( لوزيعة )
تقليد اجتماعي جزائري يرسم مظاهر التضامن بين الأسر


لوزيعة من أهم المكاسب الاجتماعية للأسر الجزائرية ، حافظت على وجوده ولو بنسبة أقل لما كانت عليه سابقا ، إلى جانب العديد من التقاليد التي تحمل في مجملها مظاهر التضامن والتآخي والتآزر والتسامح والوحدة ، وفض النزاعات ودفن الأحقاد ، كالتويزة ، ويناير , والاحتفالات المرتبطة بمواسيم فلاحية ، توارثت عبر الأزمنة ، ووجودها يسبق دخول الإسلام إلى الشمال الإفريقي ، وهي ممارسات لها أبعادها الدينية ، الاقتصادية ، والاجتماعية ، الثقافية ، بقيت إلى اليوم وطورت سلوكها بما يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي ، لا زالت هذه الممارسة قائمة في حياة سكان الجزائر بمختلف مناطقها ، تبرز بشكل ملفت للانتباه بمناطق معينة ، كجبال جرجرة وتسمى بالأمازيغية " ثمشرط " ، وتحضر بقوة في مناسبات موسمية مرتبطة أساسا بالفلاحة ، لكل موسم احتفال وطقوس لاستقباله ، الخريف ، الربيع ، الصيف ، الشتاء ، بحيث لا يخلوا موسم من أعراس تقام هنا وهناك تبركا بقدومه ، حسب طبيعة كل موسم ، حتى الأطباق المعدة للمناسبة تساير مناخ الطبيعي السائد في ذلك الفترة ، وفي المناسبات الدينية ، كالمولد النبوي الشريف ، عاشوراء ، أول محرم … ، يفسرها بعض الباحثين على أنها من العادات القديمة المرتبطة بالدينات القديمة البوذية مثلا ، وتحضير الذبيحة من الطقوس السائدة في تلك الديانة ، وهذا استنتاج ضعيف ، يحتاج إلى مراجعة علمية لعادة أثبتت وجودها حتى بعد الإسلام ، وتمارس في المناسبات الدينية ، كالمولد النبوي الشريف ، وعاشوراء ، وهي حاملة لتعاليم الإسلام ، التضامن ، التآخي ، والسامحة ، الشفقة على الضعيف …
تحضير لوزيعة يقوم به أعيان وكبار القرية يبدأ بجمع المال الكافي لاقتناء الذبيحة ، التي يشترط أن تكون بقرة أو ثور ، بمشاركة الجميع من خلال مساهمة تكون محددة مسبقا لكل عائلة ، ليتم بعد ذلك شراء بقرة أو ثور ، ربما يكون العدد أكثر حسب السكان ، أسعارها مكلفة جدا تصل إلى 400 الف دينار فما فوق ، ويتم ذبحها جماعيا بحضور كل الأهالي ، في جو مليء بالمحبة والتآخي ، يجمع الفقير والغني المثقف والأمي في مجمع واحد ، تحت إمارة الجماعة التي تسير شؤون القرية وترعى مصالحا ، بقوانين يضعها أفرادها مستمدة من الدين والأعراف المتوارثة ، ولا يمكن لأحد في أي حال من الأحوال الخروج عن ما سطرته الجماعة ، يشتد هذا النظام ويقوى في بعض مناطق الجزائر كمنطقة وادي ميزاب ، بعد تقسيم اللحم ، يوضع في ساحة عامة أمام أعين الجميع ليشهدوا العدل ، توزع بالتساوي للعائلات بمختلف مستوياتهم الاجتماعية ، ويكون بذلك أهل القرية قد تناولوا جميعا اللحم دون استثناء
من الجزائر لنفحات القلم : الإعلامي عيسى بودراع
تقليد اجتماعي جزائري يرسم مظاهر التضامن بين الأسر


لوزيعة من أهم المكاسب الاجتماعية للأسر الجزائرية ، حافظت على وجوده ولو بنسبة أقل لما كانت عليه سابقا ، إلى جانب العديد من التقاليد التي تحمل في مجملها مظاهر التضامن والتآخي والتآزر والتسامح والوحدة ، وفض النزاعات ودفن الأحقاد ، كالتويزة ، ويناير , والاحتفالات المرتبطة بمواسيم فلاحية ، توارثت عبر الأزمنة ، ووجودها يسبق دخول الإسلام إلى الشمال الإفريقي ، وهي ممارسات لها أبعادها الدينية ، الاقتصادية ، والاجتماعية ، الثقافية ، بقيت إلى اليوم وطورت سلوكها بما يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي ، لا زالت هذه الممارسة قائمة في حياة سكان الجزائر بمختلف مناطقها ، تبرز بشكل ملفت للانتباه بمناطق معينة ، كجبال جرجرة وتسمى بالأمازيغية " ثمشرط " ، وتحضر بقوة في مناسبات موسمية مرتبطة أساسا بالفلاحة ، لكل موسم احتفال وطقوس لاستقباله ، الخريف ، الربيع ، الصيف ، الشتاء ، بحيث لا يخلوا موسم من أعراس تقام هنا وهناك تبركا بقدومه ، حسب طبيعة كل موسم ، حتى الأطباق المعدة للمناسبة تساير مناخ الطبيعي السائد في ذلك الفترة ، وفي المناسبات الدينية ، كالمولد النبوي الشريف ، عاشوراء ، أول محرم … ، يفسرها بعض الباحثين على أنها من العادات القديمة المرتبطة بالدينات القديمة البوذية مثلا ، وتحضير الذبيحة من الطقوس السائدة في تلك الديانة ، وهذا استنتاج ضعيف ، يحتاج إلى مراجعة علمية لعادة أثبتت وجودها حتى بعد الإسلام ، وتمارس في المناسبات الدينية ، كالمولد النبوي الشريف ، وعاشوراء ، وهي حاملة لتعاليم الإسلام ، التضامن ، التآخي ، والسامحة ، الشفقة على الضعيف …
تحضير لوزيعة يقوم به أعيان وكبار القرية يبدأ بجمع المال الكافي لاقتناء الذبيحة ، التي يشترط أن تكون بقرة أو ثور ، بمشاركة الجميع من خلال مساهمة تكون محددة مسبقا لكل عائلة ، ليتم بعد ذلك شراء بقرة أو ثور ، ربما يكون العدد أكثر حسب السكان ، أسعارها مكلفة جدا تصل إلى 400 الف دينار فما فوق ، ويتم ذبحها جماعيا بحضور كل الأهالي ، في جو مليء بالمحبة والتآخي ، يجمع الفقير والغني المثقف والأمي في مجمع واحد ، تحت إمارة الجماعة التي تسير شؤون القرية وترعى مصالحا ، بقوانين يضعها أفرادها مستمدة من الدين والأعراف المتوارثة ، ولا يمكن لأحد في أي حال من الأحوال الخروج عن ما سطرته الجماعة ، يشتد هذا النظام ويقوى في بعض مناطق الجزائر كمنطقة وادي ميزاب ، بعد تقسيم اللحم ، يوضع في ساحة عامة أمام أعين الجميع ليشهدوا العدل ، توزع بالتساوي للعائلات بمختلف مستوياتهم الاجتماعية ، ويكون بذلك أهل القرية قد تناولوا جميعا اللحم دون استثناء
من الجزائر لنفحات القلم : الإعلامي عيسى بودراع