بوادر اتفاق «ضخم» بين موسكو وواشنطن على الأرض السورية، يقضي بانسحاب القوات الأميركية من قاعدة التنف على الحدود العراقية وتسليمها لقوات روسية، وفق ما تناقلته العديد من المواقع الإخبارية
هذا «الاتفاق» تمظهر بما تسرّب أمس عن انشقاق عناصر من «مغاوير الثورة» العاملين مع الأميركيين، بعد علم هؤلاء بما يُحاك لمناطق «نفوذهم» وشعروا بالغبن في ظلّ المعلومات المؤكدة عن اقتراب موعد عملية كبرى للجيش السوري تهدف إلى تحرير المنطقة الحدودية شمال محافظة السويداء.
ويعاني «مسلحو واشنطن» في جيب التنف من عجز كبير جرّاء نجاح الجيش السوري وحلفائه بإقفال الطريق شمال التنف والوصول إلى الحدود مع العراق.
هذا التحوّل أفضى إلى «أسر» المجموعات المتعاونة مع واشنطن في جيب «لا أفق عسكرياً» للخروج منه، بالإضافة إلى فشل واشنطن في الإبقاء على «مساحة أمان» واسعة لهم في ظلّ تحكّم الجيش السوري في الممرات والحركة على مسافة صغيرة ـ في المعنى العسكري ـ عن منطقة تمركزهم.
كذلك، كان الهدف المأمول لقيادة هذه القوات هو مواصلة «الزحف» على طول الحدود، وصولاً إلى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، وهذا ما أفشلته القيادة السورية.
«مسلحو واشنطن»، أيضاً، أظهروا فشلاً ذريعاً في تحقيق أي إنجاز من دون دعم جوي أو من قوات خاصة ترافقهم، فهم انهاروا، مثلاً، يوم إنزال البوكمال قبل أشهر، إذ لم يصمدوا سوى ساعاتٍ أمام مسلحي «داعش»، حيث كان من المخطط حينها تثبيت الوجود الأميركي على طول الحدود من التنف إلى المدينة الحدودية في دير الزور.
«عروضاً» من الجيش السوري جاءت لهؤلاء لتسليم أنفسهم في الأيام الماضية، وطلب الجانب الأميركي من «الطالبين فك الارتباط» الذين «شعروا بالخديعة» تسليم سلاحهم ومعداتهم قبل الرحيل، لكن انشقت مجموعتان بكامل عتادهما الأميركي.
يأتي ذلك، بالتزامن مع كشف «التحالف الدولي» عن خلافات مع فصيل «لواء شهداء القريتين» العامل في البادية، حول طبيعة المهمات التي يقوم بها الأخير ورفضه التزام محاربة «داعش» فقط. إذ نقلت مواقع معارضة أن عدداً من مقاتلي «مغاوير الثورة» رفضوا «طلب الانتقال» نحو بلدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، للمشاركة في عمليات باتجاه وادي الفرات.
وكان المتحدث باسم «التحالف» راين ديلون، قد أوضح الخميس الماضي، أن «التحالف» لن يدعم عمليات «شهداء القريتين» مجدداً، مضيفاً أنه سيحاول استعادة المعدات العسكرية التي سُلِّمَت للمجموعة
تحت المجهر.
تحت المجهر.