تعذبت كتير حتى دلوها على مرسمو ..
وما صدق الأستاذ عبد الله الشيء اللي سمعو .. كانت رائعة بكل المقاييس ، وذهلتو قصتها مع اللوحة ، سحرو شغفها الكبير بلوحة هوي أصلاً ماكان كتير مهتم فيها .
وضلت عم تسمعو وهوي عم يحكي .. عم تسمع وحواسها كلها معو .. واضطرت تعتذر بعد شي ساعة مو أكتر .. ورجعت وما تركت أي تفاصيل عنوان أو رقم تلفون ، قالتلو :
– هيك أفضل .. بس راجعة وحياتك راجعة ..
واستناها بعدين كتير .. وما رجعت .. وخاف يغامر ويسأل عنها بضيعتها ، ويسببلها إحراج هي في غنى عنو .. خاصة انها ما عطيتو أي تفاصيل تانية غير اسم الضيعة ..
واضطر يسأل ناس بيعرفو الضيعة وأهلها ، وصدمو الجواب :
– إي .. مجنونة اللوحة في حدا ما بيعرفها .. والله يا أستاذ من فترة طلعت من الضيعة .. غابت شوي ورجعت .. وبعدها صرنا نشوفها عم تقضي وقتها رايحة وجاية بدروب الضيعة ومعها اللوحة ذاتها .. وكل ما شافت حدا صغير كان أو كبير ، زلمي أو مرة بتسألهن : شفتولي الأستاذ عبد الله .. ؟ وبيسألوها : مين عبد الله ..؟ وبتجاوب بانفعال كبير : يخرب بيتكم في حدا ما بيعرف الأستاذ عبد الله صاحب اللوحة ..
وبتحاول تفرجيهم اللوحة اللي صارو حافظين تفاصيلها .. وبيتركوها قبل ما تكمل كلامها .. ناس بتلوح براسها ، وناس بترفع إيديها للسما .. وناس بتمتم بكلام مو مفهوم .. وناس .. وناس .. وناس ..
محمد عزوز