بقلم الاستاذ محمد محسن
..النظـــــــــــــام العــــــــــربي واقــــــــــــــــــعه ومستــــــــــــــقبله
……………علاقــــــاته البينـــــية وعلاقــــاته مـع الغــــرب ومـع اسرائــــــــيل
……………جامــــــعة للتقدميـــين العــرب ، كبـــديل للجامـعة العربـية العتـــيقة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بات بقاء حال العالم كل العالم ، على ما هو عليه من المحال ! ، نعم ستغير هذه الحرب العالمية الكون بأكمله ، لأن الكل اشترك فيها ، فكيف لا يتغير العالم العربي الذي كان : ساحتها ، وأداتها ، وسلاحها ؟؟!! ، فكل دول العالم اشتركت فيها بحجم من الحجوم ، أو ذرت بقرنها في مرحلة من مراحلها ، ولم تبق دولة في العالم تتفرج من على رأس التلة أبداً ! ، لذلك سيكون تأثيرها عاماً وشاملاً . كل بحجم دوره . وبحجم الأهداف التي سعى لتحقيقها ، حرب خاضها الغرب الاستعماري بكل دوله ومؤسساته ، بقيادة طاغوت العالم أمريكا ، بما فيها جميع دول الرجعيات العربية من سبتة ومليلة ، وحتى البحرين .
.
تلك الامارات والممالك العميلة ، التي ومنذ أن صنعت ، صنعت لتقوم بخدمة مصالح الغرب ، ضد جميع المصالح العربية ، هذه الممالك كانت [ السلاح الاحتياطي الأفعل ] بفقهها الديني التكفيري العتيق ، وبمالها النفطي الأسود ، حيث لعبت دور آلة تفريغ عقول الجهلة ، والمهووسين دينياً والحمقى من العاطلين عن العمل ، والمهمشين اجتماعياً ، وفقراء الأرياف ، والعشوائيات التي تكدست على حوافي المدن ، والذين اشترى رجال الدين الأغبياء عقولهم ببعض من خرافات ، ودفعوهم للقتل والذبح ، لمن يتباين معهم في المذهب أو الدين ، وجميعهم من المجرمين المرتكبين ، والشاذين جنسياً . وذلك بهداية المذهب الوهابي التكفيري الظلامي ، والفكر الاخواني ، كما سخرت خزائن المال النفطي الأسود .
وتحت شعار ــــ ياغيرة الدين ــــ تقاطرت قطعان من الوحوش المهووسين دينياً من كل الدول العربية وغيرها ، دربوا على القتل ، والذبح ، والحرق ، والسبي ، وسلحوا حتى أسنانهم ، ومولوا حتى التخمة ، وقالوا لهم ادخلوا هذه أرض " الأعداء " ـــ فالأعداء هنا وليسوا في فلسطين ـــ واعبثوا واقتلوا فكل شيء مباح لكم ، وبحجم تقتيلكم تكون حصتكم في الجنة .
.
دمروا ليبيا ولا تزال ، وكادوا يسلمون السلطة في تونس للإخوان المسلمين ، لكن اللعبة لم تنجح كما كانوا يحلمون ، أما مصر فترأسها اخواني متدين مغلق ـــ مرسي ـــ وصلى " القرضاوي " في ساحة التحرير ، وظن حزب الإخوان أن مصر دانت له ، فعُقد حلف الشيطان بين تركيا ، ومصر ، وممالك الخليج ، وظن معسكر العدوان أن المنطقة قد باتت قاعدة الانطلاق للسيطرة على العالم ، كل ذلك تم بغطاء من أمريكا وحلفائها ، لكن الجماهير العربية المصرية الغاضبة قالت … لا …، فمصر الكنانة عصية على مفاهيمكم ، أنتم أيها المغلقون الذين تنتمون إلى الماضي بفكركم ، فلن يتعرف عليكم الحاضر ، كما لن يتعرف عليكم المستقبل ، فارحلوا ، نعم ارحلوا ، فرحلوا منهم من دخل السجن " كمرسي " ، وبعضاً من قيادات حزب الشيطان . وبعضهم ذهب إلى " رابعة " ولا يزال يرفع أصابعه الأربعة .
.
عندما سقط حزب الشيطان في مصر ، أصيب معسكر العدوان بخيبته الأولى ، لأن سقوط مصر كان يعني لهم سقوط الخندق الأول ، في المواجهة ، والذي أعطى مؤشرات غير سارة بالنسبة للمعارك في سورية ، التي كان لهيب الحرب يحرقها ، ويضرب في مرابعها الموت .
دفع معسكر العدوان بكل قواه ، وتوحش واستقتل ، لعله يربح معركته في الساحة السورية ، ولكن صمود الجيش العربي السوري ، وصبر وتحمل شعبه الذي لا تتحمله الجبال ، استدعى النجدة ، من الأصدقاء ، ومن الحلفاء ، فكان ما كان ، من ، مواجهة ، وتحد ، وصبر وتحمل ، فتتالت هزائم معسكر العدوان ، كما تتالت انتصارات معسكر المقاومة والمواجهة ، كمتوالية هندسية ، فتحققت المعجزات ، نعم المعجزات ، حتى بتنا والنصر المؤزر على بعد خطوات .
.
من هذه النتائج المخيبة للآمال ، بات معسكر العدوان ، بكل دوله ومحمياته ودساكره ، شمالاً وغرباً وشرقاً ، يعيد حساباته ، وبات كله يلعن كله ، فالكل يتهم الكل بالتقصير .
كل من يراهن على أن واقع الدول العربية ، من مغربها إلى مشرقها ، سيبقى على ما كان عليه ، هو واهم ، لأن الرابح سيطور ربحه ، والخاسر سيعيد حساباته على ضوء خسائره ، ويجب أن يدفع ثمن تلك الخسارات ، ممالك وشعوباً .
الخلاف بين قطر والسعودية ، هو خلاف قديم حديث ، الأولى تتحزب للإخوان المسلمين هي وتركيا ، والثانية تدين بالوهابية ، هنا يكمن جذر الخلاف . فكلاهما يعتقد أنه ظل الله على الأرض ، لكن كلاهما يدين بالولاء والطاعة لأمريكا ، فهي التي توظفهما معاً في أي معركة تريد كما هو حاصل ويحصل في سورية ، وهي من تفرق بينهما متى تشاء لتبتز الاثنتين معاً ـــ ولتحلب البقرتين ـــ .
.
، وما خلافهما اليوم إلا انعكاس منطقي لفشل حربهما الغاشمة الفاشلة ، التي خاضوها معاً بمالهم ورجالهم ، ضد البلدان التي يطلقون عليها اسم " الشقيقة " ، فدمروها ، وقتلوا الملايين من " الأشقاء " ، وهم الآن جميعهم في مواقف لا يحسدون عليها ، الكل يدين الآخر بأنه هو من صنع الارهاب وموله ، ، في نفس الوقت الذي يدينهم العالم كله بالإرهاب ، ويعتبرهم مصنعو الارهاب ، ومرضعوه فقهاً ، وممولوه مالاً وسلاحاً .
وهذا الاتهام هو عبارة عن دمغة أبدية ، ستنال من ممالك الخليج وستهز عروشها ، وستكون سبباً للتغير والتبديل ، ان لم يكن اليوم فغداً ، يظن البعض أن مالهم سيصونهم ضد الأخطار المحدقة بهم ، وضد الزلازل الاجتماعية التي ستزلزل عروشهم ، ولكن الثروة غالباً ما تكون نقمة ، ومطمعاً لأعداء الخارج والداخل .
.
أما الأردن " الشقيق " الذي أعطيناه قمحاً عندما جاع ، وزودناه بالماء عندما عطش ، رد الجميل ، بعشرات أمثاله ، بأن شجع وسلح عشرات الآلاف من الارهابيين الذين دخلوا إلى سورية ، واحتضن غرفة " موك " السوداء للتآمر على سورية ــ والتي تشارك بها " اسرائيل " ، ولكن ـــ ومع الأسف ـــ سيكون ملعباً للإرهاب الداخلي والخارجي المتربص به ، عندها لن تفيده أمريكا ولا السعودية ، ومن المؤكد أنه سيطلب العون من سورية .
وهذا الواقع المأساوي سينعكس على ممالك الخليج بشكله الصارخ والمتوحش ـــ عندما يحين الحين وتصبح ظهورهم مكشوفة ، إما من الارهاب العائد لهم ، أو من خصوم الداخل المتربصين بهم الدوائر، ويتخلى عنهم الحامي والمشغل ـــ أمريكا ـــ كما تخلت عن أمثالهم حينما حان الحين .
.
أما مملكة المغرب الهشة فستكون الحلقة الأضعف في المعادلة ، لأنها تشكل الآن قاعدة للحركات الاسلامية .
هذه الحرب بالرغم من كل الكوارث التي ألحقتها بالمنطقة ، فهي ولأول مرة ومنذ قرن ، تكشف طبيعة الصراع بين الدول العربية بكل بشاعته ، وتضعه مفضوحاً على الطاولة ، فلا الجامعة العربية التي ولدت كسيحة ، قادرة بعد على لملمة ما انكسر ، ورتق ما تمزق . بعد أن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ،
حيث انقسمت الدول العربية إلى معسكرين متصارعين وفي خندقين متقابلين .
.
معسكر يدين بالتبعية حد الالحاق بالسياسات الغربية الاستعمارية ، متحالف مع " اسرائيل " بالواسطة أحياناً وبالعلانية أحياناً أخرى .
ومعسكر يلعن الوصاية الأمريكية ، والفكر الديني التكفيري بكل مندرجاته ومؤسساته ، والممالك التي تنشره ، بالمال بالنفطي . وعن طريق الاعلام الديني التلفيقي ، النقلي ، الذي ينتمي إلى عصور ما قبل الاسلام .
لذلك سيكون الصراع بين المعسكرين ، قائماً حتى يحقق أحدهما النصر على الآخر ،
فلا تضامن عربي بعد اليوم ، ولا جامعة عربية تلم شمل " الإخوة " الأعداء ، ولا زيارات ملكية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
…………… فالعرب باتوا عربان عرب أمريكا و " اسرائيل " ، فلا قيامة لهم بدون رفع غمامة الوصاية الغربية عن كواهلهم ، ونسف الفقه الديني الذي يغلق العقول على مفاهيم القرن السابع ، والذي ستنسفه شعوب الخليج ذاتها ، لأن التاريخ بات يطالبهم بنسفه ، لعدم قدرته على ايجاد لغة للتواصل ، مع ما تنتجه حضارة العصر .
والمعسكر العربي الموازي ، الذي تحمل وواجه بكل شجاعة وتحد ، حرب السنوات السبع الوحشية ، الذي قادها الغرب الاستعماري ، الذي جاء لفرض سيطرته على العالم من خلال سيطرته على المنطقة ، فكانت المعركة الفصل .
نعم لأول مرة منذ قرون ستتنفس المنطقة نسائم الحرية ، التي ستقود بحكم الضرورة ، والمصلحة المشتركة ، إلى اقامة تحالف يضم كل دول المواجهة المتطلعة نحو الحرية ، والعقلانية ، والتقدم ، من العراق حتى الجزائر ، بما فيها مصر الكنانة التي ستعود إلى معسكرها ، وستنضم إلى هذا التحالف جميع القوى الشعبية العربية ، التي ترزح تحت نير الرجعيات العربية التي ستنهار .
……وستصبح المطالبة بجامعة للحركات التقدمية العربية ، مطلباً له كل المشروعية ، كبديل للجامعة العربية العتيقة والبالية …..
ــــــــــــــــــــــ من أدبيات التحالف الشعبي للتنمية الديموقراطية