حدثني حجر الرصيف مبتهجا قال :
أخبرها أن القدّيسين رقصوا حين انتصرتَ ؛
قل لها : رغم ما صار يغلي في القلب , ويُذيب معه الروح ؛
لم أرَ إلا حبك يزدادُ اضطراما ؛ ولم أرَ إلا بريق عينيكِ ؛ يقول لي أحبكَ ؛
وأجيبكِ ؛ أحببتكِ أكثر ؛ وسأظلُّ حتى تخمد الشمسُ وتصير رماداً ؛
فما أجملكِ ؛ وأنت حجارة الروح تقولين ؛ دمتَ متألقاً بدمكَ أيها المزنّرُ ببهاءِ النصرِ , مُبدعاً بالتقاطِ وسامِ شهادتكَ ,
ترفع علمَ الروحِ ؛ وأنتَ هناكَ فوقَ حدودِ الخوفِ من السفر .!
قُلْ لها ؛
لو تعلمين ؛ كم في لحظات غضبي ؛ كنتُ أحدا آخر ,
و حين أهدأ , أُصيرُ أبسط من الماء ؛ أسقي عشق شقوق الأرض فرحا من جديد .!
فاسمحي للنفس أن تهدأ فيها البراكين .؟
قُلْ لها ؛
مَنْ الذي يستطيع أن يهرب من قدره ؟
ألستُ قدركِ أيتها المسكونة بي .؟ وأنت قدري ؛ أيتها المسكونُ بكِ ؟
قُلْ لها ؛
آه لو يعلم البشر كيف تهدأ الروح , ووجيبُ القلب يبدأ بذكر الحبيبة؛
وكم ستتضاءل مساحة الكون ليصبح أصغر من بؤبؤ العين ؛
فكيف إن كان الحبيب حلما كأنتِ ؛ أيتها الساكنة في كهف الروح .؟
قُلْ لها ؛
أيتها القادمة بكل صمت العالم إلى روحي؛
كم هو كاذب من يقول أن العشق اكتسابا ؛ ولا يعرفه الواصلون ,
عشق الرصاصة للصدر المُحنّى بورق خريف الكهف ؛ لا يُدركُه بصرٌ ؛ إنما البصيرة ؛
أنه نار مشتعلة .!
قُلْ لها ؛
أيتها الطاهرة ؛ وأنت تصرخين بكل صمتك القادم كنسمة هواء تسري عند الفجر ؛
سأظل أحبك ؛
فهل رأيتِ هناك أجمل من عينين تتعانقان بكل حب الدنيا , وكل شوق المحبين ؛
حين يلعلعُ الفرح ؛
يحتضن دموع الأمهات معلناً , أنني الشهيد ,
وصلتُ إليك ,
أيتها العروس الواقفة حارسة على حوافِ الزمن القادم ,
وأنت تتزينين لفرح نصرٍ ؛ كم أتعبنا انتظاره طويلاً .