اعداد الاستاذ برهان خذابخش : مكتب اليمن
لطفي جعفر امان ١٩٢٨ م _ ١٩٧١ ) الاتجاه الرومانسي … التجديد الغني و الموضوعي.. ولد الشاعر لطفي جعفر امان في مدينة عدن جنوب اليمن . وكانت نشأته في بيت احتفت جنباته بالوان من الفنون إذ كان اخوته لكل واحد منهم هوايته الخاصة من قراءة الى غناء و عزف على الة العود الى رسم و تصوير فأخذ لطفي عنهم تلك الهوايات بجمعها في شخصه فكان الشاعر و الرسام و عازف العود… تخرج من جامعة جوردن بالسودان دبلوم اداب عام ١٩٤٨ م ثم واصل تعليمه في لندن وأخذ دبلوم معهد التربية العالي ١٩٥٥ م.. لطفي جعفر امان يعد مثالا فنيا و ثقافيا متقدما في عصره ( منتصف القرن العشرين) حيث حمل تجربة فنية مغايرة لما كان سائدا في الواقع الثقافي القائم على مفاهيم و تقاليد أدبية كلاسيكية . لذلك كان لطفي صوتا متميزا في عصره بما حمله من مفاهيم أدبية و نقدية جديدة الى الواقع الثقافي في عدن .. وتميزه هذا يعود الى ماتمتع به من احساس فني عال و الى وعي جمالي شديد الحساسية إضافة الى حصيلته الثقافية الحداثية حيث استفاد من الشعر الغربي و بخاصة الانجليزي اذ اهتم بدراسته من لغته الاصلية الى جانب استفادته من معطيات الحداثة في الشعر العربي و بخاصة الاتجاه الرومانسي .. اللغة الفنية ( الشعرية ) كانت هي الهاجس الاعظم الذي سيطر على تجربة لطفي الفنية وبهذا المفهوم الجديد ( اللغة الفنية ) للشعر كانت تجربته الفنية التجديدية تعد هي الرائدة في الشعر اليمني المعاصر و أهم سمات هذه التجربة نزوعها الى تحقيق شروط الجمال الفني من خلال عناية الشاعر باللغة و ببناء صور فنية مبتكرة … في عام ١٩٤٨م ظهر الديوان الاول للطفي امان ( بقايا نغم ) والذي حمل أولى خطوات تجديد الشاعر الذي تبدت ملامحه في قصائد الديوان كقصيدة ( خطيئة غريب ) : مستثار الفكر .. جياش الدما مسعورة أنفاسه تائهة في ظلمة الاوهام عيناه .. وقد ضج به الصمت .. و هاجت حوله أشباح ذكرى .. حطمت أحداثها ولاحقة وهي في اكفان ماضيها الصريع.. و اشتد هذا النزوع التجديدي لدى الشاعر و بلغ ذروته في دواوينه : ( الدرب الاخضر _ ١٩٦٢ م ) و ( كانت لنا ايام _ ١٩٦٢ م) و ( ليل الى متى _ ١٩٦٤ م ) و ( اليكم اخوتي _ ١٩٦٩ م).. و على الرغم من ان لطفي يعد من التيار الرومانسي الا ان ذلك لم يبعده عن قضايا الانسان بل حظي الوطن و الانسان باهتمام الشاعر كمثل قصيدته ( أخي كبلوني ) ومنها : أخي .. كبلوني و غلّ لساني ..و اتهموني بأني تعاليت في عفًتي و وزعت روحي على تربتي فتخنق أنفاسهم قبضتي لأني اقدًس حريتي لذا كبلوني و غلً لساني .. و اتهموني…. و كدلك لم تقف تجربة الشاعر عند حدود وطنه بل شاركت الانسان أينما كان كمثل قصيدة ( زونوجا كانوا ) و منها : و قالوا : زونوج ذوي الرقً فبهم و مزًق تاريخهم صفحته عبودية غرستها السياط فجفف جلادهم سطوته كذا حدًثوا .. و الحديث احتيال يواري المداري به خدعته و لكنه زخرف في الكلام تود الحقيقة ان تسكته و قد هدم الضعف اوصالها و أشعل في في قلبها حرقته…. اهتم لطفي بجانب الصورة الفنية فبرع في رسم صوره و اعتمد على الابحاء بالأفكار عن طريق الصور حتى أصبح هذا النهج التصويري ابرز سماته الفنية . كمثل قوله : ** دعيني هنا لذًتي في اللظى هنا في الصقيع الذي يحترق … و كقوله ؛ *** اتركيني . هذه السطور في يد الامس ألهبت اشجاني وله صور غرائبية كقوله : بيتي يكاد الليل يبسطه باحضان النجوم يطفو على كفً الضياء.. تزفًه بيض الغيوم الهيكل الضخم البناء يشفً في عمق السدوم والارض و الافاق من تحتي سواد من وجوم ونختم حديثنا عن لطفي بأبيات من قصيدته ( طفل متسول ،) : في وجهك المحزون يا طفلي الصغير وطني الكبير وطني باوسع منتهاه وطني المعذب في حماه وطني النبيض على انتفاضات الحياه وطني الكبير في وجهك المحزون يا طفلي الصغير يا جرح اغنية حزينة جشاتك أحشاء المدينه و تقلصت منك الديار حتى الظلام القابع المكدود في قعر الجدار حبس الظلال و استكبرت حتى الفوانيس الضيئله من ان تمدً يد الشعاع الى دروبك و تمدً لي كفًا هزيله..
اتركيني. هذه السطور في يد الامس سياط ألهبت اشجاني ..
برهان