ياسين عزيز حمود
·
عيناكِ كالشّام
دموعي كالسما تصفُو , وتمحُو
وتغفرُ ذنبَ من جرحُوا , فغابُوا
وتنسى أنّ في الدنيا ظلالاً
سوى ظلٍّ …..وإن جارَ الصِّحابُ
سأشدو فيكِ أشعاري الحيارى
ليعذُبَ في قوافيها العَذابُ
ويندى في الجفونِ الوُطفِ شِعْري
كما تندى الروابي , والشِّعابُ
سيبقى اللحنُ في شِعري شجيّاً
رقيقاً طالما جرحَ الربابُ
يسائلُهــــــا , يُعاتِبُها حزيناً :
أماتَ الحُبُ؟ يخدعُني السرابُ؟
أما قالُوا بأنّ الحُبَّ يبقى
وريقاً طالما بقي العِتابُ؟!
أجابتني بحزنٍ: يا حبيبي
أيبقى الحُبُّ إنْ رحلَ الشبابُ ؟!
لقد رحلَ الشبابُ وكانَ ظلاً
وغادرنا الربيعُ , ولا إيابُ
وكانَ الحبُّ -يا ليلى نديمي –
وكأسي في الليالي , هلْ أُعابُ؟!
وكانَ الحُبُّ ينبوعاً لشعري
وروضي , والخميلةُ , والكتابُ
أكادُ أراكِ في كلِّ البرايا
فلا يطويكِ ليلٌ , أو ضبابُ
أكادُ أراكِ في نسمِ البراري
فلا يُخفيكِ عن قلبي الحِجابُ
وفي همسي , وفي صمتي , ولحني
ترددهُ الروابي , والهِضابُ
أراكِ ,أراكِ في ثلجِ الروابي
أليسَ الثلجُ مثلَكِ لا يُشابُ؟!
أرى عينيكِ كالغاباتِ تُغري
وتُفتِنُ كلّ من آبُوا , وتابُوا
أرى الأيّامَ ألغازاً حيارى
وأسألُ , ثمَّ أسألُ لا أُجابُ
أرى كالشّامِ في جفنيكِ سِحراً
وبينهما – على ظنّي – انتسابُ
وبعضٌ مِنْ ورودِ الشامِ ثَغرٌ
نديٌّ , مُترَفٌ , شهدٌ مُذابُ
سلي : مَنْ ضرّمَ النهدينِ ناراً
تَبَاهى فيهما الخَودُ الكَعابُ :
أليسَ الحبُّ يا ليلــــى إلهـــــاً
إذا أمرَ العبادَ لهُ استجابُوا؟!
أرى في دمعِكِ الغالي صِحاباً
وأحباباً تلاقُوْا , ثمّ غابُوا
ولي أحلاميَ النشوى , وصحبٌ
ولي فيهِا المُجلّية ُ العِرابُ
ولي في الحُبِّ دُنيا من جمــالٍ
وآفاقٌ وألحانٌ عِذابُ
وأفياءٌ , وأنداءٌ , ونجوى
وسِحرٌ مِنْ عيونكِ, والمُلابُ
لنا في الريفِ كالأحلامِ كوخٌ
, وبيدرُ في الربا , ولنا قِبابُ
وأطيافٌ , وأطيارٌ , وذكرى
فلا نخشى الرقيبَ , ولانهابُ
ونمشي في الدِّغال معَ السّواقي
, ونُصغي حَيثُ يصطخبُ العُبابُ
وننسى الليلَ يطلبُنــــــا حثيثاً
وظلَّ الدّوحِ يزحفُ , والسّحابُ
ولا نخشى الحسابَ من البرايا
وهل في الحبِّ يا ليلى الحسابُ؟
أُسرّحُ في المدى طَرْفِي , ولكن
إلى عينيكِ يدعوني الإيابُ
وفوقَ الجِرفِ تُسكرُنا الأماني
فتُشعلني شِفاهُكِ والرضابُ
فلا أخشى الظلامَ , ولا الأفاعي
إذْ الأَرياحُ تعوي, والذئابُ
ففي مغناكِ أحلامي , وذكرى
وبوحٌ , والمجانةُ والدّعابُ
وفي شفتيكِ ينبوعي , وكرمي ,
وخمري , واللُّبانةُ, والحَبابُ
من ديوان ( عيناكِ كالشامِ)
![](/userfiles/15965469_450324158689825_897349887888960059_n.jpg)
عيناكِ كالشّام
دموعي كالسما تصفُو , وتمحُو
وتغفرُ ذنبَ من جرحُوا , فغابُوا
وتنسى أنّ في الدنيا ظلالاً
سوى ظلٍّ …..وإن جارَ الصِّحابُ
سأشدو فيكِ أشعاري الحيارى
ليعذُبَ في قوافيها العَذابُ
ويندى في الجفونِ الوُطفِ شِعْري
كما تندى الروابي , والشِّعابُ
سيبقى اللحنُ في شِعري شجيّاً
رقيقاً طالما جرحَ الربابُ
يسائلُهــــــا , يُعاتِبُها حزيناً :
أماتَ الحُبُ؟ يخدعُني السرابُ؟
أما قالُوا بأنّ الحُبَّ يبقى
وريقاً طالما بقي العِتابُ؟!
أجابتني بحزنٍ: يا حبيبي
أيبقى الحُبُّ إنْ رحلَ الشبابُ ؟!
لقد رحلَ الشبابُ وكانَ ظلاً
وغادرنا الربيعُ , ولا إيابُ
وكانَ الحبُّ -يا ليلى نديمي –
وكأسي في الليالي , هلْ أُعابُ؟!
وكانَ الحُبُّ ينبوعاً لشعري
وروضي , والخميلةُ , والكتابُ
أكادُ أراكِ في كلِّ البرايا
فلا يطويكِ ليلٌ , أو ضبابُ
أكادُ أراكِ في نسمِ البراري
فلا يُخفيكِ عن قلبي الحِجابُ
وفي همسي , وفي صمتي , ولحني
ترددهُ الروابي , والهِضابُ
أراكِ ,أراكِ في ثلجِ الروابي
أليسَ الثلجُ مثلَكِ لا يُشابُ؟!
أرى عينيكِ كالغاباتِ تُغري
وتُفتِنُ كلّ من آبُوا , وتابُوا
أرى الأيّامَ ألغازاً حيارى
وأسألُ , ثمَّ أسألُ لا أُجابُ
أرى كالشّامِ في جفنيكِ سِحراً
وبينهما – على ظنّي – انتسابُ
وبعضٌ مِنْ ورودِ الشامِ ثَغرٌ
نديٌّ , مُترَفٌ , شهدٌ مُذابُ
سلي : مَنْ ضرّمَ النهدينِ ناراً
تَبَاهى فيهما الخَودُ الكَعابُ :
أليسَ الحبُّ يا ليلــــى إلهـــــاً
إذا أمرَ العبادَ لهُ استجابُوا؟!
أرى في دمعِكِ الغالي صِحاباً
وأحباباً تلاقُوْا , ثمّ غابُوا
ولي أحلاميَ النشوى , وصحبٌ
ولي فيهِا المُجلّية ُ العِرابُ
ولي في الحُبِّ دُنيا من جمــالٍ
وآفاقٌ وألحانٌ عِذابُ
وأفياءٌ , وأنداءٌ , ونجوى
وسِحرٌ مِنْ عيونكِ, والمُلابُ
لنا في الريفِ كالأحلامِ كوخٌ
, وبيدرُ في الربا , ولنا قِبابُ
وأطيافٌ , وأطيارٌ , وذكرى
فلا نخشى الرقيبَ , ولانهابُ
ونمشي في الدِّغال معَ السّواقي
, ونُصغي حَيثُ يصطخبُ العُبابُ
وننسى الليلَ يطلبُنــــــا حثيثاً
وظلَّ الدّوحِ يزحفُ , والسّحابُ
ولا نخشى الحسابَ من البرايا
وهل في الحبِّ يا ليلى الحسابُ؟
أُسرّحُ في المدى طَرْفِي , ولكن
إلى عينيكِ يدعوني الإيابُ
وفوقَ الجِرفِ تُسكرُنا الأماني
فتُشعلني شِفاهُكِ والرضابُ
فلا أخشى الظلامَ , ولا الأفاعي
إذْ الأَرياحُ تعوي, والذئابُ
ففي مغناكِ أحلامي , وذكرى
وبوحٌ , والمجانةُ والدّعابُ
وفي شفتيكِ ينبوعي , وكرمي ,
وخمري , واللُّبانةُ, والحَبابُ
من ديوان ( عيناكِ كالشامِ)