أزمة الخليج استئصال لتورم تركي …
..الأزمة الخليجية اليوم ليست شرخاً خليجياً جديداً، وهي في بداياتها فقط، و قطر ليست إلا بدايتها، لتتوسع إلى حرب إقليمية لا يغيب عنها الطابع الدولي.في محاولة لوضع الهجمة على قطر اليوم في جملة مقارنة تاريخية، يكون هذا التطور تالياً لسقوط النصرة في سورية واعتبارها إرهابية، ولا يخفى أن قطر كانت دائماً المدخل الوحيد لكل المفاوضات مع النصرة كما حصل مع قصة الإفراج عن كل من الراهبات و الجنود اللبنانيين المختطفين،وهذا السقوط للنصرة التي هي ذراع إخواني بامتياز، إضافة للاقتتال بينها و بين عدة مجموعات مسلحة كجيش الاسلام و الفسطاط أجناد الشام وغيرهم، هذه المجموعات مجموعات تابعة للسعودية، واقتتالها مع النصرة هو صراع نفوذ بين الأصلاء لم يكن خافياً بين السعودية وقطر، ومن جهة أولى بين السعودية وتركيا،وباستمرارنا بالعودة الى لوراء سيكون هذا بعد سقوط الإخوان في مصر وتونس و ليبيا،هذا كله عبارة عن مسلسل انكسارات لتنظيم الإخوان يؤكد استهدف هذا التنظيم الذي بات تحت المجهر، خصوصاً أن التنظيم بدأ يواجه اتهاماً عالمياً بعد سقوطه في عدة مواقع عربية ففي ديسمبر,2015فمن بريطانيا المأوى و المرتع الأهم لهذه الجماعة حيث خلصت مراجعة الحكومة البريطانية حول جماعة الإخوان المسلمين، والتي نشرت نتائجها الخميس، إلى أن “الانتماء للجماعة السياسية أو الارتباط بها ينبغي اعتباره مؤشرا محتملا على التطرفكما بدأت أمريكا دراسة إصدار قرار يعتبرها منظمة ارهابية حيث حسب نية الرئيس الأمريكي ترامب كما يدعم فكرة تصنيف "الإخوان المسلمين" كمنظمة إرهابية، عدد من الشخصيات المؤثرة في الحزب الجمهوري.
وقد أعد السيناتور تيد كروز مشروع القرار، الذي تم رفعه إلى مجلسي الكونغرس لمناقشته والتصديق عليه، إلا أنه تم تأجيله.هذا كله يؤكد ما بدأنا به وهو أن الفكر الإخواني بدأ يواجه عقابه لأنه فشل في تحقيق الأهداف الغربية في المنطقة العربية،لذلك لا بد من محاربة أهم مواقع هذا التنظيم ومرتكزاته وهي تركيا، وبالتالي لا بد من البدء بعزل تركيا عن المنطقة العربية وذلك بضرب قطر التي تعتبر الخرق التركي الأهم في المنطقة،ولذلك تتطور التداعيات للأزمة الخليجيبة و تدعم دولياً و لن تكون إلا البداية فهي بداية الحرب على تركيا التي التقطت الطعم و بدأت بتدخلاتها لحماية محميتها الخليجية،وشاءت طبيعة الأمور في الفشل الذي ينقلب قصاصاً على صاحبه أن يتفق في الأزمة الخليجية، اتفاق العداء السعودي الذي ينتقم من النفوذ التركي من جهة، و العداء المصري الذي كان من أهم المتضررين بعد الدولة السورية من تدخلات قطر ودعمها لتنظيم الإخوان المسلمين، مع الوضع المادي الصعب لمصر، والذي يجد مطامع سعودية أمريكية لوضع مصر في مكان آخر، قد يكون المال و ضرب قطر و الإخوان ثمناً سخياً يصعب رفضه من قبل مصر،ومن الإشارات التي بدأت تظهر أو يتم تظهيرها للتمهيد، هو الأزمة التركية الأوربية التي لما تبرد بعد، بل أضيف اليها قرار أمريكي بتجريم و اتهام حرس اردوغان بالاعتداء على متظاهرين في أمريكا، والاستقبال الناشف جداً الذي تفاجأ به أردوغان،ناهيك عن رسائل وتكهنات من قبيل:ما كتبه موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني: إن السيسي يرغب في ضم تركيا للحصار لحين تراجع أنقرة عن دعم قطر، مبينا أن السيسي طرح الموضوع خلال لقائه مع ملك البحرين، كما تم تحويل أوراق أكثر من ثلاثين من الإخوان للمفتي، ليصار إلى إعدامهمكما أن وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس اصدر، أمس الخميس، بيانا وزعته سفارة بلاده في القاهرة تحدث فيه عن دولة أخرى ستلقى مصير دولة قطر، دون الكشف عن اسمها.