في القلبِ تسكنُ امرأتانْ
للشاعر الدكتور جهاد صباهي
أذكرُ أن امرأةً سكنت قلبي
وأنا صغيرْ
كانت أماً .. كانت حلماً
كانت على رأسِ العالمِ
شالَ حريرْ
أذكرُ يافا .. أذكرُ حيفا
أذكرُ أشجارَ الزيتونِ والليمونْ
والأرضَ تفوحُ منها رائحةُ
ورودٍ وعبيرْ
أذكرُ أن غولاً جاءَ
يحملُ عهداً .. يحملُ وعداً
يسكن فينا
يحرقُ بالنارِ أهالينا
يسرقُ حلمَ ليالينا
ويكون بحدِالسيفِ
علينا أميرْ
أذكرُ أن امرأةً سكنتْ قلبي
وأنا كبيرْ
كانت قلادةْ .. كانت عبادةْ
كانت للمظلومِ
خيرَ نصيرْ
أذكرُ أرضاً فيها أميْ
أذكرُ داراً تحملُ همًيْ
أذكرُ نهراً يجري فُراتا
يَسقي عروقيْ
يروي شروقيْ
ويجعلني للحسنِ
نظيرْ
أذكرُ أن ربيعاً جاءَ
يحمل نجمةْ .. خلفها فتنةْ
بين الأخوةْ .. زرعَ الشهوةْ
صار حكماً .. صار ملكاً
بعباءةِ
منكرٍ ونكيرْ
في قلبي امرأتانِ وحلمٌ
كبيرْ
أحلمُ أني ملاكٌ بجَنَاحينْ
أحملُ على ظهري امرأتينْ
تصحبُنا رايةٌ بيضاءْ
وبعيداً عن بطشٍ ودماءْ
الى الفضاءِ
أطيرْ
أحلمُ أني أنيرُ عتمةَ ليلي بقمرينْ
وبوجهٍ ساطعٍ ونجمينْ
أتنقلُ بين جسدينْ
لايوقفني جدارُ فصلٍ
ولا خفيرْ
أحلمُ أن أمسحَ من التقويم
كذبةَ نيسانْ
أنام في حضنِ بردى
وأشربُ قهوة الصباح
في بيلسانْ
أحلمُ أن أوحدَ الأديانْ
اليهوديةَ والمسيحيةَ والإسلامْ
أجعلُ من النجمةِ صليباً ومن الصليبِ هلالْ
يزينُ الجبالَ والسهولَ
والوديانْ
أحلمُ أن أعيدَ النبضَ الى
قلبٍ قابعٍ خلفَ القضبانِ
قلبٌ متعبٌ
أسيرْ
تسكنهُ شمسٌ ونجومٌ
وقمرٌ منيرْ
وأشجارُ تفاحٍ ودوالي عنبٍ
وثمرٌ كثيرْ
ودموعٌ من عيونِ الثكالى
ينهمرُ غزيرْ
ومولودٌ جاءَ وبيدهِ
حجرٌ ضريرْ
وصرخةٌ تدّويْ
البيتُ لنا .. القدسُ لنا
وبأرضِ الشامِ
المطرُ وفيرْ
بأرضِ الشامِ
المطرُ وفيرْ
د . جهاد صباهي