بقلم الاستاذ محمد محسن -نفحات القلم ![](/userfiles/11069266_1584666698487279_2810142317910291187_n(90).jpg)
.الغرب " العلماني " تحالف تاريخياً مع الفكر الديني الظلامي ……
……..هـــل ممـــــــلكة بني ســــــعود الهــــــــشة في مــــــــأمن ؟…….
………شوهـــوا الاســـلام وبات ديـن ظــلام ، وتوحــش ، وقتـــل …….
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــ من أدبيات "التحالف الشعبي للتنمية الديموقراطية "ـــــــــــــــ
اجترح " بريجنسكي " الفيلسوف الأمريكي معجزة ، بعد أن قدح زناد أفكاره ، وخرج بنظرية [ الايمان في مواجهة الالحاد ] في كتابه ـــ بين عصرين ـــ ، النظرية التي اعتُمدت كأساس في اطلاق وتوظيف " المجاهدين الاسلاميين ــ طالبان ، والقاعدة منظمة أسامة بن لادن السعودي ــ في افغانستان " ، بمواجهة الوجود السوفييتي " الملحد " . هذه النظرية جاءت تتويجاً واستكمالاً لعملية تسليم واستلام ، الولايات المتحدة الأمريكية ، منطقة الشرق الأقصى والأدنى ، من مؤرثتها بريطانيا ، بعد أن أخرجت أمريكا كل من بريطانيا وفرنسا من المنطقة كلها ، ولما كانت الأفكار تتوارث كما تتوارث الأراضي ، ويتوارث العار والشنار ، فان أمريكا لم ترث ممتلكات بريطانيا العظمى في عموم المنطقة على اتساعها فقط ، بل ورثت نهج بريطانيا الاستعماري بكل وحشيته والتي تعتبر ــ الجدة الكبرى ــ لأمريكا ، مع كل الدراسات المتعلقة بملف المنطقة ، من الباكستان حتى جبل طارق ، [ من أديان ، ومذاهب ، وتحالفات ، وأساليب عمل وتعامل ، وفلسفات ، وكل ارثها الاستعماري التاريخي ، حتى أرشيفها ، نبشته ووظفته ] .
.
وكانت " الامبراطورية البريطانية العظمى المستعمرة والغاشمة التي كانت لا تغيب عنها الشمس " ، قد سلمت أمريكا أولاً بأول ، أهم أربعة ملفات حولت مجرى التاريخ في المنطقة ، كانت قد أنجزتها ، في مطلع القرن العشرين .
حيث عبرت هذه الملفات عن نفسها ، وتجلت وكأن التاريخ هنا وفي تلك المرحلة الزمنية الطويلة ، قد تحالف مع الجغرافيا في هذه البقعة ، كما لم يتحالف في اي بقعة أخرى في العالم ؟؟!!.
هذه المهمات الخطيرة تبدو للوهلة الأولى متناقضة بل ومتصارعة ، ولكن في حقيقة الأمر جاءت متكاملة كل منها يكمل الآخر وهي :
1ــ……شجعت الشريف حسين ودعمته ليساعدها في حربها ضد العثمانيين ، بعد أن أوهمته أنها ستنصبه ملكاً على العرب .
2ــ…… وفي نفس الوقت كانت تعمل على تمكين آل سعود والتيار الوهابي من احتلال الحجاز ونجد ومن ثم الكعبة ، لتكون نواة الخلافة الاسلامية البديلة للسلطنة العثمانية الظالمة والظلامية .
3ــ……وكانت حينها أو قبلها بقليل ، قد وعدت اليهود بوطن قومي لهم ــ وعد بلفور ــ الذي اصبح حقيقة .
4ــ……والذي يثير الدهشة اهتمام بريطانيا " العلمانية " وعملها الدؤوب على تنمية ورعاية واستيلاد الحركات الأصولية الاسلامية ـــ الوهابية ، وحزب الاخوان المسلمين وغيرهما ــ .
لاعتمادها كأسلحة فتاكة ، وكأدوات رخيصة ومنتجة وفعالة ، لمحاربة جميع الدعوات العربية العقلانية ، والدعوات ذات البعد الاشتراكي العلماني ، وورثت ذلك الفهم وتلك الاستراتيجيات للولايات المتحدة الأمريكية " العلمانية " ايضاً ، التي لم تكتف بما ورثته بل اضافت له وطورته .
.
وهذا الأمر الذي يملك كل أسباب الغرابة ، يدلل على مدى عمق الأزمة التي يعيشها الغرب إلى درجة الانحطاط ، وذلك بتنكبها وتخليها عن أهم ركيزتين أساسيتين لنظامها الرأسمالي ، [ العلمانية ، والعقلانية ] وتعاملها مع الحركات الراديكالية الاسلامية الظلامية ، لتحقيق مكاسب تعتبرها استراتيجية ، فدمرت المنطقة ، وستدمر مستقبلها هي أيضاً في المنطقة ، في الوقت الذي تعتبر أمريكا ذاتها هذه الحركات الاسلامية ، كما ويعتبرها كل عقلاء العالم ، مصدراً رئيسياً لكل آفات الشرق ، ؟؟!!.
ومع ذلك لاتزال وحتى تاريخه ، تتعامل وتوظف تلك التيارات الاسلامية ، بكل فصائلها وتلاوينها ، ومسمياتها ، بالرغم من ادراكها أنها تتبنى الفكر الديني الظلامي العتيق والقاتل ، الذي لا يتعامل مع المعطيات الحضارية العلمية والمعرفية الراهنة ، بل جل عمل هذه الحركات الظلامية ، اغتيال وبيع عقول الأغبياء والجهلة إلى الشيطان ، المأخوذين بأقوال بعض " الفقهاء " الذين باتوا كالسحالي يعيشون ويعششون في اقبية الظلام والعتمة المكانية والعقلية ، وتحول أولئك الأغبياء إلى شخصيات هشة تُقدم على الانتحار والموت المجاني ، اعتماداً على تلك الفتاوى الدينية السوداء ، طمعاً بجنان الخلد والحور العين ، كل ذلك لانهاك المنطقة ، ومنعها من التقدم والتطور نحو العقلانية ، ومحاربة جميع التيارات العربية التقدمية المعادية لإسرائيل ، وكل ذلك يصب في خدمة " إسرائيل " .
.
من هنا نخرج بنتيجة قاطعة ومنذ ذلك الزمن القصي البعيد ، أن الوهابيين والاسلاميين بجميع تشكيلاتهم ، يلعبون مع الصهاينة أدواراً متكاملة كل دورمنها يكمل الآخر .
حتى أن هناك معلومات واسعة الانتشار ، تؤكد أن " الشين بيت " المخابرات الاسرائيلية " قد ساهمت بولادة حركة ــ حماس الاخوانية ــ ، لتقف بمواجهة حركات المقاومة ، التي تتبنى الفكر القومي التقدمي العقلاني ــ فتح ، الصاعقة ــ ، وتلك التي تتبنى الفكر الماركسي ــ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ــ جورج حبش ــ . والمنطق الذي سقناه سابقاً يناصر بل يؤكد هذا الاستنتاج ، لأن الغرب " العلماني " ذاته ، كان يعتمد في سياساته في الشرق الأوسط ، دائماً سابقاً وحتى الآن ، مبدأ استيلاد الحركات الاسلامية الظلامية لمحاربة الحركات العقلانية ، فكيف لا تعتمد " اسرائيل " هذا الأسلوب القذر ؟
هذه السياسة الملعونة والخبيثة من جهة ، والغبية التي ستقود الغرب ومعه العالم إلى الانتحار ..
قبل وبعد ـــ عملية التوريث ، ونقل الملكية ـــ لاتزال تشكل هذه الأحجية غير المفهومة ، ركناً اساسياً في رسم سياسات الغرب كله ، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية الاستراتيجية ، المبنية على رغبة قديمة جديدة ، ألا وهي بلقنة المنطقة ، وتقسيمها ، وتفتيتها على أسس مذهبية ، بذلك تتجانس مع دولة " اسرائيل " بنيوياً ، وتخضع لها سياسياً ، كما أنها تستمر بضرب جميع الحركات القومية وجميع الحركات اليسارية ، والعقلانية ، بالإسلام السياسي المتحالف موضوعياً مع " اسرائيل " ، اي أن الحرب بين الأيدولوجية الاسلامية وبين الحركات العقلانية باتت مفتوحة ومتواصلة منذ مطلع القرن الماضي وحتى الآن أي لمدة قرن .
…….نعم لقد اختتم في هذا العام قرن كامل من الصراع ، بين الفكر الديني الظلامي ، وبين الفكر التقدمي العقلاني ، وهذه الحرب القذرة التي تشن علينا الآن خلال سبع من السنين ، ستكون النقطة الفارقة والفاصلة بين زمنين .
فهناك تباشير مؤكدة بهزيمة الإسلام السياسي الظلامي العتيق ، بكل مؤسساته ، ومندرجاته ، وحركاته ، وممالكه ، التي استخدمت خلال ذلك القرن الطويل من الصراعات ، كسد وكسور أعمى ضد العقلانية والاشتراكية ، حتى أضحى على ما هو عليه الآن ، دين الارهاب القاتل ، المدان ، والمشبوه ، من كل شعوب الأرض ، ويكفيه أنه كان ولا يزال الحليف اللصيق " بإسرائيل " .
……وسيفتح الزمن كل أبوابه أمام العقلانية ، والتنور ، وسنطمر " فقهاء الظلام " إلى الأبد .
.
هل سيدرك السعوديون حجم جريمتهم التي تمثلت بلعب دور تدميري للدين الاسلامي ، ولكل نزوع عقلاني تقدمي في المنطقة خدمة لإسرائيل ؟ ، قد يدرك بعض أمرائها ، ولكن بعد فوات الأوان . هذه الدولة الثرية التي تُعتبر أغنى دولة في العالم ، تعتقد خطأً أن ثروتها ستصونها ، ولكن عليهم أن يدركوا أن هذه الخاصية ذاتها هي التي ستضعهم في وضع هش ومتهالك ، لأن الطامعين بهذه الثروة ، والكارهين لملوك الغباء ، سينقضون عليها عندما تدق الساعة ، وستدق .
فضلاً أن هندسة هرمها الملكي الأبوي التاريخي الهرم والهش فيه الكثير من الفجوات ، التي تحمل في طياتها كل أسباب الانهيار ، ولذلك سيكون سقوطها مدو .
وكذلك سيدرك حزب الاخوان المسلمين ، مع جميع الحركات الاسلامية الأخرى البغيضة ، التي احتكرت الاسلام ، ووضعت نفسها في موضع من له الحق وحده ، ببيع " صكوك الغفران لجنة الخلد " ، هل سيدركون دورهم الخبيث الذي لعبوه منذ النشأة وذلك بسعيهم الدائم ، لتمزيق الشعوب العربية ، من خلال زرع التناقضات المذهبية ، وأنهم كانوا في خدمة دول الغرب الاستعماري ، وجميع أدوارهم التي لعبوها صبت لصالح اسرائيل .
.
نعم سيستيقظ بعض مريديهم ، وسيدركون أنهم كانوا أدوات رخيصة بيد أعداء الوطن ، والأمة ، ولكن بعد فوات الأوان ، وبعد أن يصبحون مفككين ، مطاردين ، منبوذين . وسيلعنون وسيتحملون وزر ما ألحقوه بالإسلام من تشوهات وندوب لن تمحى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لذلك كان على العالم الذي يقوده الغرب الأعمى ، أن يدرك أن ما تمنحه الجغرافيا لشعب ما ، قد لا يستطيع التاريخ أن يلغيه مهما طغى .
……..فالمغول ، والتتار ، والفرنجة ، والعثمانيين ، والغرب الاستعماري ، كلهم مروا من هنا ورحلوا …… ، وكان في العراق الشقيق ما يزيد على / 200 / ألف جندي أمريكي وحليف ورحلوا .
لذلك فسورية ستنتصر ، وعلى كل سوري أو عربي عاقل أن يدرك أن طريق النهضة ، والتقدم ، والحرية ، والعقلانية ، طريق الخلاص يمر من سورية ، كما أدرك الغرب بكل دوله ، وتابعيه ، وعملائه ، أن طريق التدمير ، والتقسيم ، والتفتيت ، للمنطقة كلها يمر عبر سورية ، مما جعلهم يخوضون حرباً ضدها لامثيل لها في التاريخ .
……………………..ونحن نعود فنؤكد على :
…….أن حرية المنطقة ، وعقلانيتها ، ستولد على الأرض السورية …..
![](/userfiles/11069266_1584666698487279_2810142317910291187_n(90).jpg)
.الغرب " العلماني " تحالف تاريخياً مع الفكر الديني الظلامي ……
……..هـــل ممـــــــلكة بني ســــــعود الهــــــــشة في مــــــــأمن ؟…….
………شوهـــوا الاســـلام وبات ديـن ظــلام ، وتوحــش ، وقتـــل …….
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــ من أدبيات "التحالف الشعبي للتنمية الديموقراطية "ـــــــــــــــ
اجترح " بريجنسكي " الفيلسوف الأمريكي معجزة ، بعد أن قدح زناد أفكاره ، وخرج بنظرية [ الايمان في مواجهة الالحاد ] في كتابه ـــ بين عصرين ـــ ، النظرية التي اعتُمدت كأساس في اطلاق وتوظيف " المجاهدين الاسلاميين ــ طالبان ، والقاعدة منظمة أسامة بن لادن السعودي ــ في افغانستان " ، بمواجهة الوجود السوفييتي " الملحد " . هذه النظرية جاءت تتويجاً واستكمالاً لعملية تسليم واستلام ، الولايات المتحدة الأمريكية ، منطقة الشرق الأقصى والأدنى ، من مؤرثتها بريطانيا ، بعد أن أخرجت أمريكا كل من بريطانيا وفرنسا من المنطقة كلها ، ولما كانت الأفكار تتوارث كما تتوارث الأراضي ، ويتوارث العار والشنار ، فان أمريكا لم ترث ممتلكات بريطانيا العظمى في عموم المنطقة على اتساعها فقط ، بل ورثت نهج بريطانيا الاستعماري بكل وحشيته والتي تعتبر ــ الجدة الكبرى ــ لأمريكا ، مع كل الدراسات المتعلقة بملف المنطقة ، من الباكستان حتى جبل طارق ، [ من أديان ، ومذاهب ، وتحالفات ، وأساليب عمل وتعامل ، وفلسفات ، وكل ارثها الاستعماري التاريخي ، حتى أرشيفها ، نبشته ووظفته ] .
.
وكانت " الامبراطورية البريطانية العظمى المستعمرة والغاشمة التي كانت لا تغيب عنها الشمس " ، قد سلمت أمريكا أولاً بأول ، أهم أربعة ملفات حولت مجرى التاريخ في المنطقة ، كانت قد أنجزتها ، في مطلع القرن العشرين .
حيث عبرت هذه الملفات عن نفسها ، وتجلت وكأن التاريخ هنا وفي تلك المرحلة الزمنية الطويلة ، قد تحالف مع الجغرافيا في هذه البقعة ، كما لم يتحالف في اي بقعة أخرى في العالم ؟؟!!.
هذه المهمات الخطيرة تبدو للوهلة الأولى متناقضة بل ومتصارعة ، ولكن في حقيقة الأمر جاءت متكاملة كل منها يكمل الآخر وهي :
1ــ……شجعت الشريف حسين ودعمته ليساعدها في حربها ضد العثمانيين ، بعد أن أوهمته أنها ستنصبه ملكاً على العرب .
2ــ…… وفي نفس الوقت كانت تعمل على تمكين آل سعود والتيار الوهابي من احتلال الحجاز ونجد ومن ثم الكعبة ، لتكون نواة الخلافة الاسلامية البديلة للسلطنة العثمانية الظالمة والظلامية .
3ــ……وكانت حينها أو قبلها بقليل ، قد وعدت اليهود بوطن قومي لهم ــ وعد بلفور ــ الذي اصبح حقيقة .
4ــ……والذي يثير الدهشة اهتمام بريطانيا " العلمانية " وعملها الدؤوب على تنمية ورعاية واستيلاد الحركات الأصولية الاسلامية ـــ الوهابية ، وحزب الاخوان المسلمين وغيرهما ــ .
لاعتمادها كأسلحة فتاكة ، وكأدوات رخيصة ومنتجة وفعالة ، لمحاربة جميع الدعوات العربية العقلانية ، والدعوات ذات البعد الاشتراكي العلماني ، وورثت ذلك الفهم وتلك الاستراتيجيات للولايات المتحدة الأمريكية " العلمانية " ايضاً ، التي لم تكتف بما ورثته بل اضافت له وطورته .
.
وهذا الأمر الذي يملك كل أسباب الغرابة ، يدلل على مدى عمق الأزمة التي يعيشها الغرب إلى درجة الانحطاط ، وذلك بتنكبها وتخليها عن أهم ركيزتين أساسيتين لنظامها الرأسمالي ، [ العلمانية ، والعقلانية ] وتعاملها مع الحركات الراديكالية الاسلامية الظلامية ، لتحقيق مكاسب تعتبرها استراتيجية ، فدمرت المنطقة ، وستدمر مستقبلها هي أيضاً في المنطقة ، في الوقت الذي تعتبر أمريكا ذاتها هذه الحركات الاسلامية ، كما ويعتبرها كل عقلاء العالم ، مصدراً رئيسياً لكل آفات الشرق ، ؟؟!!.
ومع ذلك لاتزال وحتى تاريخه ، تتعامل وتوظف تلك التيارات الاسلامية ، بكل فصائلها وتلاوينها ، ومسمياتها ، بالرغم من ادراكها أنها تتبنى الفكر الديني الظلامي العتيق والقاتل ، الذي لا يتعامل مع المعطيات الحضارية العلمية والمعرفية الراهنة ، بل جل عمل هذه الحركات الظلامية ، اغتيال وبيع عقول الأغبياء والجهلة إلى الشيطان ، المأخوذين بأقوال بعض " الفقهاء " الذين باتوا كالسحالي يعيشون ويعششون في اقبية الظلام والعتمة المكانية والعقلية ، وتحول أولئك الأغبياء إلى شخصيات هشة تُقدم على الانتحار والموت المجاني ، اعتماداً على تلك الفتاوى الدينية السوداء ، طمعاً بجنان الخلد والحور العين ، كل ذلك لانهاك المنطقة ، ومنعها من التقدم والتطور نحو العقلانية ، ومحاربة جميع التيارات العربية التقدمية المعادية لإسرائيل ، وكل ذلك يصب في خدمة " إسرائيل " .
.
من هنا نخرج بنتيجة قاطعة ومنذ ذلك الزمن القصي البعيد ، أن الوهابيين والاسلاميين بجميع تشكيلاتهم ، يلعبون مع الصهاينة أدواراً متكاملة كل دورمنها يكمل الآخر .
حتى أن هناك معلومات واسعة الانتشار ، تؤكد أن " الشين بيت " المخابرات الاسرائيلية " قد ساهمت بولادة حركة ــ حماس الاخوانية ــ ، لتقف بمواجهة حركات المقاومة ، التي تتبنى الفكر القومي التقدمي العقلاني ــ فتح ، الصاعقة ــ ، وتلك التي تتبنى الفكر الماركسي ــ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ــ جورج حبش ــ . والمنطق الذي سقناه سابقاً يناصر بل يؤكد هذا الاستنتاج ، لأن الغرب " العلماني " ذاته ، كان يعتمد في سياساته في الشرق الأوسط ، دائماً سابقاً وحتى الآن ، مبدأ استيلاد الحركات الاسلامية الظلامية لمحاربة الحركات العقلانية ، فكيف لا تعتمد " اسرائيل " هذا الأسلوب القذر ؟
هذه السياسة الملعونة والخبيثة من جهة ، والغبية التي ستقود الغرب ومعه العالم إلى الانتحار ..
قبل وبعد ـــ عملية التوريث ، ونقل الملكية ـــ لاتزال تشكل هذه الأحجية غير المفهومة ، ركناً اساسياً في رسم سياسات الغرب كله ، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية الاستراتيجية ، المبنية على رغبة قديمة جديدة ، ألا وهي بلقنة المنطقة ، وتقسيمها ، وتفتيتها على أسس مذهبية ، بذلك تتجانس مع دولة " اسرائيل " بنيوياً ، وتخضع لها سياسياً ، كما أنها تستمر بضرب جميع الحركات القومية وجميع الحركات اليسارية ، والعقلانية ، بالإسلام السياسي المتحالف موضوعياً مع " اسرائيل " ، اي أن الحرب بين الأيدولوجية الاسلامية وبين الحركات العقلانية باتت مفتوحة ومتواصلة منذ مطلع القرن الماضي وحتى الآن أي لمدة قرن .
…….نعم لقد اختتم في هذا العام قرن كامل من الصراع ، بين الفكر الديني الظلامي ، وبين الفكر التقدمي العقلاني ، وهذه الحرب القذرة التي تشن علينا الآن خلال سبع من السنين ، ستكون النقطة الفارقة والفاصلة بين زمنين .
فهناك تباشير مؤكدة بهزيمة الإسلام السياسي الظلامي العتيق ، بكل مؤسساته ، ومندرجاته ، وحركاته ، وممالكه ، التي استخدمت خلال ذلك القرن الطويل من الصراعات ، كسد وكسور أعمى ضد العقلانية والاشتراكية ، حتى أضحى على ما هو عليه الآن ، دين الارهاب القاتل ، المدان ، والمشبوه ، من كل شعوب الأرض ، ويكفيه أنه كان ولا يزال الحليف اللصيق " بإسرائيل " .
……وسيفتح الزمن كل أبوابه أمام العقلانية ، والتنور ، وسنطمر " فقهاء الظلام " إلى الأبد .
.
هل سيدرك السعوديون حجم جريمتهم التي تمثلت بلعب دور تدميري للدين الاسلامي ، ولكل نزوع عقلاني تقدمي في المنطقة خدمة لإسرائيل ؟ ، قد يدرك بعض أمرائها ، ولكن بعد فوات الأوان . هذه الدولة الثرية التي تُعتبر أغنى دولة في العالم ، تعتقد خطأً أن ثروتها ستصونها ، ولكن عليهم أن يدركوا أن هذه الخاصية ذاتها هي التي ستضعهم في وضع هش ومتهالك ، لأن الطامعين بهذه الثروة ، والكارهين لملوك الغباء ، سينقضون عليها عندما تدق الساعة ، وستدق .
فضلاً أن هندسة هرمها الملكي الأبوي التاريخي الهرم والهش فيه الكثير من الفجوات ، التي تحمل في طياتها كل أسباب الانهيار ، ولذلك سيكون سقوطها مدو .
وكذلك سيدرك حزب الاخوان المسلمين ، مع جميع الحركات الاسلامية الأخرى البغيضة ، التي احتكرت الاسلام ، ووضعت نفسها في موضع من له الحق وحده ، ببيع " صكوك الغفران لجنة الخلد " ، هل سيدركون دورهم الخبيث الذي لعبوه منذ النشأة وذلك بسعيهم الدائم ، لتمزيق الشعوب العربية ، من خلال زرع التناقضات المذهبية ، وأنهم كانوا في خدمة دول الغرب الاستعماري ، وجميع أدوارهم التي لعبوها صبت لصالح اسرائيل .
.
نعم سيستيقظ بعض مريديهم ، وسيدركون أنهم كانوا أدوات رخيصة بيد أعداء الوطن ، والأمة ، ولكن بعد فوات الأوان ، وبعد أن يصبحون مفككين ، مطاردين ، منبوذين . وسيلعنون وسيتحملون وزر ما ألحقوه بالإسلام من تشوهات وندوب لن تمحى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لذلك كان على العالم الذي يقوده الغرب الأعمى ، أن يدرك أن ما تمنحه الجغرافيا لشعب ما ، قد لا يستطيع التاريخ أن يلغيه مهما طغى .
……..فالمغول ، والتتار ، والفرنجة ، والعثمانيين ، والغرب الاستعماري ، كلهم مروا من هنا ورحلوا …… ، وكان في العراق الشقيق ما يزيد على / 200 / ألف جندي أمريكي وحليف ورحلوا .
لذلك فسورية ستنتصر ، وعلى كل سوري أو عربي عاقل أن يدرك أن طريق النهضة ، والتقدم ، والحرية ، والعقلانية ، طريق الخلاص يمر من سورية ، كما أدرك الغرب بكل دوله ، وتابعيه ، وعملائه ، أن طريق التدمير ، والتقسيم ، والتفتيت ، للمنطقة كلها يمر عبر سورية ، مما جعلهم يخوضون حرباً ضدها لامثيل لها في التاريخ .
……………………..ونحن نعود فنؤكد على :
…….أن حرية المنطقة ، وعقلانيتها ، ستولد على الأرض السورية …..