..الزعــيم " أنطـون سعـادة " يعتـــز بعروبتــه فلماذا نتجاهل ذلك…..
……….
………….العرب ورثة حضارات المنطقة وملــوك الخـليج أعـداء العروبة …………..
………….وعليه فإننا ندعـوا إلى صيـغة اتحـــادية بين سـوريـة والعــراق ………….
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 ) موضوع اشكالي ومهم للحوار ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل من يعتقد أن الانتماء للعروبة هو انتماء عرقي ، هو عنصري أو متوهم وواهم ، وكل من يتعامل مع العرب من مواقع عنصرية هو عنصري ، لأن العروبة ليست تجمع عرقي ، بل هي الوارثة الشرعية لتاريخ وجغرافيا المنطقة ، منذ بدئ التاريخ وحتى الآن ، مع كل انجازاته الحضارية ، واخفاقاته ، من السومريين والبابليين وصولاً إلى الآراميين والسريان ، مروراً بالفينيقيين ، هذا القول ليس قولي هو قول يفرضه التاريخ والجغرافيا .
لكن علينا أن نعلم وبنفس المستوى ، أنه عندما خرج الاسلام من الجزيرة العربية ـــ وليست السعودية ـــ ، إلى بلاد الشام والعراق ، لم تكن المنطقة خالية من السكان ، بل كانت تعج بالعرب المسيحيين ، ولم تكن شعوباً جاهلة كما حاول ترسيخ هذا التفسير بعض رجال الدين الاسلاميين الأغبياء ، بل كانت شعوباً حضارية ، تشع على الدنيا حضارة وعلماً ومعرفة ، أي كانت سابقة جداً لحضارة الجزيرة الصحراوية ، لأنها حضارة مدن وبحار وتواصل مع شعوب أخرى .
.
كحضارة وادي الرافدين ؟ ــ العراق ــ وحضارة شاطئي البحر الأبيض المتوسط ، الشاطئ الجنوبي مصر الفرعونية ، والشاطئ الشرقي سورية الفينيقية ؟؟!! وحضارات ، البابليين والآشوريين ، والكلدان ، والأنباط ، والتدمريين ، والآراميين ، والسريان ، التي تتالت على المنطقة كجغرافيا وتاريخ ، والذين جاء العرب ليرثوا أمجادهم ، وسقطاتهم ؟؟؟!! . هل تبخرت هذه الحضارات بعد مجيء الاسلام ؟؟!! ـــ لا ـــ بل أثرت بها وتأثرت ؟! .
نعم جاء الاسلام بلسان عربي ، كما كانت عليه لغة سكان البلاد الأصليين العربية في بلاد الشام ، والعراق ، ووادي النيل ، اللغة التي تطورت عن الآرامية ، والسريانية ، والنبطية ، ، فتأثروا سكان المنطقة بالوافد الجديد القادم من الجزيرة ــ دين الاسلام ــ ، كما تأثر المسلمون القادمون بثقافة المناطق التي دخلوها ، في دمشق ، وبغداد ، وحلب ، والبصرة ، والرها ، ومدن الساحل من انطاكية إلى العقبة ، وغيرها ، فالعرب المسيحيون المقيمون في المنطقة منهم من أسلم ، ومنهم من بقي على دين آبائه وأجداده ، ولكنهم بقوا عرباً وبقيت لغة الضاد لغتهم .
.
……..أكدت في المقال السابق على فالق تاريخي بالغ الخطورة فقلت :
…..تحالف التاريخ والجغرافيا في هذه المنطقة ، كما لم يتحالفا في اي منطقة أخرى في العالم ، وذلك بسبب الموقع ــ وسط الدنيا ــ مرة ، وبسبب السبق الحضاري مرة أخرى ، ولكن كان تحالفهما ايجابياً حيناً ، وسلبياً حيناً آخر ، فعندما حدث أن كان التحالف ايجابياً استولدا أولى حضارات الدنيا ، ونثراها في العالم ، وفي الآخر السلبي شكل التحالف وبالاً ، حيث استجلبا كل أطماع الشعوب شرقاً وغرباً ، من المغول ــ القبائل الرعوية الهمجية ، أجداد الأتراك ــ الذي شكل اجتياحهم أكبر كارثة في التاريخ ، ليس على العرب وحدهم بل على الانسانية ، حيث أحرقوا بغداد حاضرة العلم والحضارة ، ودمشق عاصمة الدنيا ومركز الأرض ، وتتالت المطامع والاجتياحات والنكسات ، وصولاً إلى عهود الفرنجة حيث أغلقوا بوابة جبل طارق على العرب بعد سقوط غرناطة ، وتوجت الكارثة بقرون الظلام العثمانية الأربعة ، التي سجنت العقل العربي ، وحولت دينهم إلى ركام من الخرافات ، والاجتهادات الأصولية المغلقة ، وجاء الاستعمار الغربي العنصري المستبد ليفتت البلاد والعباد ، بعد كل هذه الويلات سجن العرب وراء جبل طارق وسبتة ومليلة ، هنا تحالف التاريخ والجغرافياً سلباً أيضاً ـــ الارتداد الديالكتيكي ، كما يقول هيغل ـــ، فانسحب العرب من دورهم في صناعة التاريخ . وغيبوا تماماً ولا يزالون كاليتامى .
.
………….هذا تاريخ العرب بحلوه ومره ، فلماذا نخجل منه ؟ ، فكل تواريخ الشعوب تمر في حالات انكفاء وانكسارات ، وعند الانكسار أو التراجع كما هو عليه الآن ، تظهر الدعوات الإنسحابية الانفصالية من انتماءاتها التاريخية القومية ، وتبدأ الأقليات المنسحبة بالبحث عن انتماء قومية جديدة ، ـــ كما هم عليه الأكراد الآن ـــ ولكن على الوطني الواعي الغيور وبدلاً من أن يلعن تاريخه ، عليه أن يعمل على انهاضه !!
…………فهل ستضعنا هذه الحرب على سكة الفعل التاريخي مجدداً .؟؟
بعد هذه المقدمة ، سأبدأ قولي بجملة تناساها الكثيرون ، بعضهم عن قصد وبعضهم عن غير قصد ، وعلى الأقل لم تتصدر اي بحث مهم ، أو لم تأخذ موقعها وأهميتها من الحوار ، رغم أهميتها البالغة ، وأنا سأحاول التذكير بها ووضعها في موضع متقدم من الحوار ، ما دام همنا فقط توصيل الرأي الصائب لكل راغب ، بدون أن نفرضه على أحد، فهدفنا اغناء الحوار .
………يقول القائد السياسي المرموق والمغدور ـــ أنطون سعادة ـــ مؤسس وقائد الحزب السوري القومي الاجتماعي :
[ "…نحن هُمُ العرب قبل غيرنا ، نحن جبهة العالم العربي ، وصدره ، وسيفه ، وترسه .
ونحن حُماة الضاد ، ومصدر الاشعاع الفكري في العالم العربي …" ]
لا أدر ان كان هناك كلام أكثر وضوحاً وبلاغة من هذا القول ، وهذا القول صحيح ودقيق من جهتين :
.
11ـــ لأنه صدر عن قائد سياسي مؤسس لحزب سياسي عقائدي " الحزب السوري القومي الاجتماعي " وهذا القائد السياسي لا يقول أمراً لا يعنيه ، أو لا يؤمن به .
.
2ـــ ولأن هذا القول يملك كل الحقيقة الساطعة ، لأن العرب المسيحيين وبخاصة في لبنان ، هم من حملوا راية العروبة ، ووقفوا وناضلوا ضد التتريك البغيض ، وضد العثمنة الغبية التي سرقت الاسلام وشرنقته ، ، وهم اللذين حموا لغة الضاد ، ـــ البستاني ، واليازجي ابراهيم ووالده ، وميخائيل نعيمة ، وجبران ، وأمين الريحاني الذي قال في مطلع القرن الماضي عام 1905 " هناك صراع بين العروبة والصهيونية ، ولابد أن ينتصر أحدهما على الآخر " ، وغيرهم كثير .
.
وهذا القول بعضهم تناساه ، والبعض الآخر تجاهله ، والبعض الكثير عمل ضده ، وأغلبية الجاحدين لهذا القول ولتلك المواقف ، هم الورثة الحقيقيون الذين يحق لهم الاعتزاز به وبمن قاله ، وبمن تبناه ، وهم :
11ــ ……..الحزب السوري القومي الاجتماعي . الذي أتفق معه في المطالبة بوحدة بلاد الشام ، لكن ما هو المحذور من طلب الوحدة أو الاتحاد مع العراق ؟ وما هو الخطأ من الاستفادة من العمق العربي في محاربة الفكر الديني الظلامي وممالكه ، والتعاون في مواجهة جميع الأخطار التي تهدد المنطقة .
.
22ــ ……..وحزب الكتائب ــ الكاره للعروبة والذي نسب نفسه إلى" الفينيقيين " وجميعنا نعتز لأننا من ورثة أجدادنا الفينيقيين ، فانتمائه للعروبة وحده الذي يخرجه من شعوره المذهبي الأقلوي .
.
33ــ ……… ــ نقر أن بعض العرب المسيحيين ـــ كلدان ، آشوريين ، سريان قد ينتمون إلى الحضارات القديمة ، كما ننتمي نحن ، الفرق الوحيد بيننا وبينهم ، أنهم حافظوا على لغاتهم القديمة ، ونحن نسيناها . فالعربي العاقل يعتز بانتمائه إلى لغات وحضارات الشعوب التي تتالت على المنطقة ، ولكن وببالغ الأسف نقول : هناك دعوات أخذتهم بعيداً عن انتمائهم الحقيقي ، وعليهم أن يدركوا أنهم وسكان المنطقة اخوة في التاريخ ، والجغرافيا ، والثقافة ، والمصير المشترك .
.
44ــ ……..والبعض عن قصد والبعض عن عدم دراية ، يعتبرون أن العروبة جاءت من الربع الخالي ، ويمثلها ملوك الخليج وأمراؤهم ، الأغبياء ، السفهاء ، العهر ، العملاء ، ـــ ملوك السعودية ـــ ومن خلال هذا الفهم يلعنون العروبة ، وهم غير مدركين أنهم بذلك يلعنون أنفسهم عن جهالة .
.
فممالك الخليج هم أعداء العروبة منذ النشأة ، بل استولدهم الغرب الاستعماري ، ليشوهوا الاسلام دين الأكثرية في المنطقة ، ويعهروه ، حتى أوصلوه إلى أذهان العالمين ، على إنه دين الارهاب ، والقتل ، والحرق ، وهذه المهمة نفذوها بجداره ، والمهمة الثانية ، كان دورهم ووظيفتهم التآمر ومنع اي دولة عربية من تحقيق اي تقدم ، أو تحقيق أي تقارب ، أو أي عمل يدعو لتوحيد الطاقات العربية ، العسكرية ، والاقتصادية ، لمواجهة " إسرائيل " مثلاً ، ولقد ثبت الآن بالدليل القاطع ، تحالف هذه الممالك المسروقة من مخلفات التاريخ ، مع " اسرائيل " ومع كل من يهدف الابقاء على تخلف المنطقة ، و تفتيتها .
.
…. فلماذا نتجاهل هذه الحقائق ؟؟ نحن ندعو للإنسانية ، لتكاتف جميع الدول المعادية للوصاية الغربية ، فماذا نقول للتونسي الذي يقول لك أنا عربي مثلك ؟؟ ، لذلك من حقنا وواجبنا ، أن ندعو كل الدول والقوى العقلانية التقدمية في الوطن العربي ، للتضامن ضد الرجعيات العربية ومحاربة الفكر الديني الظلامي ، فلماذا يتجاهل هذا القول الساطع ـــ القوميون السوريون الاجتماعيون ـــ ؟ والكثير من العرب المسيحيين وعلى رأسهم المسيحيين الموارنة ، المذهب الشرقي ، الذي ولد في سورية ، ـــ والذي أعادهم الرئيس عون إلى انتمائهم المشرقي ـــ ؟ .
.
……………..ألا يملك هذا التساؤل كل المشروعية ؟؟؟!!!
هل هذا التجاهل ناتج عن أحقاد قديمة ، بين القوميين العرب والقوميين السوريين ، وهذه الأحقاد بات علينا نسيانها ؟! ، انسجاماً مع أقوال الزعيم المؤسس أنطون سعادة ، التي يجب احياؤها ووضعها في موقعها من أي قول أو فعل . وأن نبني عليها مستقبل المنطقة ، ونسيانها أو تجاهلها لم يعد يملك أي تبرير ، وبخاصة بعد أن حسمها ، زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي ، ـــ أنطون سعادة ـــ ذاته ، بصريح القول وببلاغة ملفتة ، الذي لم يعلن اعتزازه بعروبته فقط ، بل اعتبر جماعته هُمُ العرب ، بل هم صدر العروبة ، وسيفها ، وترسها ، وهو الكلام الفصل ، وأنا أقر بصحة هذا القول ، بناءً على ما تقدم تعالوا نحسم الأمر ، ونخطو خطوتين معاً إلى الأمام ، ونقول بشكل جماعي نحن العرب ورثة تاريخ المنطقة ، وورثة جغرافيتها .
.
…. وأن ملوك الخليج الصحراويين هم أعراب ، أثرياء ، أغبياء ، سفهاء ، عملاء ، جاؤوا لتبديد ثروات المنطقة ، وهدرها ، وشراء عقول بعض المسلمين الأغبياء وتحويلهم إلى وحوش قاتلة ، هم أعداؤنا ، أعداء الحياة ، أعداء العقل ، أعداء الانسانية ، جاؤوا لتمزيق وحداتنا الاجتماعية على اسس مذهبية ، لصالح أعداء العروبة الغرب الاستعماري ، و" اسرائيل " ، وأن هذه الحرب القذرة التي فضحت أدوارهم ، لم تكن إلا التطبيق العملي لتلك الأدوار التي لعبوها منذ التأسيس ، وهي التي ستتسبب في تقريب آجال انهياراتهم المؤكدة ، لأنهم باتوا من سقط المتاع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فما العمل ؟؟!!ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
…………..من أدبيات التحالف الشعبي للتنمية الديموقراطية …………..
![](/userfiles/11069266_1584666698487279_2810142317910291187_n(91).jpg)
………….العرب ورثة حضارات المنطقة وملــوك الخـليج أعـداء العروبة …………..
………….وعليه فإننا ندعـوا إلى صيـغة اتحـــادية بين سـوريـة والعــراق ………….
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 ) موضوع اشكالي ومهم للحوار ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل من يعتقد أن الانتماء للعروبة هو انتماء عرقي ، هو عنصري أو متوهم وواهم ، وكل من يتعامل مع العرب من مواقع عنصرية هو عنصري ، لأن العروبة ليست تجمع عرقي ، بل هي الوارثة الشرعية لتاريخ وجغرافيا المنطقة ، منذ بدئ التاريخ وحتى الآن ، مع كل انجازاته الحضارية ، واخفاقاته ، من السومريين والبابليين وصولاً إلى الآراميين والسريان ، مروراً بالفينيقيين ، هذا القول ليس قولي هو قول يفرضه التاريخ والجغرافيا .
لكن علينا أن نعلم وبنفس المستوى ، أنه عندما خرج الاسلام من الجزيرة العربية ـــ وليست السعودية ـــ ، إلى بلاد الشام والعراق ، لم تكن المنطقة خالية من السكان ، بل كانت تعج بالعرب المسيحيين ، ولم تكن شعوباً جاهلة كما حاول ترسيخ هذا التفسير بعض رجال الدين الاسلاميين الأغبياء ، بل كانت شعوباً حضارية ، تشع على الدنيا حضارة وعلماً ومعرفة ، أي كانت سابقة جداً لحضارة الجزيرة الصحراوية ، لأنها حضارة مدن وبحار وتواصل مع شعوب أخرى .
.
كحضارة وادي الرافدين ؟ ــ العراق ــ وحضارة شاطئي البحر الأبيض المتوسط ، الشاطئ الجنوبي مصر الفرعونية ، والشاطئ الشرقي سورية الفينيقية ؟؟!! وحضارات ، البابليين والآشوريين ، والكلدان ، والأنباط ، والتدمريين ، والآراميين ، والسريان ، التي تتالت على المنطقة كجغرافيا وتاريخ ، والذين جاء العرب ليرثوا أمجادهم ، وسقطاتهم ؟؟؟!! . هل تبخرت هذه الحضارات بعد مجيء الاسلام ؟؟!! ـــ لا ـــ بل أثرت بها وتأثرت ؟! .
نعم جاء الاسلام بلسان عربي ، كما كانت عليه لغة سكان البلاد الأصليين العربية في بلاد الشام ، والعراق ، ووادي النيل ، اللغة التي تطورت عن الآرامية ، والسريانية ، والنبطية ، ، فتأثروا سكان المنطقة بالوافد الجديد القادم من الجزيرة ــ دين الاسلام ــ ، كما تأثر المسلمون القادمون بثقافة المناطق التي دخلوها ، في دمشق ، وبغداد ، وحلب ، والبصرة ، والرها ، ومدن الساحل من انطاكية إلى العقبة ، وغيرها ، فالعرب المسيحيون المقيمون في المنطقة منهم من أسلم ، ومنهم من بقي على دين آبائه وأجداده ، ولكنهم بقوا عرباً وبقيت لغة الضاد لغتهم .
.
……..أكدت في المقال السابق على فالق تاريخي بالغ الخطورة فقلت :
…..تحالف التاريخ والجغرافيا في هذه المنطقة ، كما لم يتحالفا في اي منطقة أخرى في العالم ، وذلك بسبب الموقع ــ وسط الدنيا ــ مرة ، وبسبب السبق الحضاري مرة أخرى ، ولكن كان تحالفهما ايجابياً حيناً ، وسلبياً حيناً آخر ، فعندما حدث أن كان التحالف ايجابياً استولدا أولى حضارات الدنيا ، ونثراها في العالم ، وفي الآخر السلبي شكل التحالف وبالاً ، حيث استجلبا كل أطماع الشعوب شرقاً وغرباً ، من المغول ــ القبائل الرعوية الهمجية ، أجداد الأتراك ــ الذي شكل اجتياحهم أكبر كارثة في التاريخ ، ليس على العرب وحدهم بل على الانسانية ، حيث أحرقوا بغداد حاضرة العلم والحضارة ، ودمشق عاصمة الدنيا ومركز الأرض ، وتتالت المطامع والاجتياحات والنكسات ، وصولاً إلى عهود الفرنجة حيث أغلقوا بوابة جبل طارق على العرب بعد سقوط غرناطة ، وتوجت الكارثة بقرون الظلام العثمانية الأربعة ، التي سجنت العقل العربي ، وحولت دينهم إلى ركام من الخرافات ، والاجتهادات الأصولية المغلقة ، وجاء الاستعمار الغربي العنصري المستبد ليفتت البلاد والعباد ، بعد كل هذه الويلات سجن العرب وراء جبل طارق وسبتة ومليلة ، هنا تحالف التاريخ والجغرافياً سلباً أيضاً ـــ الارتداد الديالكتيكي ، كما يقول هيغل ـــ، فانسحب العرب من دورهم في صناعة التاريخ . وغيبوا تماماً ولا يزالون كاليتامى .
.
………….هذا تاريخ العرب بحلوه ومره ، فلماذا نخجل منه ؟ ، فكل تواريخ الشعوب تمر في حالات انكفاء وانكسارات ، وعند الانكسار أو التراجع كما هو عليه الآن ، تظهر الدعوات الإنسحابية الانفصالية من انتماءاتها التاريخية القومية ، وتبدأ الأقليات المنسحبة بالبحث عن انتماء قومية جديدة ، ـــ كما هم عليه الأكراد الآن ـــ ولكن على الوطني الواعي الغيور وبدلاً من أن يلعن تاريخه ، عليه أن يعمل على انهاضه !!
…………فهل ستضعنا هذه الحرب على سكة الفعل التاريخي مجدداً .؟؟
بعد هذه المقدمة ، سأبدأ قولي بجملة تناساها الكثيرون ، بعضهم عن قصد وبعضهم عن غير قصد ، وعلى الأقل لم تتصدر اي بحث مهم ، أو لم تأخذ موقعها وأهميتها من الحوار ، رغم أهميتها البالغة ، وأنا سأحاول التذكير بها ووضعها في موضع متقدم من الحوار ، ما دام همنا فقط توصيل الرأي الصائب لكل راغب ، بدون أن نفرضه على أحد، فهدفنا اغناء الحوار .
………يقول القائد السياسي المرموق والمغدور ـــ أنطون سعادة ـــ مؤسس وقائد الحزب السوري القومي الاجتماعي :
[ "…نحن هُمُ العرب قبل غيرنا ، نحن جبهة العالم العربي ، وصدره ، وسيفه ، وترسه .
ونحن حُماة الضاد ، ومصدر الاشعاع الفكري في العالم العربي …" ]
لا أدر ان كان هناك كلام أكثر وضوحاً وبلاغة من هذا القول ، وهذا القول صحيح ودقيق من جهتين :
.
11ـــ لأنه صدر عن قائد سياسي مؤسس لحزب سياسي عقائدي " الحزب السوري القومي الاجتماعي " وهذا القائد السياسي لا يقول أمراً لا يعنيه ، أو لا يؤمن به .
.
2ـــ ولأن هذا القول يملك كل الحقيقة الساطعة ، لأن العرب المسيحيين وبخاصة في لبنان ، هم من حملوا راية العروبة ، ووقفوا وناضلوا ضد التتريك البغيض ، وضد العثمنة الغبية التي سرقت الاسلام وشرنقته ، ، وهم اللذين حموا لغة الضاد ، ـــ البستاني ، واليازجي ابراهيم ووالده ، وميخائيل نعيمة ، وجبران ، وأمين الريحاني الذي قال في مطلع القرن الماضي عام 1905 " هناك صراع بين العروبة والصهيونية ، ولابد أن ينتصر أحدهما على الآخر " ، وغيرهم كثير .
.
وهذا القول بعضهم تناساه ، والبعض الآخر تجاهله ، والبعض الكثير عمل ضده ، وأغلبية الجاحدين لهذا القول ولتلك المواقف ، هم الورثة الحقيقيون الذين يحق لهم الاعتزاز به وبمن قاله ، وبمن تبناه ، وهم :
11ــ ……..الحزب السوري القومي الاجتماعي . الذي أتفق معه في المطالبة بوحدة بلاد الشام ، لكن ما هو المحذور من طلب الوحدة أو الاتحاد مع العراق ؟ وما هو الخطأ من الاستفادة من العمق العربي في محاربة الفكر الديني الظلامي وممالكه ، والتعاون في مواجهة جميع الأخطار التي تهدد المنطقة .
.
22ــ ……..وحزب الكتائب ــ الكاره للعروبة والذي نسب نفسه إلى" الفينيقيين " وجميعنا نعتز لأننا من ورثة أجدادنا الفينيقيين ، فانتمائه للعروبة وحده الذي يخرجه من شعوره المذهبي الأقلوي .
.
33ــ ……… ــ نقر أن بعض العرب المسيحيين ـــ كلدان ، آشوريين ، سريان قد ينتمون إلى الحضارات القديمة ، كما ننتمي نحن ، الفرق الوحيد بيننا وبينهم ، أنهم حافظوا على لغاتهم القديمة ، ونحن نسيناها . فالعربي العاقل يعتز بانتمائه إلى لغات وحضارات الشعوب التي تتالت على المنطقة ، ولكن وببالغ الأسف نقول : هناك دعوات أخذتهم بعيداً عن انتمائهم الحقيقي ، وعليهم أن يدركوا أنهم وسكان المنطقة اخوة في التاريخ ، والجغرافيا ، والثقافة ، والمصير المشترك .
.
44ــ ……..والبعض عن قصد والبعض عن عدم دراية ، يعتبرون أن العروبة جاءت من الربع الخالي ، ويمثلها ملوك الخليج وأمراؤهم ، الأغبياء ، السفهاء ، العهر ، العملاء ، ـــ ملوك السعودية ـــ ومن خلال هذا الفهم يلعنون العروبة ، وهم غير مدركين أنهم بذلك يلعنون أنفسهم عن جهالة .
.
فممالك الخليج هم أعداء العروبة منذ النشأة ، بل استولدهم الغرب الاستعماري ، ليشوهوا الاسلام دين الأكثرية في المنطقة ، ويعهروه ، حتى أوصلوه إلى أذهان العالمين ، على إنه دين الارهاب ، والقتل ، والحرق ، وهذه المهمة نفذوها بجداره ، والمهمة الثانية ، كان دورهم ووظيفتهم التآمر ومنع اي دولة عربية من تحقيق اي تقدم ، أو تحقيق أي تقارب ، أو أي عمل يدعو لتوحيد الطاقات العربية ، العسكرية ، والاقتصادية ، لمواجهة " إسرائيل " مثلاً ، ولقد ثبت الآن بالدليل القاطع ، تحالف هذه الممالك المسروقة من مخلفات التاريخ ، مع " اسرائيل " ومع كل من يهدف الابقاء على تخلف المنطقة ، و تفتيتها .
.
…. فلماذا نتجاهل هذه الحقائق ؟؟ نحن ندعو للإنسانية ، لتكاتف جميع الدول المعادية للوصاية الغربية ، فماذا نقول للتونسي الذي يقول لك أنا عربي مثلك ؟؟ ، لذلك من حقنا وواجبنا ، أن ندعو كل الدول والقوى العقلانية التقدمية في الوطن العربي ، للتضامن ضد الرجعيات العربية ومحاربة الفكر الديني الظلامي ، فلماذا يتجاهل هذا القول الساطع ـــ القوميون السوريون الاجتماعيون ـــ ؟ والكثير من العرب المسيحيين وعلى رأسهم المسيحيين الموارنة ، المذهب الشرقي ، الذي ولد في سورية ، ـــ والذي أعادهم الرئيس عون إلى انتمائهم المشرقي ـــ ؟ .
.
……………..ألا يملك هذا التساؤل كل المشروعية ؟؟؟!!!
هل هذا التجاهل ناتج عن أحقاد قديمة ، بين القوميين العرب والقوميين السوريين ، وهذه الأحقاد بات علينا نسيانها ؟! ، انسجاماً مع أقوال الزعيم المؤسس أنطون سعادة ، التي يجب احياؤها ووضعها في موقعها من أي قول أو فعل . وأن نبني عليها مستقبل المنطقة ، ونسيانها أو تجاهلها لم يعد يملك أي تبرير ، وبخاصة بعد أن حسمها ، زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي ، ـــ أنطون سعادة ـــ ذاته ، بصريح القول وببلاغة ملفتة ، الذي لم يعلن اعتزازه بعروبته فقط ، بل اعتبر جماعته هُمُ العرب ، بل هم صدر العروبة ، وسيفها ، وترسها ، وهو الكلام الفصل ، وأنا أقر بصحة هذا القول ، بناءً على ما تقدم تعالوا نحسم الأمر ، ونخطو خطوتين معاً إلى الأمام ، ونقول بشكل جماعي نحن العرب ورثة تاريخ المنطقة ، وورثة جغرافيتها .
.
…. وأن ملوك الخليج الصحراويين هم أعراب ، أثرياء ، أغبياء ، سفهاء ، عملاء ، جاؤوا لتبديد ثروات المنطقة ، وهدرها ، وشراء عقول بعض المسلمين الأغبياء وتحويلهم إلى وحوش قاتلة ، هم أعداؤنا ، أعداء الحياة ، أعداء العقل ، أعداء الانسانية ، جاؤوا لتمزيق وحداتنا الاجتماعية على اسس مذهبية ، لصالح أعداء العروبة الغرب الاستعماري ، و" اسرائيل " ، وأن هذه الحرب القذرة التي فضحت أدوارهم ، لم تكن إلا التطبيق العملي لتلك الأدوار التي لعبوها منذ التأسيس ، وهي التي ستتسبب في تقريب آجال انهياراتهم المؤكدة ، لأنهم باتوا من سقط المتاع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فما العمل ؟؟!!ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
…………..من أدبيات التحالف الشعبي للتنمية الديموقراطية …………..