التفاهم مع الطبيعة
خلال أسابيع من وجودي في
افريقيا الغربية، لم أشاهد
احدا" يقطع وردة رغم كثرة
الزهور الجميلة .. ولا طفلا"
يحمل نشابة ( نقيفة ) يصطاد
بها طيرا رغم تواجدها في
كل مكان ..ولم أشاهد احدا
يمد يده إلى الفواكه المتدلية
في كل مكان من الاغصان ..
او يقتل سحلية او ضفدع ..
ويقولون : عش ودع غيرك
يعيش .
مررت ذات يوم بأرض غولف
فشاهدت جمعا من السواح
وجاء عامل افريقي يحمل
صينية فيها بقايا لحوم
ومراميط .. وصار يصفر
من فمه ، فبدأت نسور كبيرة
بالقدوم من السماء زاد عددها
عن المائتين فصار يلقي لها
اللحوم وهي تخطفها في
الهواء وتبلعها في ثواني .
قال الرجل لنا : ان صاحب
هذا المنتجع شاهد نسورا"
تحط يوميا" بهذا المكان
فقرر ان يحافظ عليها ،وصار
يطعمها من فضلات اللحوم
فتكاثر قدومها لهذا المكان
لشعورها بالأمان حتى زاد
عددها على الثلاثمائة.. عمر
بعضها يزيد على السبعين
عاما".. وصار المكان مقصدا"
للسواح .
–تذكرت صديقا"لي بديرالزور
ذهبت معه ليصطاد يوما".فدار
لمدة ساعة في بادية الجزيرة
ولم يصادف عصفورا"واحدا".
وفي عودتنا لمح نسرا"فوق
عمود هاتف فاوقف السيارة
ونزل وأطلق النار على النسر
وقتله وعاد وركب السيارة
تاركا النسر على الارض .
قلت له : لماذا قتلت النسر
وهو لايؤكل وعدو الزواحف
السامة . فقال: هل من المعقول
ان ندور لمدة ساعة ولا نجرب
حالنا بالصيد .
*الدكتور طارق الشيخ
اخترت لكم بعض الصور
بعدستي :