الاستاذ محمد محسن كتب لموقعنا يقول :
..لـن يكـون الوطـن ممـراً أو مستـقراً للمعارضين القتــلة بعــد الآن
……….المفاوضات في جنــيف أو في غيـرها لن تعطيــهم صـك البـراءة
……….أهلنا في المناطق المسروقة من الوطن ستستقبل جيشنا بالرياحين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنحاول في هذا المقال الاجابة على بعض الأسئلة ، التي تشغل بال كل وطني مهتم ، وأول سؤال نستهل به مقالنا هو :
هل نحن الذين فجرنا الحرب ؟؟
بالرغم من بداهة هذا السؤال وسهولة الاجابة عليه ، ستجد من المعارضين ــ ارهابيين ، وسياسيين ، ومن على حوافهم من الرماديين ــ من يقول نعم نحن الذين استدعينا الحرب ، لأن " النظام الاستبدادي " دفعنا دفعاً لهذه الحرب ، هؤلاء الذين انصهروا في بوتقة العداء للوطن ، لم يعد من المفيد إجراء أي حوار معهم ، ــ حتى حوار ديموستورا ــ لن يفيدهم في شيء ، ولن يعطيهم الحق في أن تطأ أقدامهم أرض الوطن ، لأنهم خرجوا من تحت عباءة الوطن إلى عباءة الشيطان القاتل ، ارهابيون كانوا أم سياسيون .
.
بعضهم وفي قرارة أنفسهم مقتنعون بأن الحرب مدبرة ومرسومة منذ ما بعد حرب العراق ، ولكن توغلهم عميقاً في أحقادهم ، والتي فرخت أحقاداً ، والرغبة والتشفي ومحاولة لعبهم مع مشاعرهم " لعبة الغميضة " ، سيبقون في غيهم ، ونكرانهم ، وسيحاولون زرع بعض من أمل في نفوسهم ، وبعض من حلم ، على أنهم كانوا على حق ، وأنهم " ثاروا على الظلم " بهدف التغيير ، وان المستقبل لايزال ينتظرهم على قارعة الطريق مظفرين ، هؤلاء المعارضين بشتى مللهم ونحلهم وتشكيلاتهم اللونية ، المتدرجة من " هيئة التنسيق " بقيادة الإخواني حسن عبد العظيم ، مروراً بعلوش الارهابي وصولاً إلى " الخليفة " أبو بكر البغدادي ، وريث الفقه الوهابي ، وما بينهم من شذاذ الآفاق القادمين من عشوائيات الدنيا وأزقتها وشذاذها ، والذين أكل الفكر الديني الظلامي النكوصي عقولهم وأفئدتهم ، والذين يتفاهمون مع بعضهم من خلال التراجم .
.
هؤلاء يجب أن نعتبرهم جميعاً مجرد أدوات قتل وتدمير للوطن الذي كان وطنهم ، وباتوا مسؤولين عن كل ما أصابه من ويلات ، وبالتالي يجب أن نخرجهم من أي حساب وطني ، حتى مجتمعاتهم الصغيرة التي خرجوا منها ، لم تعد تتعرف عليهم ، بل لفظتهم وإلى الأبد فكيف سيعيش قاتلاً بات جزءاً من قطعان متوحشة ، ذهب بعيداً متنكراً لأبسط قيمه الاجتماعية ، وبات في موقع لا وطني ولا أخلاقي ، بل في موقع القاتل ، أو المحرض على القتل ، كيف له أن يعود إلى أحضان من سفك دماء أبنائهم أو أصدقائهم ، أو جيرانهم ، وحتى وطنه الكبير لن يستقبله ، لأن صبيان الحي ونسائه وشوارع الوطن وأزقته ستدل عليه وتقول :
هذا مع وحوشه من قتل أولادنا ، وهتك أعراضنا ، ودمر بيوتنا ، وحرق الشجر والحجر في بلادنا ، العنوهم حيث ثقفتموهم ، لذلك سيلعنون من جميع من يقابلهم ، وسيضربون بالأحذية في أي مكان يحلون به على الأقل ؟!، أي أن الأرض السورية لن تتمكن من حملهم ، ولن تكون لهم ممراً أو مقراً بعد الآن ، وستلعنهم في الذهاب وفي الإياب .
.
كل من يعتقد غير هذا هو واهم على الأقل ، حتى وكل من يعتقد أن السنين السبعة العجاف ، التي حاولوا فيها زرع كل أشكال الحقد ، والبغضاء ، المذهبية ، والطائفية ، والقومية ، وكل أشكال التجهيل ، والتحريض والتوريط ، قد أثمرت ونقلت غالبية مواطنينا إلى اللحاق بهم فكراً وسلوكاً ، هو ليس واهماً فقط ، بل يضع نفسه في موقع المشكك بوطنية أهله ، ممن يرضخون قسراً لحكم الارهاب الأسود ، القادم من مجاهل التاريخ الذي كان فيه الانسان يأكل لحم أخيه حياً ، ومن يعتقد أيضاً أن السيطرة على عقول مواطنينا هناك في المناطق المستعمرة باتت كاملة وناجزة !! هو لا يتجاهل فحسب بل لا يضع في اعتباره عدة خصائص اجتماعية وقيمة وحضارية يتميز بها مواطننا ، طبعاً نستثني ونخرج خارج قوس القتلة ، والجهلة ، والمرتزقة ، والهامشيين ، والذين استطاعت أموال الخليج وغيرها استغلال هشاشتهم ، وتغلب على فكرهم الفكر الديني الظلامي ، فباعوا أنفسهم وعيالهم بثمن بخس ، هؤلاء خرجوا وسيخرجون من أي عملية حسابية وطنية .
أما المواطنون الذين رضخوا سنيناً لهذا الطاغوت ، المتوحش القادم من خلف التاريخ كما قلنا ، والذي رهن عقله لبعض الأدعية والمفاهيم الجوفاء الذي لقنه اياها شيخه الغبي ، والذي لا يمت لا للعلم ولا للمعرفة ، ولا للحضارة ، ولا ينتمي للحاضر بل هو منتم إلى وعي وحشي مسروق من قوانين الغابة .
.
….. كل من يعتقد أن هؤلاء الوحوش ، الجهلة والقتلة سيتمكنون من غسل أدمغة المواطنين في مناطق سيطرتهم ، هو ليس واهماً ومتوهماً بل هو أكثر من ذلك بكثير ، ومن يشكك مجرد تشكيك بأن مواطنينا هناك قد يتخلون عن قيمهم الحضارية التي وصلوا إليها ، وما تلقوه أبناءهم من علم ومعرفة ، واشكال متطورة من الحياة المدنية ، ستلغى في يوم وليلة ، وأن أولئك شذاذ الآفاق الجهلة القتلة القادمون من كل عشوائيات العالم ، أصحاب الذقون الطويلة ، والمخضبة ، والشعور الطويلة ، والذين لا يحلمون إلا بالحور العين ، هؤلاء سيتمكنون من قلب البنى الاجتماعية المتنورة إلى حيث الغباء والتخلف والظلام ، هذا الذي يعتقد ذلك هو بالتأكيد ليس على حق ، ونحن نجزم أن الوحوش الارهابيين لن يتمكنوا من تفتيت اللحمة الاجتماعية ، والنيل من الوحدة الوطنية ، بل ستعود مجتمعاتنا تلك أكثر تماسكاً عندما تخرج من تحت كابوس المتوحشين ، ولأنهم ذاقوا مرارة وسواد وتخلف العيش تحت سيطرة أولئك المتوحشين .
.
أنا أأكد حد الجزم وبدون أي لبس أو شك ، أن اللحمة الوطنية والاجتماعية التي اشرت إليها ستزداد تماسكا عندما تقبل طلائع جيشنا العربي البطل مشارف تلك المزارع والقرى والدساكر والمدن ، وستخرج النساء والرجال ، والأطفال إلى الشوارع ، مهلليين مزغردين ، يحملون الورود والأزاهير والأعلام العربية السورية ، التي كانوا قد خبؤها في حرز حريز ، كما تخبئ حرائرنا مصاغها وحليها في أهم وأفضل مكان سري من خزائن ثيابها .
وحتى لا نبتعد طويلاً وحتى نبقي على حرارة الموضوع ، سأضرب لذلك مثلاً ، كم خرج من " حي الوعر " من المواطنين ،؟؟ لم يخرج من حي الوعر الحمصي وطني واحد ، بل كل الذين خرجوا هم المسلحون وأسرهم ، ويمكن أن نعمم هذه الصورة على جميع مناطق المصالحات ، وهذا يؤشر بشكل جلي وقاطع على نسبة اللذين يتعاطفون مع المسلحين ، في جميع المناطق السورية ، وبحساب بسيط نجد أن المسلحين وأهلهم والذين يتعاطفون معهم لن يتجاوزوا 2% أكثر أو أقل ، وهذه النسبة تعتبر طبيعية جداً ، لأنه من الممكن ان نجد في كل شعوب الأرض ما نسبته 2% من المجتمعات يعيشون خارج الاطار الوطني ، وبين الخارجين عن القانون .
.
لذلك وبذلك نصل إلى نتيجتين :
الأولى ـــ أن الأرض السورية ، والشعب السوري ، وأزقة المدن ، والشوارع ، والقرى ، والدساكر ، في بلادي لن تسمح للقتلة والفجرة الذين خانوا وطنهم ، وساهموا في قتل أبنائه ، وتدمير الشجر والحجر فيه ، لن تسمح لهم بأن يطؤوا أرض الوطن ، بعد الذي فعلوه ، وأن المفاوضات الجارية والتي ستجري ، لن تعطيهم صك البراءة أو حق المرور مجرد المرور على أرض الوطن ، ولو حضروا ألف مؤتمر ومؤتمر ، تحت راية الأمم المتحدة ، أو تحت راية الشيطان .
.
الثانية ـــ أهلنا في المناطق المسيطر عليها من الارهاب الأسود ، ينتظرون بفارغ الصبر ساعة الخلاص ، والعودة إلى أرض الوطن الحبيب ، والوطن ينتظرهم ، وما سكوتهم إلا بسبب الخوف من الموت المحقق ، في حال قاموا باي قول او فعل لا يتوافق وفقه وسلوك وحوش الأرض ، او القيام باي بادرة تنم عن تعاطف مع الدولة ، وسيروون لنا بعد خلاصهم المنتظر والقادم حتماً ، سيراً وحكايا عن معاناتهم مع وحوش الأرض ، أعداء الحضارة والانسانية ، كما سيروون الكثير من بطولاتهم السرية في مواجهة بعض أولئك المرتزقة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلينا أن نعتقد جازمين أن سورية بعد الحرب ، ستكون غير سورية قبل الحرب ، حتى العالم كله سيتغير ، فهذه الحرب التي جاءت في مفصل تاريخي ، ستضح حداً للحروب الكبيرة ، ومن خلال التوازن القطبي سيصل العالم كله إلى حالة توازن ، تتيح للشعوب هامشاً أكبر من الاستقلال والحرية ، نعم ستتغير سورية على جميع الأصعدة وستتمكن جذوة الانتصار ، واندفاعة الخروج القوية من تحت الكابوس ، وانطلاقة الهمم بعد الهموم ، ستتمكن كلها بزمن قياسي من كنس القديم بسرعة فائقة ، وزرع الجديد الذي سينبت الحرية والاستقلال .