

برزت في الفترة الأخيرة بأزقة وشوارع المدن الجزائري ، نشاطات تجارية احترفت إعداد الأطباق التقليدية ، أو ما يسمى بالأكلات الشعبية ، أصحابها دفعتهم الحاجة لممارستها في بادئ الأمر ، بإمكانيات بسيطة جدا ، لكن سرعان ما طوروا أفكارهم واستثمروا في هذه التجارة ، لتذر عليهم أرباحا معتبرة ، وكانت هذه الأنشطة إلى وقت قريب مقتصرة على عائلات فقيرة ، تقتات من عجن الخبز البلدي التقليدي المعروف بالكسرة ، ثم فيما بعد مهنة المرأة المطلقة والأرملة ، والتي لا عمل لها ، خاصة في شهر رمضان المعظم ، أين تنتشر هذه التجارة بشكل مكثف بالمدن الكبرى ، هؤلاء شباب كبر طموحهم مع ممر الوقت فأطلقوا مشاريع استثمارية ، وأقاموا مطاعم بأزياء تقليدية تتماشى وتنوع الثقافة الجزائرية ، وراح كل واحد منهم يظهر خصوصية منطقته ومميزاتها في المأكل والمشرب ، ويروج لها بمواقع التواصل الاجتماعي .


وبقدوم العائلات السورية إلى الجزائر منذ ست سنوات تقريبا ، فتحت صفحة جديد في عالم فن الطهي ،أقامت مطاعم فاخرة للمطبخ الشامي ، ونقلوا جانب من ثقافتهم العريقة للشعب الجزائري ، من الأكلات الشعبية المشهورة عربيا وعالما ،ما جعل التنافس يكون على أشده في فترة قصيرة ، وتعرف هذه التجارة تطورا ملحوظا ، يعيد إلى أذهاننا صور الماضي البعيد ، كانت فيه أزقة الشام تعج بالعائلات الأسر الجزائرية ، شدت الرحال إليه أمنة ، معززة ، مكرمة ، هاربة من بطش الاستعمار الغاشم ، تلك هي أجمل وافضل صور التعايش بين الأشقاء تعود وتبعث بحلة جديدة .
من الجزائر الاعلامي -عيسى بودراع