الاديب الشاعر سمير المطرود
ما اسم هذي المدينة .؟
بغربتنا ؛
قلنا كل ما فينا ؛
وذوّبنا مآقينا ؛
بدمعتنا ؛
بكلمتنا ؛
حَرَقنا صوتنا المبحوح ؛
دفنّا جرحَ أحرفنا ؛
وأحرقنا بواخرنا ؛
وقطّعنا الشرايينا ؛
..
بكذبتنا ؛
هربنا من بواقينا ؛
وألقينا على الماضي ؛
حواضرَ هذه الأيام ؛
وليلَ البُعدِ ,
وقتَ الهجرِ ؛
تعانقنا بمطر الشوقِ ؛
رُحنا نمضي من جَزعٍ ؛
تُسابقُ دربَنا الآلام ؛
سخرنا من ليالينا ؛
هربنا وحدنا في الظلِّ ؛
قتلنا ضوءنا فينا :
..
بجَمْعَتنا ؛
بليلِ عناقنا متنا ؛
سكبنا شوقنا المجروح ؛
سقينا أغنيات الروح ؛
ماءا من رحيق الضوء ؛
وصرنا نمتطي أملاً ؛
ولا عنوان أدركنا ؛
ولا عنوان يعرفنا ؛
ولا آخِرَ, لقصتنا ؛
..
إذ اغتالتْ ؛
بتلك الشمعة الحمراء ؛
بريقَ لقائنا المذبوحِ ؛
حكايا من دم مسفوح ؛
صارت تبكي ماضينا ؛
إلى المجهول ؛
خطفتنا ؛
ليفعل فعله فينا ؛
..
فيرمينا بعالي القهرِ ؛
جرحا في حكايتنا ؛
ماتت فينا قصتنا ؛
فأَغْرَقَنا رصيفُ العمرِ ؛
بموت في حلم الحياة ؛
على شاطئ مآسينا ؛
وهو يسألُ كلَّ الناس ؛
كالمجنون ؛
ما اسم هذي المدينة .؟
……
من مجموعته ( تهويمات على مقام الاندثار )ا