.تركيــــا وســــورية والأكــــراد والأمريكـــــــان…………………
………………..دوافــــع الحـــــرب وتبعــــــاتها ونتائــــــــــجها …………………
………………..الذي كـــــان والواقـــــــــع والذي سيكــــــــــون………………….
بقلم المحامي محمد محسن
لا يمكن لأحد أن يدعي أنه يمتلك اجابات دقيقة على هذه الأسئلة الصعبة والمعقدة ، لأنها رهينة المستقبل ، ولكن يحق للجميع أن يقدموا آراءهم ، وفق قراءاتهم ووفق فهمهم لتشابكات المصالح الدولية في المنطقة ، ووفق تفاعل الأحداث وتطورها عبر السنوات السبع من الحرب الطاحنة ، والحال الذي وصلت إليه المنطقة ، ولكن نحن أولى بأن نقد م التحليل والدراسة التي نعتقد بصحتهما ، لأن الغاية والمقصد هو فتح آفاق للحوار بين كل المخلصين المهتمين ، لفهم ما جرى من خلال ادراك : ما جرى ولماذا جرى ، وكيف جرى ، وما سيؤول إليه الواقع راهناً ومستقبلاً ، وذلك من آفاق ومواقع وطنية جادة ، وصادقة ، ومخلصة .
.
أجزم أن هذه الحرب التي شنت على سورية لا تشبهها حرب في التاريخ ، بكل المعايير ، فهي حرب عالمية اقليمية معاً ، ، تختلف عن جميع الحروب العالمية السابقة ، بعديد الدول المنخرطة فيها حتى أسنانها والمتدخلة بها ، والمتفاعلة معها ، والمستفيدة أو المتضررة من جرائها ، والأسلحة التي استخدمت فيها ، فجميع دول الاستعمار الغربي ، بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا ، وحلفائها ، وتابعيها ، وأدواتها ، وعلى رأسها " اسرائيل " ، وتركيا ، وممالك الخليج ، وجميع ممالك الرجعيات العربية ـــ والتي تزيد على المائة ـــ كلهم غرقوا في هذه الحرب حتى أسنانهم ، واستخدموا فيها جميع صنوف الأسلحة البرية ، والجوية ، والبحرية ، وسخرت لها كل امبراطوريات الشر الاعلامية في العالم لتساهم في عمليات التحريض ، والفبركة ، والكذب ، والافتراء ، لكن السلاح الأمض كان سلاح الارهاب الديني الأسود ـــ الفقه الديني الأسود ، وفقهائه ، والمال الديني النفطي الأسود ـــ ، والغريب أن الانظمة التي استخدمت ووظفت هذا السلاح الأسود ، هي الدول الغربية " الديموقراطية جداً " التي كانت تكذب على العالم قروناً طويلة بأن هدفها تعميم الأنظمة الديموقراطية في العالم !! [ إنه لكذب أسود ] والتي كان همها تمزيق الشعوب وتفتيتها ، على اسس دينية ، أو مذهبية ، أو قومية ، لا بناء أنظمة ديموقراطية ، في نفس الوقت الذي تسرق فيه خيرات الشعوب المستضعفة المادية والبشرية ، وتقمع وتحول دون اية حالة نهوض أو استيقاظ من الغفوة التاريخية لتلك الشعوب .
.
وثالثة الأثافي أن هذه الحرب أفرزت [ معارضة سورية لامثيل لها في العالم ايضاً ولم يذكر مثيلها في التاريخ ، بنيوياً ، أو برامجياً ، حيث اختلط فيها المتمذهب التكفيري الارهابي ، مع الماركسي النكوصي ، والمثقف القشري ، والانتهازي المتسلق ، والسلبي ، كلهم من الصفاعنة ــ الجرابيع ــ الزاحفين ، والحاقدين ، والساعين لتدمير بلدهم ، كلهم تلفهم عباءة العمالة السوداء ] ولكن وبنفس مقدار خطورة دور هذه المعارضات ، كان لها نتيجة ايجابية مبهرة ، إنها أفرزت كل هؤلاء وأظهرتهم على حقيقتهم وعرتهم حتى من ورقة التوت ، وأخرجتهم خارج البلاد والعباد .
بات كل المحللين السياسيين الاستراتيجيين ، يدركون أن سورية كانت عقدة المنشار ، وبالسيطرة الأمريكية عليها تسيطر على العالم عقوداً ، والخلاص من سورية يعني بالعربي الفصيح [ اسقاط نظامها الأقرب للعقلانية ، وتأمير واحدة من الحركات الاسلامية المتنافسة عليها " الاخوانية ، أو الوهابية " ، وتفتيتها إلى ، كانتونات مذهبية ، واثنية ، ] وهذا يقتضي بالضرورة تفتيت لبنان أيضاً ، والعراق ، ولن تكون السعودية بالتالي بمنأى عن ذلك وعلى ذات الأسس ، وانهاء حزب الله ، وحصار ايران ، وتأمير " اسرائيل " على المنطقة ، وتقليم أظافر روسيا وقضم جميع مجالاتها الحيوية ، وتركها دولة اقليمية مغلقة شرق البحر الأسود ، وكل هذا ينعكس بالتالي على الصين وذلك بقضم جميع مجالاتها الحيوية أيضاً ، ومن حيث النتيجة انهاء حلم روسا بعودتها إلى تزعم القطب العالمي الثاني ، وتأكيد وحدانية أمريكا في قيادة القطب العالمي الأوحد ـــ تخيلوا كل هذا ـــ .
.
من هنا نفهم أبعاد الحرب ، اسبابها ، ودوافعها ، والغايات ، والآمال العريضة التي كانت مبنية عليها ، وكذلك الأخطار التي كانت تهدد المنطقة بل والعالم ، ومن هنا أيضاً ـــ وبكل اصرار، وتأكيد ، يتبين لنا كم هو غال الصمود السوري ، بل وكم هو مهم على صعيد المعمورة ـــ والصمود بحد ذاته انتصار فكيف بالانتصارات المتوالية لسورية وحلفائها ، وانكسارات حلف العدوان بكل أدواته .
أما الأكراد فلقد كتبت مقالاً طويلاً بتاريخ 5 / 10 / 2017 أكدت فيه أن " البرزاني " اتخذ القرار الخطأ في الزمن الخطأ ، فلقد اعتقد أن الجيش العراقي منهك في حربه مع الارهاب ، وأنه لم يعد قادراً على مواجهة هذا الصلف الكردي الذي أوصلهم إلى الاحساس بفرط القوة ، وبخاصة بعد أن بسطت " البيشماركة " سيطرتها على جميع المناطق ـــ المتنازع عليها ـــ ومنها كركوك الغنية بالنفط ، التي خرجت منها داعش غالباً بدون حرب ، بل تمت عن طريق التسليم والاستلام ، مستجيباً للدعم الصهيوني العلني الذي حمله " برنار ليفي الصهيوني " والذي شارك واشرف على الاستفتاء ، وأقيمت له المآدب ورفعت الأعلام الصهيونية في كل المحافل والمناسبات .
.
كما أنه أخطأ ثانية عندما انطلق من ثقة مطلقة بالدعم الأمريكي ، وأن أمريكا لن تتخلى عنه ، لأن أمريكا قبل اسرائيل لها مصلحة كبيرة في خلق هذا الكانتون ، الملتصق كخنجر في خاصرة إيران بشكل خاص ، والذي سيكلف كما قلنا بغالبية المهمات التي بات الكيان الصهيوني عاجزاً عن أدائها ، تجاه العراق وسورية أيضاً ، وهو قد أصاب الحقيقة في جانب من تقديره هذا ، لجهة اعتماده على مبدأ المصلحة الأمريكية ، ولكن وعلى ما يبدو أن هذا البرزاني لم يقرأ التاريخ ، وأن البراغماتية الأمريكية تستدعي التخلي عن حلفائها في أول زاوية تحشر فيها ، وأن أمريكا وبالرغم من أنها شجعت ودعمت وستدعم أية محاولة انفصالية ، لكنها ومن خلال استراتيجييها ، أدركت أن تغيراً جوهرياً قد طرأ على المنطقة ، ـــ وكنت قد اشرت إليه سابقاً ـــ ألا وهو ولادة الحشد الشعبي العراقي ، الذي غير وسيغير جميع المعادلات في المنطقة ، وعلى الجميع وضع ذلك في حساباتهم ، بما فيه الجانب التركي .
وبخاصة وبعد معركة " البو كمال " التي ستفتح الحدود العراقية السورية على مصراعيها ، وسيلتقي الجيشان السوري والعراقي ، والحشد الشعبي العراقي وحزب الله ، وستكون نقطة فاصلة في التاريخ ، ومرحلة تحول ليست كمية بل كيفية على مستوى العالم ـــ بدون مبالغة ـــ ، هي بنت التاريخ ، ومحصلة نضال طويل وتراكم قلب ميزان العالم لصالح ارساء صيغة تاريخية يتم فيها التوازن بين معسكرين ، معسكر غربي عدواني ، حرف حركة تطور الشعوب التاريخية ، وسخرها لصالح شركاته ، وبين معسكر سيوقف العدوان وسيتيح للتاريخ أن يأخذ مجراه الطبيعي ، وسيمكن شعوب العالم من الامساك بتاريخها بشكل مباشر ولأول مرة ، منذ خمسة قرون ـــ .
.
ـــ هذه قراءتي منذ ثلاث سنوات لا أفرضها على أحد ـــ من يتخذ من هذه التحول التاريخي طريقاً يهتدي به سيفلح ، ومن يتجاهل هذا التحول سيقع في مطبات لانهاية لها ، كما وقع البرزاني في معضلته التي ستقوده إلى حمل أمتعته والرحيل .
تزعم تركيا من خلال منظورها العثماني أنها تلتزم باتفاقات " أستنا " وأنها ستقاتل " النصرة المصنفة عالمياً بأنها حركة ارهابية ، ونعلم أن مصلحتها تتلاقى الآن مع سورية في منع الشوفينيين الأكراد من تحقيق حلمهم المجنون ، ولكن نعلم أن أردوغان كاذب ومخادع و" اخواني الهوى والمصلحة " ولا يؤمن جانبه ، وهو يحاول تصدير أزمته الداخلية إلى الداخل السوري ، متعاونا مع " النصرة الارهابية " التي ساهم بصنعها مع حليفته الاخوانية قطر ، وتوظيف كل ذلك في أي مفاوضات سياسية قادمة ، حالماً بأخذ شقفة من النظام لجماعته " الاخوانيين " وهذا الحلم بات من المستحيلات ، فلن يقبل سوري عاقل من السماح لأي " اخواني قاتل " من التسلل ثانية ، ولكن هي الحرب بيننا وبينه وبين حلفائه " الاخونج " وحتى قيام الساعة ، سنجتثهم تنظيماً وفكراً ، لأنهم يتحملون مسؤولية كل نقطة دم ، وكل دمعة أم .
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل سيتعظ الأكراد في سورية مما حدث للبرزاني المحاصر ؟ ، وبخاصة بعد هزيمته المنكرة في كركوك ؟ ، وهل سيأخذون العبرة من موقف أمريكا تجاهه ؟ وكيف تخلت عنه وباعته بثمن بخس ، عندما أدركت أن ميزان القوى لم يعد لصالحها ولا لصالحه ؟ وننصحهم بتسليم المناطق التي سيطروا عليها بالتراضي مع داعش ، إلى الجيش العربي السوري ، وإلا …..فلن تكون نهاية البرزاني بأفضل من نهايتكم !! ، وبذلك نحقن الدماء السورية ، ونحول واستغلال أردوغان لموقفكم المخزي .
وبنفس الطريقة نتوجه إلى تركيا أردوغان ، ونقول له حلمك دونه حبل الوريد ، فعليك وعليهم وعلى أمريكا أن تعيدوا حساباتكم وتدخلوا في اعتباركم ، " أن [ الجيش العربي السوري ، مع الجيش العراقي العروبي ، والحشد الشعبي ، وحزب الله ، وغيرهم من محورالمقاومة المنتصر ؟ لن يعطونكم الفرصة لتمروا ] .