ولدت ثريا الحافظ في دمشق عام 1911.. والدها الشهيد الأميرالاي أركان حرب أمين لطفي الحافظ الذي أعدمه المستعمر التركي مع الأحرار العرب في6 أيار 1916،
وأمها من آل أبي سمرا التجار المشهورين في دمشق. نشأت يتيمة فكفلها عمها الأمير مصطفى الشهابي وبث فيها الروح الوطنية والقومية.
تلقت دراستها الإعدادية والثانوية في مدارس الحكومة ثم تابعت دراستها في دار المعلمات وتخرجت بإجازة عام 1929.
بعد تخرجها عملت مدرسة للأدب العربي في مدارس دمشق ثم مديرة في عدة مدارس حتى عام 1963. وهي متزوجة من المجاهد والصحفي والكاتب منير الريس ورئيس تحرير جريدة بردى التي صدرت في أواخر الأربعينيات واستمرت حتى مطلع الستينيات.
شاركت ثريا في أول مظاهرة نسائية ضد الانتداب الفرنسي عام 19288 كما شاركت في أول مظاهرة نسائية سورية عام 1929 بمناسبة الانتخابات النيابية لحض الناخبين على اختيار نوابهم من قائمة الكتلة الوطنية المؤلفة من فوزي الغزي وفارس الخوري وسعد الله الجابري وهاشم الأتاسي.
أسست أولى الجمعيات النسائية الشعبية في القطر وهي «جمعية خريجات دار المعلمات» ومن أهداف هذه الجمعية توعية المرأة ودعم الصناعة الوطنية وإنشاء نادٍ ثقافي لتلقى فيه المحاضرات وأحاديث الأدباء والأديبات، ثم أسست جمعية «دار كفالة الفتاة» عام 1945 وذلك من أجل مساعدة بنات الشهداء وقد استمرت هذه الجمعية إلى عام 1955، وإنشاء جمعية لرعاية الجندي السوري عند الحدود، وأسهمت في تأسيس جامعة نساء العرب القوميات عام 1943 ومن أهدافها المطالبة بحقوق المرأة السياسية وأبدت هذه الجمعية نشاطاً ملحوظاً إلى أن توقفت نهائياً عام 1952.
وتعد السيدة ثريا الحافظ من أوائل العاملات في حقل تعليم الأميات منذ عام 1918.
رشحت نفسها في عام 19522 للانتخابات النيابية ولكن لم يكتب لها النجاح ثم عادت ورشحت نفسها في زمن الوحدة بين سورية ومصر للمجلس النيابي فنجحت وحصلت على الترتيب الثاني في عدد الأصوات في منطقتها.
كما أسست صالونها الأدبي «منتدى سكينة» في منزلها في حي المزرعة في دمشق تخليداً لاسم السيدة سكينة بنت الحسين صاحبة أول صالون أدبي في الإسلام.
جرى الاحتفال بافتتاحه في مقر النادي العربي مساء يوم 16-12-19533 وكان من أنصاره السيدات زاهدة حميد باشا، رمزية القوتلي، ماوية الشيخ فضلى، ألفة الإدلبي، عزيزة هارون، أمل جزائري، عناية رمزي، أمينة سر المنتدى. ومن أهداف هذا المنتدى رفع مستوى الآداب والفنون وتنمية الثقافة وكانت الهيئة الإدارية مؤلفة من السيدات فقط بالرغم من مشاركة أدباء رجال أمثال الدكتور إبراهيم الكيلاني وأسعد محفل وغيرهم.
قام المنتدى بنشاط أدبي كبير في نشر الأدب والفن والثقافة ومن الذين حاضروا فيه الأديبات (د.سهير القلماوي وعفيفة صعب وأدفيك شيبوب وطلعة الرفاعي وألفة الإدلبي وهبة الوادي بهنسي وأسماء الحمصي ونازك الملائكة وفدوى طوقان وغادة السمان) وغيرهن. ومن الأدباء (الدكتور شكري فيصل وفؤاد الشايب وجورج صيدح ود.عبد السلام العجيلي وأديب نصور وراتب الحسامي ود.ابراهيم الكيلاني ود.شكيب الجابري ويوسف السباعي ونجاة قصاب حسن ود.عبد الله عبد الدايم والأمير مصطفى الشهابي وبشير الريس ود.بديع حقي وعمر أبو ريشة والأمير صقر بن سلطان القاسمي ومحمد الحريري ومدحت عكاش وعبد الرحمن خزندار وعرفان سلوم) وغيرهم.
ويعد صالونها أطول الصالونات الأدبية النسوية عمراً إذ استمر حتى عام 19633 وتوقف بسبب سفرها إلى مصر.
ألقت عدة محاضرات في دمشق وبيروت ودير الزور وحماة وأذاعت أحاديث من إذاعة دمشق والقاهرة والكويت، وأهم أحاديثها كان عن نهضة المرأة السورية والعربية وعن تأسيسها الجمعيات الخيرية والثقافية والأدبية والسياسية وقدمت حديثاً خاصاً عن رحلتها إلى الصين عام 1958 ونشرت في الصحف والمجلات شعراً منثوراً ومقالات عدة.
وهي عضو في عدة جمعيات ومنتديات منها الرابطة الثقافية النسائية وحلقة الزهراء الأدبية وجمعية نقطة الحليب وغيرها.
وافتها المنية في الثاني من شهر حزيران عام 2000 ودفنت في دمشق.
مؤلفاتها:
– حدث ذات يوم «قصص» – مطبعة الاعتدال دمشق 1961.
– الحافظيات- دمشق 19799.
إعداد : محمد عزوز