بقلم محمد محسن
..دير الزور ستـــــؤخذ عنـــــوة من حضــــن امريــكا …………..
………………ستستــقبل ديـر الـزور جيشــها بالرياحــين والــورود……………
………………ماذا سيكون عليه موقف أمريكا والانفصاليين الأكراد …………..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا أعتقد أن عاقلاً مهتماً ومتابعاً لا يدرك أن داعش وبعض أخواتها صناعة أمريكية ، طبعاً بالشراكة مع السعودية التي قدمت الفقه التكفيري والمال النفطي ، مع مساهمات قطرية تركية اخوانية ، بالإضافة تداخلات وتشابكات من هنا وهناك من دول ، وهيئات ، ومؤسسات ، معنية أو مطالبة بأن تكون معنية ، بالحرب القذرة التي شُنت على الدول العربية فقط ، تلك التي كانت يمكن أن تشتم فيها رائحة التقدم والعقلانية .
ومن يكابر أو يعارض أو يتساءل عن من الصانع للإرهاب ، عليه أن يستذكر ـــ القاعدة في افغانستان ـــ التي ولدت بناء على رأي المفكر الأمريكي " بريجنسكي " الذي خرج بفلسفته التي تقوم على [ محاربة الكفر السوفيتي بالإيمان الإسلامي ] .
لذلك فأي انتصار على داعش وأخواتها ، هو انتصار مؤزر على أمريكا ، وحلفائها ، وتابعيها ] ، وفي نفس الوقت سيكون انتصاراً ساحقاً بل سيكون ساحقاً ، على الفكر الاسلامي الوهابي الإخواني .
.
من هنا تكون عودة دير الزور درة الفرات إلى حضن الوطن ، هي عملية اقتناص وأخذ بالعنوة من حضن أمريكا الأب الشرعي لداعش ، إذا افترضنا السعودية أمها .
قالوا أن أمريكا بنت وتبني عشرات القواعد العسكرية في سورية ، وقالوا أنها تُسلح الأكراد وتدعمهم ، وأنها لن ترحل قبل أن تحقق لهم حلمهم الأخرق ببناء " دولة ، حكم ذاتي ، كانتون " في الشمال السوري .
وقلنا : ـــ ومن يريد أن يتحقق عليه العودة إلى ما حبرته قبل سنتين ـــ إن أمريكا سترحل ، بالراحة أو عنوة ، فهي دولة معادية ، بل هي الدولة التي تقود العدوان ، وبعد أن تُشل فاعلية مولودها " داعش وأخواته " الذي ربتهم مع تابعيها " بدموع عيونهم " وحاولوا رعايتهم وحمايتهم " برموش عيونهم " ، ستجد نفسها قد باتت بدون أدوات تقاتل بها ، ومجنون من يعتقد أنها ستقاتل بجنودها الذين مُرغت أنوفهم بالوحل في فيتنام ، وهربوا أمام المسخ الذي استولدوه وخرج عن الطوق " طالبان والقاعدة " في افغانستان ، فتعالوا نتصور حالة الجنود الأمريكيين ، أمام " حزب الله ، وأخوته ، من سورية ، والعراق ، وغيرهما .
.
ونحن نقول هذا القول لا يمكن أن نتجاهل أو نُنكر قوة أمريكا ، فهي لاتزال الدولة الأقوى في العالم ، ولكنها عندما دخلت افغانستان ، كانت هي الأقوى أيضاً ، ومع ذلك لم تتمكن من تحقيق ما سعت لتحقيقه ، ثم وانطلاقاً من قناعتي التي باتت راسخة [أن الحروب الكبيرة المباشرة قد انتهت ] ، وأن أمريكا وحلفاءها قد أخذوا دروساً بليغة من هذه الحرب ، وسيأخذون لأن تفاعلات الحرب وعقابيلها لن تنتهي بانتهاء الحرب العسكرية ، فسيكون لهذه الحرب ذيولاً وارتدادات ، قد تشمل العالم ، بل أجزم أنها ستشمل العالم ، وان لم يتعظوا فسيكون الغباء السياسي هو سيد الموقف عندهم ، كما هم عليه الان .
أما الأكراد فسيتركون على الرصيف بدون غطاء ، عندها فقط يدركون أنهم كانوا مجرد أداة غبية وطيعة ورخيصة ، بيد أعداء الوطن ، ـــ مع الأسف ــ حتى اسرائيل ؟؟!!! ، استُغل حقدهم ضد الوطن الذي كان عليهم حمايتُه ، فلا كانتون ، ولا دولة ، فهم لا يستحقون ذلك : لا تاريخياً ، ولا جغرافياً ، ولا ديموغرافياً ، فأغلبهم ليسوا مواطنين سوريين ، بل أكراد أتراك هربوا من ظلم الحكومات التركية المتعاقبة ، فآوتهم سورية التي يخونونها الآن ، فاعتدوا على العرب السوريين ، من مسلمين ، وسريان ، وآشوريين ، وكلدان ، وغيرهم ، وبنوا في ظاهر المدينة وبشكل خاص في القامشلي عشوائيات ، وعملوا على ارهاب الملاك أصحاب الأراضي الذين هاجروا وتركوا البلاد والعباد .
.
[ لتحديد موقعي من القضية الكردية فقط أقول ولا أقصد المنة ، ولا التباهي بالتأكيد : دافعت مجاناً عن / 77 / كردي أمام محكمة أمن الدولة عندما كان غالبية المحامين المعارضين المتنطحين اليوم ، لا يجرؤن على دخولها ] .
نعم وبكل تأكيد كل شبر حرره جيشنا العربي السوري المقدام ، مع حلفائه وأصدقائه ، وصولاً إلى دير الزور ، وفك الحصار عن البواسل هناك ، هو تحرير ليس من قبضة الارهاب فحسب ، بل هو تحرير من قبضة أمريكا ، وحلفائها ، وتابعيها ، ولو حاولوا الظهور بمظهر آخر غير هذا ، ولكن ألاعيبهم لم تعد تنطلي على أحد ، فهم من جيشوا ، وسلحوا ، وخططوا ، وأغلقوا الفضاء بإعلامهم الذي كان هدفه تدويخ الرأي العام العالمي وتضليله ، ومن ثم نقله إلى مواقع العداء لسورية ، وتبرير جميع الأعمال الارهابية الاجرامية التي يذبح فيها الشعب السوري ، نعم لقد خاضوا الحرب ضد سورية بشكل مباشر ، أو عن طريق أدواتهم التي خلقوها ، وقادوها ، كما أسلفنا ، لذلك سيكون تحرير درة الفرات " دير الزور " ليس انتصاراً مدوياً ضد داعش فقط ، بل سيكون انتصاراً على معسكر العدوان كله بكل مُكوناته ، ومُؤشراً مُقنعاً على أن الانتصار على كل الجيوب الارهابية المتناثرة هنا وهناك ، بات مسألة وقت ، ولن نُفاجأ في القريب العاجل ، بالرايات البيض ترتفع عند كل زاوية ومفرق ، وكثير من الاستسلامات الجماعية والفردية .
.
اذن تحرير دير الزور لا يعني فقط تحرير جزء غال من سورية ، انتظرناه طويلاً ، وفك حصار تزيد يومياته عن حصار " ستالين غراد " ، والتقاء الجيش القادم محرراً ، مع رفاق السلاح الأبطال الشجعان الذين لا يجوز أن ننساهم ، المحاصرين أيضاً والذين سطروا أعظم ملاحم البطولية في الصبر والثبات ، والمواجهة اليومية بل اللحظية لوحوش العصر ، بقيادة العميد البطل عصام زهر الدين وابنه ، ورفاقه .
وسحق أهم معقل من معاقل الارهاب المتوحش ، الذي بات يتفكك ، ويتبدد ، وينهزم أمام أبطال جيشنا البطل ، بل سيضع أمريكا والأكراد أمام موقف ومصير ليس حرجاً فحسب ، بل محرجاً لهما ، وسيبدؤون بضرب أخماس بأسداس ، لأن ما راهنوا عليه ، بات يتبخر أمام أعينهم ، وأن البل وصل إلى ذقونهم ، أي إنهم أمام مرحلة جديدة كل الجدة ، فسورية كلها جيشاً ، وشعباً ، وسياسة ، وحلفاء تتهيأ للدخول فيها ،
……………….وستستقبل دير الزور " درة الفرات " جيشها بالرياحين .
………………فماذا هم فاعلون ـــ الأمريكان والأكراد ؟؟!!…………….
على الجميع أن يعلم أن الأكراد السوريين ، لا يشكلون سوى أقلية في محافظة الحسكة ، وجلهم متكوم في عشوائيات القامشلي وريفها ، أما في دير الزور فوجود المقيمين فيها قليل جداً ، وتبقى القرى والقبائل العربية ، تملأ المكان بين المحافظتين ، نحن لا نتحدث من أفق التفريق بين قوم وقوم ، ولكن توصيف الواقع أدى إلى هذا التوصيف الموضوعي ، فمن حيث العدد هم أقلية قليلة في المحافظتين ، فكيف ستحكم أقلية أكثرية ساحقة ، ؟ وتفرض مناهجها التعليمية ؟ ، وثقافتها ؟ ، وتتحكم بإدارتها ؟ ، ومؤسساتها ؟ ؟؟ ، أمر لا يمكن تحقيقه لا من خلال الحرب ، كما ولا يمكن تحقيقه في حالة السلم .
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يمكن أن يصل بعض العقلاء من الأكراد ، إلى دراسة مستقبل علاقاتهم مع أمريكا ، على ضوء مواقف أمريكا مع كل حلفائها في الماضي ، الذين تخلت عنهم بعد أن انتهى دورهم ، ـــ زعماء سايغون ـــ مثال فاقع على ذلك ، فان جنحوا للسلم واعتمدوا مبدأ الواقعية ، ووضعوا في حسبانهم أنهم محاصرون من الجهات الأربع ، حتى من السماء ، من دول أربع غير راضية عن تحركاتهم الانفصالية ، وابتعدوا في مواقفهم عن العسكرة ، والسياسات العدائية للوطن ، يصبح التعاون من خلال المواطنة المتكافئة ، أمراً مطلوباً ، ولمصلحة الجميع ، وإلا فحرب الكل فيها خاسر ، لأنها حرب بين مكونين اجتماعيين في وطن واحد .
ستتحرر دير الزور وسيستقبل أهلها جنودهم بالرياحين ، وستنهزم داعش ، ورعاتها وأخواتها ، وسنقف أمام حقيقة تاريخية ، ألا وهي بناء سورية التقدمية ، العقلانية ، الحديثة .