هذه الــحرب المديدة ظـــهّرت حلـــف الرجعيات ــ اسرائيل ……………
………….علينا احيـاء شعار[ تحرير القدس يمر في عمان والرياض ]…………….
…………..في ذكرى " وعد بلفور " المئوية سنعـيد لهـذا الشعـار ألقـه …………
بقلم المحامي محمد محسن
![](/userfiles/11069266_1584666698487279_2810142317910291187_n(116).jpg)
الصانع للكيانين ـــ السعودية ، و" اسرائيل " ـــ واحد ، والغاية من الصنعة واحدة ، أما الأدوار بينهما فهي تبادلية تكاملية تُكمّل احداهن الأخرى ، الصانع للكيانين بريطانيا " العظمى " الاستعمارية كما يعرف الجميع ، عندما كانت تستعمر بريطانيا الخليج العربي ، وتسيطر على كل أرجائه من البحر العربي حتى الربع الخالي ، عمدت إلى اختيار قبيلة بني سعود الرعوية ومكنتها بالقوة من السيطرة على الأماكن الاسلامية المقدسة ، ومنحت المليك " المعظم " الراعي ، لقب " خادم الحرمين " ليخدم الحرمين ولكن وفق التوظيف البريطاني للدين الاسلامي ، الذي يُمكنها من استخدامه في تفتيت المنطقة والابقاء عليها في حالة تخلف وتشتت ، وهذه الغاية القذرة ، لا تتحقق إلا من خلال تقسيم الاسلام إلى مذاهب وتكايا متقاتلة متصارعة ، وليكون في نفس الوقت أداة لتشويه الدين الأعم في العالم العربي ، فهذا هو الطريق الوحيد الذي يحقق مصلحتها ، في السيطرة وفرض الوصاية ، وهذا ما قامت به هذه المملكة ولا تزال بكل اقتدار ، يحسدها عليه جميع الممالك والدول التابعة والعميلة للغرب الاستعماري في العالم .
.
حيث أبقت هذه المملكة الرعوية شعبها في حالته القبلية ، كما كان في القرن السابع عشر ، ملوك جهلة سفهاء يملكون الشجر والحجر ، ينفقون ثروات النفط الهائلة والطائلة ، على إشباع غرائز ونزوات أمرائهم ، وعلى تقديم الأعطيات والهبات ، والرشاوى ، لرجال السياسة والاقتصاد ، المتحكمين في سياسات الدول الغربية ، وأصحاب الإمبراطورات الاعلامية ، المعنية بصناعة الرأي العام العالمي وتوجيهه بما يسهم بتبييض صفحة هذه المملكة السوداء ، والتغطية على جرائمها ، وموبقات ملوكها وأمرائها . وعلى نشر الفكر الوهابي التكفيري القاتل ، ونصب الأشراك وحبك المؤامرات ، بهدف تفكيك وتدمير الدول والمجتمعات العربية التي تتطلع نحو الانعتاق والتحرر والتقدم ، وعرقلة تقدمها ، وتمكين الاستعمار الغربي من السيطرة على المنطقة سياسياً واقتصادياً ، وزرع الفرقة بين شعوبها ودولها والحؤول دون أي تقارب بينها ، أما شعبها شعب المملكة العتيقة فتركته يعيش على الأعطيات والمكرمات التي تقدم له فتاتاً من ثروة ليس لها عد ، أما قضاءها الذي يستخدم التشريع الوهابي في أحكامه ، فلا يزال يقضي بقطع رؤوس المعارضين ، وقطع أيديهم بالساطور في الساحات ، وجلد الناس في الشوارع ، كما كانت عليه الأحكام في القرون الوسطى ، أما " المطاوعة " العسس الديني ، فلهم الحق بضرب من يروه في الشارع في أوقات الصلاة .
.
ومع ذلك يتحالف معها الغرب " الديموقراطي العلماني جداً " ويتغافل عن كل ممارساتها التي لا تليق بالإنسان في هذا العصر ، وتتوجه بكل امكاناتها لتدمير الدول العربية التي تسير خطوات ولو وئيدة وخجولة في طريق التقدم والعقلانية ، أما الرجعيات العربية فهي محمية ، ومبرر لها كل ممارساتها اللاإنسانية ، فالمعيار عند الغرب الاستعماري وعلى رأسه أمريكا التبعية والاستسلام .
وبريطانيا العظمى ذاتها وبصفتها دولة مستعمرة لفلسطين العربية ، واستكمالاً للدور والوظيفة التي أوكلتا للسعودية ، سهلت وشجعت توافد قطعان الصهاينة إلى فلسطين ، و سمحت لهم باغتصاب أراضي الفلسطينيين وقتلهم وتشريدهم ، وبناء مستعمراتهم على أنقاض المدن الفلسطينية وقراها المدمرة ، كل ذلك تم تحت سمع وبصر جيش المستعمر البريطاني ومساعدته ، حتى كلل كل هذا الإجرام بوعد " بلفور المشؤوم " الذي نعيش ذكراه المئوية المشؤومة هذه الأيام ، والذي سلم أرض فلسطين إلى شذاذ الآفاق الصهاينة ، الذين استقدمهم من كل الدول الأوروبية ، بعد أن شرد أهلها في أصقاع الدنيا ، ومنحهم أرضاً ليست أرضهم ، ليتخلص من شرور منغلقاتهم " الجيتوات " من جهة ، وليشكلوا حاجز صد ورد لأي تقارب وتلاق بين مصر وبلاد الشام ، التي قال عنهما نابليون امبراطور فرنسا " بأنهما أهم موقعين استراتيجيين في العالم " ولقد استخدمت بريطانيا لتحقيق ذلك ، حجة تاريخية كاذبة لا سند لها لا في التاريخ ولا في الجغرافيا .
.
أما الغاية من صناعة هذين الكيانين ، فهي غاية واحدة تنهض بها الدولتان كل بحسب موقعه وقدرته ، بصيغة مباشرة أحياناً ، أو بصيغ غير مباشر أحاييناً ،
" اسرائيل " المغتصبة ومنذ تأسيسها عام / 1948/ وقبله كان همها خربطة المنطقة ومنعها من تحقيق أي حالة من حالات الاستقرار ، وذلك بإشعالها حروباً متلاحقة ، فقبل أن تلملم الدول العربية خسائرها وتضمد جراحها من الحرب السابقة ، كانت " اسرائيل " تشعل حرباً أخرى ، فهي من جهة تستنزف طاقاتها البشرية من خلال الموت والدمار ، والعسكرة والاستعداد الدائم للحروب ، وفي نفس الوقت تستنزف طاقاتها المادية ، وتمنعها من تثمير تلك الطاقات الشبابية المهدورة في البناء والعمران والتقدم ، لذلك خاضت حرب / 1956 / ضد مصر عبد الناصر بمساعدة بريطانيا وفرنسا الدولتين الاستعماريتين ، عندما حاول عبد الناصر اخراج مصر من تحت الوصاية الغربية الاستعمارية ، والذي ساهم بتشكيل " حركة عدم الانحياز " مع قادة حركات التحرر في العالم ، نهرو ، وتيتو ، وسوكارنو ، ونكروما وغيرهم ، ساعياً لخلق تيار دولي مناهض للاستعمار ، لذلك تبعتها " اسرائيل " بمساعدة أمريكا طبعاً وكل الدول الاستعمارية الغربية ، بحرب / 1967 / ضد مصر وسورية ، لتجهز بذلك على حركة التحرر العربية ، التي شكل جناحاها في حينه ، حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية ، وعبد الناصر في مصر ، والتي تعتبر هذه الحرب بكل المعايير ، الضربة التي قصمت ظهر حركة التحرر العربية الجادة في المنطقة ، ووضعت حداً لنمائها ، والتي تتالت بعدها كل النكبات . أما حرب عام 1973 فكانت ومضة مضيئة ، حققت الجيوش العربية أولى انتصاراتها ، ولكن سرعان ما اغتالها السادات الرئيس المصري العميل بالتعاون مع اسرائيل ، والتي أنتجت اتفاقية " كامب ديفد .
.
كما أطفأ أوارها وأغلق عليها كل المنافذ ، وحال دون امتدادها وتطورها ، اعادة خلط الأوراق مجدداً ، وذلك باعلان " شعار التضامن العربي " الشعار المضلل ، الذي جمع بين الدول الساعية للتحرر والانعتاق ، وبين الرجعيات العربية الساعية أو التي أوجدت لتمزيق الوطن العربي ، فمن أطلق هذا الشعار وتبناه ، وعمل على تطبيقه ، كمن يسعى للتضامن بين من يسعى لبناء وطن حر مستقل ، وبين من ولد وتأسس لمنع هذا الوطن من البقاء والاستقرار ، بل ولد لتهديمه !! ألم تكن هذه هي المهمة الأساسية التي تأسست السعودية لإنجازها ؟؟، والمكلفة تاريخياً بتمزيق الاسلام وتشويهه ، والإبقاء على المنطقة العربية ممزقة ؟؟ ، ألم تكن هذه مهمتها التي نهضت بها بكل اقتدار عندما أجهضت الوحدة العربية الوليدة والمبشرة بين مصر وسورية عام / 1961 / ؟؟ .
.
نعم هذه الحرب القذرة السوداء سواد قلوب ملوك الخليج وأمرائه ، التي أنفقوا عليها مئات المليارات من الدولارات الأمريكية ، وجندوا وسلحوا مئات الآلاف من وحوش الارهاب الذين ملؤا عقولهم وقلوبهم ، بفقه بن عبد الوهاب ، المستقى من فقه بن تيمية ، وقالوا لهم اقتلوا الفقراء والنساء والأطفال ودمروا كل شيء في سورية ، وفي اليمن ، كما فعلتم في العراق سابقاً ولاحقاً ، وفي ليبيا ، عندها فقط تعطينا أمريكا شهادة " ايزو " بحسن الانجاز ، وهذا ما تم .
هذه الحرب القذرة قدمت لنا برهاناً …وظهّرت بجلاء التحالف القديم الجديد ، بين ممالك الرجعيات العربية ، وبين " إسرائيل " وبينت أن " شعار التضامن العربي " الذي رفع بعد عام السبعين من القرن الماضي ، شعار كاذب وخطير ، شكل نكسة وسقطة ، سمحت لهذه الممالك من التغلغل في مجتمعاتنا ، والعمل على زرع كل أشكال الفرقة والتخلف ، واغتيال وحدة وتضامن مجتمعاتنا ، من خلال تلك الخلطة الوباء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحكمة التي قدمتها لنا هذه الحرب [ إن أنظمة ممالك الخليج ومعها الرجعيات العربية ] هي أنظمة معادية وحليفة " لإسرائيل " ، وأن النجاحات التي حققها محور المقاومة ، وسيحققها في المستقبل ، ستضع هذه الممالك عارية أمام شعوبها ، وما الخلخلة التي نراها في السعودية اليوم ، إلا عقابيلاً لتلك الخسائر ، وبات من مسؤولياتنا تبني واعادة الألق لشعار [ لا يمكن تحرير اسرائيل بدون هزيمة أنظمة ممالك الرجعيات العربية ] .
………………..لا تصـــــالح مع أنظمة ممالك الرجعيات العربية
………….علينا احيـاء شعار[ تحرير القدس يمر في عمان والرياض ]…………….
…………..في ذكرى " وعد بلفور " المئوية سنعـيد لهـذا الشعـار ألقـه …………
بقلم المحامي محمد محسن
![](/userfiles/11069266_1584666698487279_2810142317910291187_n(116).jpg)
الصانع للكيانين ـــ السعودية ، و" اسرائيل " ـــ واحد ، والغاية من الصنعة واحدة ، أما الأدوار بينهما فهي تبادلية تكاملية تُكمّل احداهن الأخرى ، الصانع للكيانين بريطانيا " العظمى " الاستعمارية كما يعرف الجميع ، عندما كانت تستعمر بريطانيا الخليج العربي ، وتسيطر على كل أرجائه من البحر العربي حتى الربع الخالي ، عمدت إلى اختيار قبيلة بني سعود الرعوية ومكنتها بالقوة من السيطرة على الأماكن الاسلامية المقدسة ، ومنحت المليك " المعظم " الراعي ، لقب " خادم الحرمين " ليخدم الحرمين ولكن وفق التوظيف البريطاني للدين الاسلامي ، الذي يُمكنها من استخدامه في تفتيت المنطقة والابقاء عليها في حالة تخلف وتشتت ، وهذه الغاية القذرة ، لا تتحقق إلا من خلال تقسيم الاسلام إلى مذاهب وتكايا متقاتلة متصارعة ، وليكون في نفس الوقت أداة لتشويه الدين الأعم في العالم العربي ، فهذا هو الطريق الوحيد الذي يحقق مصلحتها ، في السيطرة وفرض الوصاية ، وهذا ما قامت به هذه المملكة ولا تزال بكل اقتدار ، يحسدها عليه جميع الممالك والدول التابعة والعميلة للغرب الاستعماري في العالم .
.
حيث أبقت هذه المملكة الرعوية شعبها في حالته القبلية ، كما كان في القرن السابع عشر ، ملوك جهلة سفهاء يملكون الشجر والحجر ، ينفقون ثروات النفط الهائلة والطائلة ، على إشباع غرائز ونزوات أمرائهم ، وعلى تقديم الأعطيات والهبات ، والرشاوى ، لرجال السياسة والاقتصاد ، المتحكمين في سياسات الدول الغربية ، وأصحاب الإمبراطورات الاعلامية ، المعنية بصناعة الرأي العام العالمي وتوجيهه بما يسهم بتبييض صفحة هذه المملكة السوداء ، والتغطية على جرائمها ، وموبقات ملوكها وأمرائها . وعلى نشر الفكر الوهابي التكفيري القاتل ، ونصب الأشراك وحبك المؤامرات ، بهدف تفكيك وتدمير الدول والمجتمعات العربية التي تتطلع نحو الانعتاق والتحرر والتقدم ، وعرقلة تقدمها ، وتمكين الاستعمار الغربي من السيطرة على المنطقة سياسياً واقتصادياً ، وزرع الفرقة بين شعوبها ودولها والحؤول دون أي تقارب بينها ، أما شعبها شعب المملكة العتيقة فتركته يعيش على الأعطيات والمكرمات التي تقدم له فتاتاً من ثروة ليس لها عد ، أما قضاءها الذي يستخدم التشريع الوهابي في أحكامه ، فلا يزال يقضي بقطع رؤوس المعارضين ، وقطع أيديهم بالساطور في الساحات ، وجلد الناس في الشوارع ، كما كانت عليه الأحكام في القرون الوسطى ، أما " المطاوعة " العسس الديني ، فلهم الحق بضرب من يروه في الشارع في أوقات الصلاة .
.
ومع ذلك يتحالف معها الغرب " الديموقراطي العلماني جداً " ويتغافل عن كل ممارساتها التي لا تليق بالإنسان في هذا العصر ، وتتوجه بكل امكاناتها لتدمير الدول العربية التي تسير خطوات ولو وئيدة وخجولة في طريق التقدم والعقلانية ، أما الرجعيات العربية فهي محمية ، ومبرر لها كل ممارساتها اللاإنسانية ، فالمعيار عند الغرب الاستعماري وعلى رأسه أمريكا التبعية والاستسلام .
وبريطانيا العظمى ذاتها وبصفتها دولة مستعمرة لفلسطين العربية ، واستكمالاً للدور والوظيفة التي أوكلتا للسعودية ، سهلت وشجعت توافد قطعان الصهاينة إلى فلسطين ، و سمحت لهم باغتصاب أراضي الفلسطينيين وقتلهم وتشريدهم ، وبناء مستعمراتهم على أنقاض المدن الفلسطينية وقراها المدمرة ، كل ذلك تم تحت سمع وبصر جيش المستعمر البريطاني ومساعدته ، حتى كلل كل هذا الإجرام بوعد " بلفور المشؤوم " الذي نعيش ذكراه المئوية المشؤومة هذه الأيام ، والذي سلم أرض فلسطين إلى شذاذ الآفاق الصهاينة ، الذين استقدمهم من كل الدول الأوروبية ، بعد أن شرد أهلها في أصقاع الدنيا ، ومنحهم أرضاً ليست أرضهم ، ليتخلص من شرور منغلقاتهم " الجيتوات " من جهة ، وليشكلوا حاجز صد ورد لأي تقارب وتلاق بين مصر وبلاد الشام ، التي قال عنهما نابليون امبراطور فرنسا " بأنهما أهم موقعين استراتيجيين في العالم " ولقد استخدمت بريطانيا لتحقيق ذلك ، حجة تاريخية كاذبة لا سند لها لا في التاريخ ولا في الجغرافيا .
.
أما الغاية من صناعة هذين الكيانين ، فهي غاية واحدة تنهض بها الدولتان كل بحسب موقعه وقدرته ، بصيغة مباشرة أحياناً ، أو بصيغ غير مباشر أحاييناً ،
" اسرائيل " المغتصبة ومنذ تأسيسها عام / 1948/ وقبله كان همها خربطة المنطقة ومنعها من تحقيق أي حالة من حالات الاستقرار ، وذلك بإشعالها حروباً متلاحقة ، فقبل أن تلملم الدول العربية خسائرها وتضمد جراحها من الحرب السابقة ، كانت " اسرائيل " تشعل حرباً أخرى ، فهي من جهة تستنزف طاقاتها البشرية من خلال الموت والدمار ، والعسكرة والاستعداد الدائم للحروب ، وفي نفس الوقت تستنزف طاقاتها المادية ، وتمنعها من تثمير تلك الطاقات الشبابية المهدورة في البناء والعمران والتقدم ، لذلك خاضت حرب / 1956 / ضد مصر عبد الناصر بمساعدة بريطانيا وفرنسا الدولتين الاستعماريتين ، عندما حاول عبد الناصر اخراج مصر من تحت الوصاية الغربية الاستعمارية ، والذي ساهم بتشكيل " حركة عدم الانحياز " مع قادة حركات التحرر في العالم ، نهرو ، وتيتو ، وسوكارنو ، ونكروما وغيرهم ، ساعياً لخلق تيار دولي مناهض للاستعمار ، لذلك تبعتها " اسرائيل " بمساعدة أمريكا طبعاً وكل الدول الاستعمارية الغربية ، بحرب / 1967 / ضد مصر وسورية ، لتجهز بذلك على حركة التحرر العربية ، التي شكل جناحاها في حينه ، حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية ، وعبد الناصر في مصر ، والتي تعتبر هذه الحرب بكل المعايير ، الضربة التي قصمت ظهر حركة التحرر العربية الجادة في المنطقة ، ووضعت حداً لنمائها ، والتي تتالت بعدها كل النكبات . أما حرب عام 1973 فكانت ومضة مضيئة ، حققت الجيوش العربية أولى انتصاراتها ، ولكن سرعان ما اغتالها السادات الرئيس المصري العميل بالتعاون مع اسرائيل ، والتي أنتجت اتفاقية " كامب ديفد .
.
كما أطفأ أوارها وأغلق عليها كل المنافذ ، وحال دون امتدادها وتطورها ، اعادة خلط الأوراق مجدداً ، وذلك باعلان " شعار التضامن العربي " الشعار المضلل ، الذي جمع بين الدول الساعية للتحرر والانعتاق ، وبين الرجعيات العربية الساعية أو التي أوجدت لتمزيق الوطن العربي ، فمن أطلق هذا الشعار وتبناه ، وعمل على تطبيقه ، كمن يسعى للتضامن بين من يسعى لبناء وطن حر مستقل ، وبين من ولد وتأسس لمنع هذا الوطن من البقاء والاستقرار ، بل ولد لتهديمه !! ألم تكن هذه هي المهمة الأساسية التي تأسست السعودية لإنجازها ؟؟، والمكلفة تاريخياً بتمزيق الاسلام وتشويهه ، والإبقاء على المنطقة العربية ممزقة ؟؟ ، ألم تكن هذه مهمتها التي نهضت بها بكل اقتدار عندما أجهضت الوحدة العربية الوليدة والمبشرة بين مصر وسورية عام / 1961 / ؟؟ .
.
نعم هذه الحرب القذرة السوداء سواد قلوب ملوك الخليج وأمرائه ، التي أنفقوا عليها مئات المليارات من الدولارات الأمريكية ، وجندوا وسلحوا مئات الآلاف من وحوش الارهاب الذين ملؤا عقولهم وقلوبهم ، بفقه بن عبد الوهاب ، المستقى من فقه بن تيمية ، وقالوا لهم اقتلوا الفقراء والنساء والأطفال ودمروا كل شيء في سورية ، وفي اليمن ، كما فعلتم في العراق سابقاً ولاحقاً ، وفي ليبيا ، عندها فقط تعطينا أمريكا شهادة " ايزو " بحسن الانجاز ، وهذا ما تم .
هذه الحرب القذرة قدمت لنا برهاناً …وظهّرت بجلاء التحالف القديم الجديد ، بين ممالك الرجعيات العربية ، وبين " إسرائيل " وبينت أن " شعار التضامن العربي " الذي رفع بعد عام السبعين من القرن الماضي ، شعار كاذب وخطير ، شكل نكسة وسقطة ، سمحت لهذه الممالك من التغلغل في مجتمعاتنا ، والعمل على زرع كل أشكال الفرقة والتخلف ، واغتيال وحدة وتضامن مجتمعاتنا ، من خلال تلك الخلطة الوباء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحكمة التي قدمتها لنا هذه الحرب [ إن أنظمة ممالك الخليج ومعها الرجعيات العربية ] هي أنظمة معادية وحليفة " لإسرائيل " ، وأن النجاحات التي حققها محور المقاومة ، وسيحققها في المستقبل ، ستضع هذه الممالك عارية أمام شعوبها ، وما الخلخلة التي نراها في السعودية اليوم ، إلا عقابيلاً لتلك الخسائر ، وبات من مسؤولياتنا تبني واعادة الألق لشعار [ لا يمكن تحرير اسرائيل بدون هزيمة أنظمة ممالك الرجعيات العربية ] .
………………..لا تصـــــالح مع أنظمة ممالك الرجعيات العربية