ولدت فتحية محمود علي العسال عام1933في حي القلعة بالقاهرة ولم تتمكن من إكمال تعليمها لكنها تمردت على القيود الاجتماعية وأصبحت كاتبة مرموقة وانتخبت عضوا بمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ورئيسة اتحاد النساء التقدمي وعضو مجلس إدارة اتحاد السينمائيات المصريات.
وكان أول عمل درامي كتبته العسال تمثيلية للإذاعة المصرية عام 19577 وكتبت أولى مسرحياتها (المرجيحة) عام 1969.
وكتبت العسال أكثر من 55 مسلسلا دراميا للتلفزيون منها (هي والمستحيل) و(حتى لا يختنق الحب) و(شمس منتصف الليل) و(حبال من حرير) إضافة إلى نحو ست مسرحيات منها (الخرساء) و(البين بين) و(نساء بلا أقنعة) و(ليلة الحنة) و(سجن النساء).
وإضافة إلى الأعمال الدرامية كتبت العسال سيرتها الذاتية بعنوان (حضن العمر) في أربعة أجزاء وهي سيرة جريئة قالت فيها "كنت أتردد كثيرا في البوح حتى أمام نفسي. أخاف البوح عن إحساسي بالمهانة لما حدث في طفولتي وفي مراهقتي بفعل التخلف الذي كان سائدا حينذاك".
وسجلت أنها عانت من تغييب دورها بسبب كونها بنتا فلم تتمكن من إكمال تعليمها الابتدائي ففي الصف الثاني الابتدائي أخرجها أبوها من المدرسة "بمجرد أن ظهرت ملامح الأنوثة على جسدي وأنا طفلة بالعاشرة" وفرض عليها أخوها الأكبر عزلة داخل البيت "مثل أي سجين" وأدت هذه العوامل لنمو بذور التمرد الذي كان موضوعا لأعمالها الدرامية.
وكانت الكاتبة الراحلة ناشطة في العمل العام ومن ذلك مشاركتها في اعتصام بدأه في الخامس من يونيو 2013 مثقفون وفنانون في مكتب وزير الثقافة الذي اتهم ببدء ما وصف بأخونة الثقافة المصرية. واستمر الاعتصام حتى عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
والعسال كانت زوجة للروائي المصري الراحل عبد الله الطوخي وأنجبا ثلاثة أبناء وبنتا هي الممثلة صفاء الطوخي.
توفيت فتحية العسال في 15 يونيو 2014 عن 81 عاماً بعد صراع مع المرض .
إعداد : محمد عزوز