الخروج
للشاعر الدكتور جهاد صباهي
أحقاً أنك تريدُ الخروجْ
وخَتْمَ الجواز
وعَبْرَ الحدودْ
أحقاً حفنةُ ترابٍ لديكْ
ووشمُ الحبيبةِ على وجنتيكْ
وضريحُ الشهيد في مقلتيكْ
أحقاً أنك رسمتَ النجومْ
وشمساً وقمراً وفرحاً يدومْ
وبسمةً رسمتَها بِعُقْرِ الهمومْ
لخَتْمَ الجوازِ معنىً كبيرْ
بصمةٌ تجعلُ الكبيرَ أجيرْ
ارحمني واختم هذا الجوازْ
باتَ الرحيلُ بدونِ مناصْ
لعله اليومَ بعضَ قصاصْ
اجعلْ ختمكَ بقلمِ الرصاصْ
فغداً أو بعد غدٍ أعودْ
قلبي وعقلي بوطني قلاعْ
وجسدي خلف الحدودِ متاعْ
صار وجبة لكلِ الضباعْ
ضع لي ختمك قبل الصباح
وجوده عارٌ بكلِ المباحْ
حقائبي مملوءة بسيلِ دموعْ
برحيلي انطفأت كلَّ الشموعْ
دوى بأذني ختم الرحيلْ
النبضُ بقلبي صار عويلْ
اختلطَ صوته بنعيقِ غرابْ
تناثرتْ من يدي حفنة ترابْ
أمي تنتظرُ لندائها جوابْ
أترحلُ وفي أرضنا استوطن أغرابْ
سرتُ بدربٍ مظلمٍ عسيرْ
أتلمسُ طريقي كأني ضريرْ
وحولي أشباحٌ إليَّ تُشيرْ
انظروا .. انظروا
بيننا شخصٌ ميتٌ يسيرْ
خلفَ الحدودِ ميتٌ يسيرْ
ميتٌ خلفَ الحدودِ يسيرْ
د . جهاد صباهي