1 ـ عبرَ هذا الليلْ:
——————
في هذا السّوادِ الذي أغرقَ المَدينةْ
كثيرٌ من القِططِ الشاردةٌ تجوبُ حاراتِها في يأسٍ مُوحّدْ..
وكثيراً ما يموءُ واحدٌ من كبارها مُغتاظاً:
ـ ما الذي تبحثونَ عنهُ أيها الأغبياءْ؟!..
حتى الفئرانُ لم تعُدْ تَعنيها حاويات الزّبالةِ هذهْ!.
2 ـ مَخالب وأعناقْ:
——————-
لاأحدَ يعرفَ كيف نبتتْ للهواءِ هذه المخالب..
إنّها تَملأ فراغاتِ الجُغرافيا
وتُزيِّنُ أصابعَ التاريخْ..
وهْيَ لا تُنشِبُ نفسَها إلّا في أعناقِنا
من أجلِ السّعادةِ الوطنيّةْ!.
3 ـ فُرصةٌ أخيرةْ:
—————–
ذلك الذي لم يتعلّمِ دروسَ الطّاعةِ يوماً
أُمنيتُهُ أنْ يتَبوّلْ على الجلّادِ فوقَ المِنصّةْ..
فالمِشنَقةُ جاهزةٌ
والسّماءُ ليستْ بعيدةْ!.
4 ـ حَبّةٌ للعُواءْ:
—————-
آخِرُ المتسوّلينَ في الشارعٍ المُزدَحمْ
كانَ يحملُ بينَ يدَيْهِ المَفتوحتَينِ يافِطةَ استجداءْ:
(فقدتُ صَوتي في الهُتافِ بِكلِّ المَسيراتْ..
والآنَ لا أطلُبُ إلّا ثمنِ حَبّةٍ للعواءْ)!.
5 ـ سيرةُ حطّابْ:
—————–
لم يكنِ الحطابُ يطلبُ الكثيرَ ليلةَ الجليدْ
هو أشعلَ فقط أعواداً قليلةً ليَتدفّأْ..
لكنّ الغابةَ أصرّتْ على أنْ تَحترقْ..
فنَبتتْ مَكانَها سريعاً غابةٌ أخرى منَ القُصورْ!.
6 ـ نصائحُ سِرّيةْ:
——————
لا تحشدوا أحلامَكم قدّامَ المَكاتبِ الرّسميةْ..
ولا ترفعوا أيديَكمْ إلى مّلكوتِ السّماواتْ..
أشلاؤكُم في المَزادْ
تماماً كما هي قلوبُكم أيضاً في المزاد
وفي الأعالي ليس هناك منْ يهتَمُّ لمثلِ هذهِ التفاهاتْ!.