الجمال في كل شيء .jpg)
-المستشار الاعلامي لموةقع نفحات القلم د. أحمد عثمان كثيراً تتركز نظرتنا في الحياة والأفعال التي تتكون منها, وكثيراً من الأفعال نراها دون غيرها, فالقسوة من مكونات حياتنا وهي حركة قد نراها ظاهريا, واللطف حركة تتم في حياتنا لكننا لا نراه بالعين المجردة أو الحسية, لأن القسوة من أفعال الماديات, واللطف لا نراه لأنه من الأفعال المعنوية , واللطيف من أسماء الله تشعره في قلبك , فأنت لا تراه بعينيك, ولكنك ترى القسوة والقوة , وإذا أردت أن ترى اللطف عليك إغلاق عينيك, لأن الله في قلبك, وفي داخلك, ولتراه يجب أن تكون خارجه, لكنك فيه وبداخله, ولم تدركه ما لم تتحد معه وتصبح أنت الله والله أنت ((وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه وإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )) فالأشياء حقيقة, ولتصل إليها يجب أولاً أن تخطر على بالك المعرفة, وعليك أن تعرف عنها, وعن حقيقتها ماديا بالعلم والمعلومات. لو نظرت إلى الزهرة بعين العلم المادي وحلّلت كيمائيتها لعلمت أن مكوناتها جزئيات تكونت من ذرات فيها دقائق وشحنات, وعرفت أنها ليست جميلة, ولا جمال فيها مطلقاً, ولو سألت عالِماً لم يقل لك غير ذلك , وتجد أن هذا العالِم العظيم في لحظة شاعرية سيهدي زوجته زهرة , وتعلم أنه لن يهديها مواد كيمائية مرصوفة بشكل زهرة, لكنه يهدي جمالاً يكمن في الزهرة وعندما يعود لاختصاصه كعالم سيبدأ بالإنكار, لأن الجمال لا يرى بالعين المجردة, ولا المجهر يساعد في تقصي الجمال, بل قلبك الذي يمتلئ بالعشق إذا كنت إنساناً بامتياز, وأنت عندما عرفت أن هذه الزهرة مكونة من الجزئيات والذرات ألم تنكرها , نعم ستنكرها وتهملها, لكنك تنظر من خلال قلبك فتجدها جميلة, لأنك إنسان شاعر تتقرب من الزهرة, وتُغلق عينيكَ وتراها داخلك ثم تصبح أنت الزهرة ذاتها, وهكذا تعرف ما هي الزهرة, أتعلم أن هذا هو الحب والعشق, فأنت عندما ترى امرأة تراها من الخارج, وترى طولها وعرضها, وقد تسألها عن اسمها وبلدها, ولكنك لم تعرفها بعد, وعندما تُبحر في حبها ستعرفها وتعرف روحها وجمالها , وتتحد معها لم يبق شيء أسمه أنت أو هي بل سيكون وجودكما المشترك أنت هي وهي أنت , وهذا اللطف لا تبحث عنه بفظاظة , عليك المحاولة بكل الطرق الجديدة الهادئة دائماً, فبغير المباشرة تصل , لا تكن مفكراً وشكاكاً كي ترى الله جمال وحب مقدس , كن شاعراً وحساساً , وبدلاً أن تجلس وتُشّرح الأشياء عليك الإتحاد معها كي تفهمها , وعند ذلك تستطيع أن ترى الله, فرؤيته لن تكون بإرادتك ولا تراه شخص ماثل أمامك, بل سيكون عندك الإدراك أنه أنت, وأنت هو وروحك نور وجزء من نوره الطاهر, فأنت لن تراه مجرد محيط بك, بل سيكون في قلبك وكل كيانك, فأنت تحيط به دون إحاطة وهو يحيط بك بكل الإحاطة, وكل ذلك فوق الزمان والمكان وفوق الإدراك المادي الضيق, وبذلك تصل إلى قول بعض المتصوفين ((أنا الحق)) وتكون هذه الأنا الكونية التي عبّرتْ عن موت الأنا الصغرى واتحادها مع الخالق, فانظر كل ما هو جميل في هذا الوجود هو الله, وكل ما هو ذو بهاء وعظمة هو الله, فأينما رأيت الجمال انحني واسجد تقديسا له, فهذا من الله, والله جميل يحب الجمال , والجمال ليس حكراً على شيء دون آخر , والجمال قد يكمن بوجه إنسان, أو زهرة,أو نجمة, أو امرأة , فأنت أينما وجدته عليك الوقوف إن أحسست بروعته وبالعظمة الكامنة فيه, خذ من وقتك لتتأمل فيه, وسيفاجئك ما ستراه أكثر , واعلم أنك كلما ازددت إدراكا للجمال ستزداد قرباً من الله, وستجد البهاء في كل مكان, وعظمة الخالق في كل شيء , والحقيقة إن هذه العظمة موجودة في كل شيء, وكل مكان حتى في الصخر الأصم الذي ينبع منه الزلال تكمن العظمة, ولكن كل هذه العظمة تنتظرك كي تكتشفها عيناك المشعتان بالحب, وأكيد أنهما ستريا الصخر جميلاً وتكتشف جماله الباطني, فعندما تبحث عن العظمة والجلال في الأشياء تأكد أنك ستراهما في كل مكان, وسيكون القبح الذي في داخلك مباداً تدريجياً منك إلى الأبد, واعلم أنه في الحقيقة ليس هناك أي شيء بشع, لأن الله هذا الجمال المطلق الصافي هو خالق لكل شيء, وخَلقة مُشاكلاً له بالصورة والجمال, وأما القبح هو من نتاجنا, وفهمنا المحدود والخاطئ للأشياء, ودائماً تكون نظرتنا قاصرة وسطحية لها , فالقسوة واللطف والجمال كلها أفعال تسكن فينا, وخالقها واحد, وعلينا أن نتعامل من حيث القلب وما يكمن فيه من معرفة الخالق, وعلينا أن ندع عقولنا تبسط سطوتها اللطيفة عبر أكبر المساحات الكونية حتى نستطيع أن نحكم بالجمال على كل شيء, ونجعلها تبحث عن الجلال لتراه أيضا في كل شيء وكل مكان, أيضاً ستراه في البرق وستسمعه مع الرعد وتحس به يغسلك بالمطر, وتسمعه في الصمت والصوت, وقتها سترى الأمور على حقيقتها لأول مرة أن (لا اله إلا الله) وسيكون المسجد والحب في قلبك, وأنت في هذا الكون وهو المسجد الأكبر, وتسجد في كل لحظةٍ لذي الجلال والإكرام .
.jpg)
-المستشار الاعلامي لموةقع نفحات القلم د. أحمد عثمان كثيراً تتركز نظرتنا في الحياة والأفعال التي تتكون منها, وكثيراً من الأفعال نراها دون غيرها, فالقسوة من مكونات حياتنا وهي حركة قد نراها ظاهريا, واللطف حركة تتم في حياتنا لكننا لا نراه بالعين المجردة أو الحسية, لأن القسوة من أفعال الماديات, واللطف لا نراه لأنه من الأفعال المعنوية , واللطيف من أسماء الله تشعره في قلبك , فأنت لا تراه بعينيك, ولكنك ترى القسوة والقوة , وإذا أردت أن ترى اللطف عليك إغلاق عينيك, لأن الله في قلبك, وفي داخلك, ولتراه يجب أن تكون خارجه, لكنك فيه وبداخله, ولم تدركه ما لم تتحد معه وتصبح أنت الله والله أنت ((وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه وإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )) فالأشياء حقيقة, ولتصل إليها يجب أولاً أن تخطر على بالك المعرفة, وعليك أن تعرف عنها, وعن حقيقتها ماديا بالعلم والمعلومات. لو نظرت إلى الزهرة بعين العلم المادي وحلّلت كيمائيتها لعلمت أن مكوناتها جزئيات تكونت من ذرات فيها دقائق وشحنات, وعرفت أنها ليست جميلة, ولا جمال فيها مطلقاً, ولو سألت عالِماً لم يقل لك غير ذلك , وتجد أن هذا العالِم العظيم في لحظة شاعرية سيهدي زوجته زهرة , وتعلم أنه لن يهديها مواد كيمائية مرصوفة بشكل زهرة, لكنه يهدي جمالاً يكمن في الزهرة وعندما يعود لاختصاصه كعالم سيبدأ بالإنكار, لأن الجمال لا يرى بالعين المجردة, ولا المجهر يساعد في تقصي الجمال, بل قلبك الذي يمتلئ بالعشق إذا كنت إنساناً بامتياز, وأنت عندما عرفت أن هذه الزهرة مكونة من الجزئيات والذرات ألم تنكرها , نعم ستنكرها وتهملها, لكنك تنظر من خلال قلبك فتجدها جميلة, لأنك إنسان شاعر تتقرب من الزهرة, وتُغلق عينيكَ وتراها داخلك ثم تصبح أنت الزهرة ذاتها, وهكذا تعرف ما هي الزهرة, أتعلم أن هذا هو الحب والعشق, فأنت عندما ترى امرأة تراها من الخارج, وترى طولها وعرضها, وقد تسألها عن اسمها وبلدها, ولكنك لم تعرفها بعد, وعندما تُبحر في حبها ستعرفها وتعرف روحها وجمالها , وتتحد معها لم يبق شيء أسمه أنت أو هي بل سيكون وجودكما المشترك أنت هي وهي أنت , وهذا اللطف لا تبحث عنه بفظاظة , عليك المحاولة بكل الطرق الجديدة الهادئة دائماً, فبغير المباشرة تصل , لا تكن مفكراً وشكاكاً كي ترى الله جمال وحب مقدس , كن شاعراً وحساساً , وبدلاً أن تجلس وتُشّرح الأشياء عليك الإتحاد معها كي تفهمها , وعند ذلك تستطيع أن ترى الله, فرؤيته لن تكون بإرادتك ولا تراه شخص ماثل أمامك, بل سيكون عندك الإدراك أنه أنت, وأنت هو وروحك نور وجزء من نوره الطاهر, فأنت لن تراه مجرد محيط بك, بل سيكون في قلبك وكل كيانك, فأنت تحيط به دون إحاطة وهو يحيط بك بكل الإحاطة, وكل ذلك فوق الزمان والمكان وفوق الإدراك المادي الضيق, وبذلك تصل إلى قول بعض المتصوفين ((أنا الحق)) وتكون هذه الأنا الكونية التي عبّرتْ عن موت الأنا الصغرى واتحادها مع الخالق, فانظر كل ما هو جميل في هذا الوجود هو الله, وكل ما هو ذو بهاء وعظمة هو الله, فأينما رأيت الجمال انحني واسجد تقديسا له, فهذا من الله, والله جميل يحب الجمال , والجمال ليس حكراً على شيء دون آخر , والجمال قد يكمن بوجه إنسان, أو زهرة,أو نجمة, أو امرأة , فأنت أينما وجدته عليك الوقوف إن أحسست بروعته وبالعظمة الكامنة فيه, خذ من وقتك لتتأمل فيه, وسيفاجئك ما ستراه أكثر , واعلم أنك كلما ازددت إدراكا للجمال ستزداد قرباً من الله, وستجد البهاء في كل مكان, وعظمة الخالق في كل شيء , والحقيقة إن هذه العظمة موجودة في كل شيء, وكل مكان حتى في الصخر الأصم الذي ينبع منه الزلال تكمن العظمة, ولكن كل هذه العظمة تنتظرك كي تكتشفها عيناك المشعتان بالحب, وأكيد أنهما ستريا الصخر جميلاً وتكتشف جماله الباطني, فعندما تبحث عن العظمة والجلال في الأشياء تأكد أنك ستراهما في كل مكان, وسيكون القبح الذي في داخلك مباداً تدريجياً منك إلى الأبد, واعلم أنه في الحقيقة ليس هناك أي شيء بشع, لأن الله هذا الجمال المطلق الصافي هو خالق لكل شيء, وخَلقة مُشاكلاً له بالصورة والجمال, وأما القبح هو من نتاجنا, وفهمنا المحدود والخاطئ للأشياء, ودائماً تكون نظرتنا قاصرة وسطحية لها , فالقسوة واللطف والجمال كلها أفعال تسكن فينا, وخالقها واحد, وعلينا أن نتعامل من حيث القلب وما يكمن فيه من معرفة الخالق, وعلينا أن ندع عقولنا تبسط سطوتها اللطيفة عبر أكبر المساحات الكونية حتى نستطيع أن نحكم بالجمال على كل شيء, ونجعلها تبحث عن الجلال لتراه أيضا في كل شيء وكل مكان, أيضاً ستراه في البرق وستسمعه مع الرعد وتحس به يغسلك بالمطر, وتسمعه في الصمت والصوت, وقتها سترى الأمور على حقيقتها لأول مرة أن (لا اله إلا الله) وسيكون المسجد والحب في قلبك, وأنت في هذا الكون وهو المسجد الأكبر, وتسجد في كل لحظةٍ لذي الجلال والإكرام .