التغريبة السورية في ألمانيا
أحببت هذا الاسم لوصف هذه الحالة في الخارج لأن وحش الغربة ورغم مرارته إلا أنني وجدت الكثيرين متمسكين بالبقاء هنا…..
وصلنا إلى ألمانيا وغيرنا إلى بلد آخر ممايدعى بأوروبا بعد رحلة عذاب طويلة دامت بالنسبة لي إلى مايقرب الشهر مررنا فيها ببلاد كثيرة لن أعددها لأنها باتت معروفة
بلاد ماكانت يومآ ملجأمن الخوف والبرد بل على العكس كانت هي الخوف والبرد عوملنا أثنائها على كوننا أشخاصآ معتدين لصوص وقطاع طريق الا في حال واحد حينما يكون معنا طفل حينها ينظرون لنا بعين يملؤها الحقد الزائد لأننا من عرضنا أطفالنا لذلك ونسوا أنهم هم من تآمر على بلدنا الحبيب لضربه في الصميم …
في النهاية وصلنا وهذا هو المهم فالرحلة يستحيل أن تكون سهلة وبمجرد وصولنا كنا قد وقعنا تحت أنياب سجن محكم الإغلاق لا يحق لك سوى أن تأكل وتشرب وتدرس اللغة لتنتقل فيما بعد إلى الانخراط في العمل وتنسى انك انسان تنسى حياتك الماضية اذ ليس هناك أي مجال لاستعادة حياتك الاجتماعية وعليك إضافة إلى ذلك أن تشعر بالكراهة لأبناء بلدك أذ أن الكلمة الشائعة هنا ابتعد عن العرب فهم أسوأ مافي الغربة ابتعد عنهم لتتقدم لتجد نفسك في النهاية تحولت إلى ما يشبه الرجل الآلى الذي يقوم بالأشياء وفق نظام يصل به إلى أن ينسى كل ماهو انساني ينسى أهله وبلده وأبناء جلدته ينسى أن يفكر بشيء سوى أن يبقى هنا ويبني حياة جديدة أحبها لان مامر به علمه ألا ينظر إلى الخلف ألا يفكربالعودة
أنا أتكلم بالعموم وليس عن حالات فردية ….
هنا لن تربي طفلك لأن المدرسة هي التي تربي انت فقط اعمل واعمل واعمل …..
هنا لن ترى طفلك لأن كلاكما مشغولان لن تلتقوا إلا على مائدة الطعام ولتقولا لبعضكما تصبحون على خير وصباح الخير وإلى اللقاء طبعآ إن قلتها باللغة العربية لأن اول مانتعلمه هذه الكلمات ومع كثرة ترديدها ستغدو الكلمة الرائجة والسهلة ……الغربة وحش بمعنى الكلمة
هلا الدسوقي