
كانت طقوس الزواج لدى الأوغاريتيون تتناسب إلى حد ما مع طقوس الزواج المقدس ..وكان عقد القران يترافق بمراسم واحتفالات مقدسة في معبد البيت أو العائلة بصلوات ودعوات تستنزل الخير والبركة ..حيث نرى بان هذه الطقوس تكاد تشبه الى حد بعيد عادات السوريين الحاليين بليلة الزفاف خاصة في مدن وقرى ساحلنا السوري العريق ..
ففي هذه المناسبة كان العروسان يتوجهان إلى المعبد في موكب يضم الأهل والأقارب والأصدقاء وفي هذا المكان المقدس كانت تقام الشعائر والصلاة والتراتيل الغنائية الدينية
والتراتيل الغنائية الدينية ثم يباركهما الكاهن متمنياً لهما الخير والمستقبل السعيد ..وقد بينت لنا بعض النصوص الكتابية بأنهم كانوا يسكبون الزيت فوق رأس العروس عند عقد القران ..وذلك للتطهير الاحتفالي الذي يرافق الانتقال من حياة الى حياة اخرى..ومن هنا جآء مصطلح "عريس وقرينة "إلى الأوغاريتية ..
وتجرى بعد ذلك مناقشة وضع المراة في بيت زوجها وخاصة حقها في الملكية بمحافظتها على ملكيتها لمهرها في مختلف الحالات ..فكان حقها ان تحمله معها في حال أرغمت على ترك زوجها..
وهكذا بزواج الفتاة تتحرر من تبعيتها لسلطة صاحب البيت الذي ولدت فيه لتنتقل لتصبح تابعة لسلطة البيت الذي انتقلت إليه ..الذي ينتسب إليه زوجها ..غير أن صلتها ببيت أبواها لا تنقطع ..
بعد الانتهاء من هذه الطقوس .. تعقد حلقات الديكة ويغني المغنون وتقام الولائم وتكرع الخموروالأشربة ثم يهنئ المدعون العريسين ويقدمون لهم الهدايا متمنين لهم بالسعادة والحياة الرغيدة في حياتهما..
أخيراً نقول:بأن المرأة الأوغاريتية المتزوجة كانت سيدة في بيت زوجها أو في المجتمع الانتاجي الذي يعطي لها ولأولادها في حال تزوج زوجها من امرأة أخرى..
أما جالات الطلاق في أوغاريت فقد كانت معروفة لكننا نجهل تفصيلات كثيرة عن آثاره القانونية ومراسم حدوثه..
آه ..ما أروعك يا أوغاريت لك منّا كل تحية وإجلال على تاريخك الناصع المشرق..
ستبقين تحتفظين بمكنونات ألقك وسرمديتك لتبفي قادرة على سرد أخبارك وأخبار شعبك ..
عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم..














