(4).jpg)
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أتســللُ إليكَ كُلَّ صباح
أفتحُ صفحتكَ.. أتأملُ صورتكَ..( لستُ معكَ).. وأضيعُ في تفاصيلكَ..
وأهمسُ لكَ من وراء شــاشتي: " ما زلتَ كما أنتَ مســكونٌ بالحياة.. وما زلتُ كما أنا مســكونةٌ بكَ.."
أقرأُكَ..
ولا أدري إن كنتُ حقاً أقرأُكَ.. أم أصافح روحي المتعبة على تخوم قلبكَ الواســعِ التضاريس.. المجهول العوالم..
أقرأُكَ..
وتســـرحُ بي حروفكَ المجنونة إلى حيثُ أريدُ.. ولا أريد..
من قال أن تلك الســـنين الطويلة بمُرِها قد غيّرت فينا شيء..؟
ما زالتْ أناملكَ ـ وحدها ـ تتقنُ النقر على زجاج قلبي..
وتعرفُ كيف تكســرُ جليدهُ.. وتُغرقُ مُدنهُ.. وتعزفُ على أوتاره أناتي شـــعراً.. وتصوغُ مني الحكايا…
ما زلتَ إلى الآن رغم كُلّ شيء.. وكُلَّ ما مضى.. وما أنت عليه الآن.. وما أنا فيه..
ذاكَ الشــقيُّ الذي يُحســنُ قطاف الشــهدِ حين الغروب..
ووقت يشــاءُ.. وكما يشــاءُ يلُّون ســـماواتي برفوفِ الدُّوري والسُــمن والشــحرور..
ويزرعني بنفســـجةً بين صخرتين على حافة الماءِ والحلم..
ويُمطرني عطشـــاً في كانون…
ليس ســـراً
أن أبوحَ لكَ بأني إلى الآن أســـتنشــقُكَ مع تنهيدة كُلّ صباح..
أســـتعيدُكَ.. ولو للحظات من زمنٍ ســـرقكَ مني..
وريحٍ دفعت بعيداً شـــراعكَ…
حيثُ لا أنتَ.. ولا أنا.
ـــــــــــــــ أيمن سليمان