نشرت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" نص اللقاء الذي أجرته مع الخبير في السياسة الدولية ياكوف كيدمي حول العلاقات الأمريكية–الروسية.
وجاء في المقابلة: يتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دائما عن ضرورة تحسين العلاقات مع روسيا، ولكن وزارة المالية الأمريكية وسعت قائمة العقوبات الأمريكية المفروضة على شخصيات وشركات روسية.
-الجميع يعترف بأن العلاقات الروسية–الأمريكية في الحضيض، وواشنطن توسع العقوبات. أي هل تحول الانفراج الذي كان منتظرا بعد انتخاب ترامب إلى صقيع؟
يقول كيدمي: كان تقييم وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون قبل فترة لهذه العلاقات صحيحا، عندما قال إنها الأسوأ خلال السنوات الأخيرة، ويمكن أن تتحسن أو تسوء أكثر. بيد أن توسيع قائمة العقوبات يدل على أن الرئيس ترامب لا يستطيع انتهاج السياسة الخارجية التي يريدها. كما أن وضعه في الداخل ليس أفضل، حتى أنه لم يتمكن حتى الآن من تشكيل فريقه للعمل. فالخارجية الأمريكية عمليا لا يمكن التحكم بها، ووزيرها جديد وجهازها قديم وهما يعملان بالتوازي. البنتاغون قائم في حد ذاته، وهكذا. أي في هذه الظروف نلاحظ استمرار السياسة التي انتهجها أوباما.
أما كيف ستتغير العلاقات بين البلدين، هذا ما سيكون واضحا فيما يجري داخل الولايات المتحدة نفسها. كما أن لقاء بوتين وترامب في قمة العشرين قد يصبح أحد المؤشرات المهمة.
– ولكن هل سيحصل هذا اللقاء؟
التحضير للقاء القادة تقوم به مجموعة مساعدين، حيث سيكون عليهم في البداية الاتفاق على جميع القضايا التي ستطرح. وهذه العملية جارية حاليا. لذلك، على واشنطن، لكي يكون الحوار مثمرا، صياغة المتطلبات وتوضيح التنازلات التي تريدها من روسيا، والشيء نفسه مطلوب من موسكو.
فإذا تم اللقاء، فإن الكثير من الأمور ستعتمد على مساره. ولكن إذا اكتُشف خلال التحضير له أن مناقشة القضايا الجدية غير ممكن بسبب اختلاف المواقف، فإن اللقاء يصبح بروتوكوليا فقط، وعندها كل طرف يخرج باستنتاجاته.
– ولكن لقاء ترامب وبوروشينكو قد جرى، فهل يعني هذا أن ترامب قد حدد موقفه من المسالة الأوكرانية؟
كان اللقاء مع بوروشينكو شكليا ولم تناقش فيه مسائل جدية. كما أننا لا نعلم شيئا عن النتائج الفعلية لهذا اللقاء. ولدي إحساس بأن واشنطن لا تعلم ماذا تفعل مع أوكرانيا. ولذا، تحاول الولايات المتحدة انتهاج السياسة السابقة، إلى حين صياغة سياستها الجديدة.
وإنني أؤكد أن كل شيء سيتضح بعد قمة العشرين، حيث إنه إما أن يتفق الرئيسان أو لا يتفقان. كما أن هناك عاملا مهما يرتبط بنتيجة التحقيق بعلاقة ترامب المزعومة بموسكو.
إنهم يفرضون العقوبات بغض النظر عما يجري في أوكرانيا وسوريا. وأنا واثق من عدم وجود علاقة بين العقوبات ضد روسيا والواقع في البلدان الأخرى. لأن هدف العقوبات هو إضعاف روسيا اقتصاديا وسياسيا.
– كيف ينظرون في الولايات المتحدة إلى روسيا، كعدو أم كمنافس؟
توجد في الولايات المتحدة مجموعات مختلفة، وهذه المجموعات تختلف نظرتها إلى روسيا. منها ما ترى روسيا منافسة ومنها ما تعدها عدوا. كل شيء مرتبط بثبات روسيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا ومدى تقييم هذا الوضع في الولايات المتحدة. وحاليا هناك من يعتقد في واشنطن بضرورة تشديد العقوبات لخنق روسيا اقتصاديا، حيث يريدون التأثير في مسألة توريد الغاز الروسي إلى أوروبا. لأن النظام الاقتصادي–المالي الأمريكي يريد أن يسيطر على بلدان العالم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ويعتقدون أنه ليس بمقدور روسيا مقاومة ذلك.
إنهم يدركون أهمية النفط والغاز للاقتصاد الروسي. لذلك فإن مهمة واشنطن وأوروبا، التي تعمل وفق توجيهات واشنطن، إضعاف روسيا وتقسيمها إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها، كما يحصل مع دول البلطيق وجورجيا وأوكرانيا وغيرها.
نشرت صحيفة "كوميرسانت" مقالاً لبافل تاراسينكو عن انتهاء عملية تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي
كتب تاراسينكو: أعلنت القيادة العسكرية العراقية عن تحرير مدينة الموصل تماما من سيطرة "داعش". وتتجلى أهمية هذا الانتصار ليس فقط من الناحية الاستراتيجية، بل ومن وجهة النظر الرمزية، وخاصة أن أبا بكر البغدادي أعلن من الموصل بالذات عن إنشاء "دولة الخلافة" عام 2014، على منبر مسجد النوري الكبير، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، والذي فجره "داعش" الأسبوع الماضي.
وجاء في بيان القيادة العسكرية العراقية: "لم يبق أي حي تحت سيطرة "داعش" في الموصل. وليس أمام مسلحيه أي خيار سوى الاستسلام. لقد انتهى وجود "داعش" في العراق إلى الأبد"، بحسب قناة "سكاي نيوز عربية".
ويذكر أن عملية تحرير الموصل انطلقت في شهر تشرين الأول عام 2016، حيث شارك فيها إلى جانب الجيش العراقي تشكيلات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
يقول كبير الباحثين العلميين في معهد الاستشراق فلاديمير سوتنيكوف إن "تحرير الموصل نجاح كبير. وستكون لتحرير الرقة أهمية كبرى. ولكن هذا لا يعني القضاء على "داعش" نهائيا". وبحسب سوتنيكوف، فقد "احتفظ "داعش" بمفارز قتالية انتشرت وتفرقت بعد حصار الموصل"، وإن "هذه المفارز تنتقل إلى سوريا. وستنتقل بعد تحرير الرقة إلى منطقة أخرى – الأردن مثلا".
وأضاف أن "في صفوف التنظيم سيبقى ما بين 15 و50 ألف مسلح، وإذا أخذنا بالاعتبار أنصاره أيضا، فقد يصل العدد إلى 100 ألف شخص"، بحسب سوتنيكوف.
هذا، ولقد كانت الموصل المعقل الأخير للتنظيم الإرهابي في العراق. أما في سوريا، فلا يزال يسيطر "داعش" على مدينة الرقة التي بدأت عملية تحريرها أيضا في مطلع حزيران 2017.
وتجدر الإشارة إلى أن أسوشيتد برس كانت قد ذكرت، يوم 16 حزيران 2016، استنادا إلى "مسؤولين أمريكيين ونشطاء سوريين" أن قادة "داعش" فروا بعد محاصرة الموصل والرقة من المدينتين إلى مدينة الميادين الواقعة في محافظة دير الزور، ومن هناك يقودون "دولتهم".
وتشير الوكالة إلى أن "التحالف الغربي كان يهاجمهم جوا خوفا من انتقال مسلحي "داعش" إلى الميادين، ولكن هدفه الرئيس، كان تحرير الموصل والرقة". وبحسب مصادر الوكالة قد يكون التنظيم قد حول الميادين إلى "عاصمة" جديدة له ومنها ينسق هجماته، ولا سيما أن موقع المدينة ملائم جدا، لأنها تقع على الطريق الواصل بين الرقة والحدود العراقية، الذي يسيطر عليه التنظيم. وعلاوة على ذلك، فإن سكان المدينة من السنة ويتعاطفون مع التنظيم.
وبالطبع، لا تذكر الوكالة اسم أي من قادة التنظيم، الذين فروا إلى الميادين مع عائلاتهم، كما ليس معلوما إن كان أبو بكر البغدادي موجودا هناك.
هذا، ووفق معلومات وزارة الدفاع الروسية، فقد تم القضاء على عدد من قادة التنظيم بمن فيهم البغدادي يوم 28 أيار الماضي، عندما كانوا مجتمعين في الضاحية الجنوبية لمدينة الرقة. وذلك بغارة جوية شنتها طائرات القوة الجو-فضائية الروسية.
اشارت صحيفة "يديعوت احرونوت" إلى ان المؤسسة الامنية الصهيونية تركز بشكل اساسي في الآونة الاخيرة على التعامل مع "مصنع الصواريخ الدقيقة التي تحاول ايران اقامته في لبنان لحزب الله".
وقد قالت الصحيفة في افتتاحيتها، ان رئيس شعبة الاستخبارات أمان اللواء هيرتسي هليفي أكد ذلك رسميا في مؤتمر هرتسيليا قبل نحو اسبوع ونصف، إذ قال انه "في السنة الاخيرة تعمل ايران على اقامة بنية تحتية لانتاج ذاتي للسلاح الدقيق في لبنان وفي اليمن ايضا"، موضحا "نحن لا يمكننا ان نبقى لامبالين تجاه هذا – ولن نبقى"، على حد تعبيره.
ولفتت الصحيفة إلى ان هيئة الاركان في مبنى وزارة الحرب والمجلس الوزاري المصغر يبحثان في الامر، وقد ابدا بعض الوزراء اهتماما خاصا في المسألة، مضيفة ان الأيام ستوضح ما اذا كانت هذه المسألة ستشغل الصهاينة عن مسألة "الهجوم على المنشأة النووية في ايران" في نهاية العقد الماضي والتي تسببت في توتر شديد بين اصحاب القرار في القيادة.
ورأت "يديعوت احرونوت" انه " من الجيد لايران أن تقيم مصنع الصواريخ المتطورة على اراضي اللبنانية".
وبحسب "يديعوت" فإنه "من المريح جدًا بالنسبة لإيران إقامة مصنع للصواريخ المتطورة على الأراضي اللبنانية"، مشيرة الى ان "الجيش الاسرائيلي ومنذ نحو ثلاث سنوات لا يُهاجم لبنان بل سوريا، حيث قوبل بردّ من حزب الله في مزارع شبعا. وبالتالي فإن السؤال في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية هو: هل حزب الله مردوع أم رادع؟".
واعتبرت الصحيفة ان الاحتمالان يمكن تطبيقهما، من جهة ان "ليس من مصلحة حزب الله الدخول في حرب جديدة لكونه خسر عددا من مقاتليه في سوريا"، على حد زعمها، ومن جهة اخرى اصبح حزب الله منظمة حقيقية تملك تجارب قتالية غنية بعد سبع سنوات من قتال على الاراضي السورية، بالإضافة إلى قدرات متطورة في المجالين العملياتي والاستخباري وترسانة ضخمة من نحو 150 الف صاروخ.
واضافت الصحيفة ان "في حملة الجرف الصلب اطلقت "حماس" نحو 120 صاروخ في يوم واحد، بينما يتوقع ان تصل وتيرة النار من قبل حزب الله إلى 1.200 صاروخ في اليوم ، اي عشرة اضعاف. وبهذا الحجم، اشارت الصحيفة إلى انه لا يمكن لاي منظومة دفاعية، لا القبة الحديدية ولا العصا السحرية، ان تردع هذه الكمية الكبية. وقالت "لا مجال للمقارنة بين صواريخ "القسام" مع رؤوس متفجرة صغيرة، وبين صواريخ دقيقة موجهة بالجي.بي.أس مع مئات الكيلوغرامات من المادة المتفجرة". كما ان التهديد الذي يفرضه حزب الله على خط الحدود والصواريخ قصيرة المدى التي ينشرها تؤكد للجانب الصهيوني ان الحرب المقبلة لن تكون مجرد "رحلة"، وتوقعات الصحيفة تشير إلى مئات القتلى من المستوطنين في حال طبق سيناريو حرب جديدة مع حزب الله.
وتحدثت الصحيفة حول ما اسمته "تحسنا في قدرات الجيش الإسرائيلي بشكل دراماتيكي"، مضيفة ان العدد الهائل للاهداف التي جمعتها الاستخبارات الصهيونية عن حزب الله في السنوات الاخيرة، مشيرة إلى ما قاله رئيس الاركان جادي آيزنكوت "لو كان نصرالله يعرف ما نعرفه عنه، ما كان ليفكر بالحرب"، على حد قوله.
ورأت انه "يمكن التقدير بان حرب لبنان الثالثة ستتميز بتبادل ضربات نار فتاكة بين الطرفين تستمر لبضعة ايام الى أن يتدخل المجتمع الدولي"، مضيفة ان "هذه المرة سيكون التدخل سريعا، لانه في اللحظة التي ستصاب فيها مبان سكنية وابراج في تل أبيب، سيكون الضرر الذي سيتكبده حزب الله ولبنان هائلا بكل مقياس ممكن" على حد زعمهم.
وفي ضوء التطورات في لبنان، تساءلت الصحيفة، "هل يمكننا استبعاد امكانية ان توجه "اسرائيل" ضربة مانعة تنجح ضرب المصانع وشل جزء هام من القدرات الهجومية لحزب الله، بحيث يكون واضحا بما لا يرتقي اليه الشك من انتصر في هذه الحرب" وقال "على اصحاب القرار ان يتلقوا الصورة الاستخبارية الافضل ويعرفوا كم يمكن لضربة بدء كهذه ان تعطل قدرات الطرف الاخر وتغير صورة الوضع بشكل واضح".
وبحسب "يديعوت" ، فان "احد الاسباب التي تجعل مسؤولين في الجيش الإحتلال يتحدثون علنا هو التوقع بان تتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية، وتوقف اقامة المصانع لتمنع بذلك حربا ستمس باقتصادها وبناها التحتية والسياحة".
وتنقل الصحيفة عن مصدر صهيوني بان "حرب لبنان الثالثة، اذا بدأت ستكون حربا شديدة. نحن سننتصر فيها، ولكن الفرق سيكون في ضربة البداية". وعلى حد قوله، الاسهل هو عدم اتخاذ القرار، لان من سيأخذه الان ستشكل له لجنة تحقيق. ولكن على الاعتبارات في القيادة ان تكون موضوعية".
قال المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أليكس فيشمان إن "حزب الله رفع في الأسابيع الأخيرة حالة التأهب على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وعزّز إلى حد ما قواته في الجبهة، بسبب ما نُشر في "إسرائيل" عن حرب قريبة هذا الصيف".
ورأى فيشمان أن حزب الله لا يصدّق "اسرائيل" حتى لو أعلن وزير "الأمن" أن لا نية لشنّ حرب في لبنان أو في غزة كما فعل أمس أمام المراسلين العسكريين"، وتابع "(الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله يفضّل الإنصات إلى التيارات الخفية في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وفي الحكومة، والتي تؤيد الضربة الاستباقية، وعدم انتظار التسوية في سوريا..(السيد) نصر الله يفضّل مثلًا تصديق أحاسيس قلب قائد إسرائيلي على خط الحدود، يُحذّر من أن الجدار الذي تبنيه "إسرائيل" على الحدود سيجتذب نار حزب الله في الصيف"، وأردف "قد لا يفهم هذا القائد أن كل كلمة تخرج من فمه تعني بالنسبة للطرف الآخر سياسة الحكومة الإسرائيلية، وهذا ينطبق أيضًا على التسريبات أو ما يصدر عن الوزراء".
ويوضح فيشمان أنه "لكي تنشب حرب في الشمال في المدى المنظور، ينبغي أن تقع انعطافة دراماتيكية.. إذا تسببت "إسرائيل" بأضرار لا مرد لها، وتخطى حزب الله الخطوط الحمراء لـ"إسرائيل" بالتسلح بالكيميائي مثلا، فهو دعوة للحرب. كل باقي المقاييس، بما فيها مصانع السلاح لحزب الله في لبنان، ليست مبررًا للحرب، إذ يمكن معالجتها بشكل سري وبتغطية إعلامية متدنِّية"، حسب تعبيره.
ويقول فيشمان إن مخططات الحرب جاهزة على جانبي الحدود ومُدرَب عليها، لكن عنصرا وحيدا يحول دون قرع طبول الحرب لدى الطرفين، وهو أن هناك ملايين من "المدنيين" عندنا وعندهم، صحيح أن استعدادات "إسرائيل" لمعالجة السكان أثناء الحرب تتفوق على الاستعدادات الموجودة لدى لبنان، لكن حتى عندنا، يفهم المعنيون أن إجلاء مئات آلالاف المدنيين إلى الجبهة الداخلية البعيدة هو حملة لوجستية معقدة ومركبة ستترك العديد من المدنيين في الشمال تحت النار".
ويخلص المعلق العسكري الى أن لا رغبة لأي من الطرفين في فتح النار
وكالات .