التـــــــــــــــــــــــويــــــــــــــــــــــزة …

رمز المحبة والتضامن … والتآخي والتآزر…والتعاون لمواجهة الصعاب
التويزة رمز المحبة والتضامن والتآخي والتآزر… والتعاون لمواجهة الصعاب التي تعترض المجتمع ، لها معاني ودلالات عدة في حياة الناس ، أحبها المجتمع الجزائري والشمال الافريقي وتعلق بها، وتشبث بأعرافها إلى ا ليوم ، لما لها من أهمية ، اقتصادية ، اجتماعية ، تربوية في حياة الناس ،فهي دعوة لتوطيد سبل التعاون والإخلاص للأخر ، تجمع أبناء البلدة الواحدة في مجمع خير وتعاون ، وترفع العبء على الغلابة من المجتمع ، وتربي النشء على تقديم العون للأخر ، من خلال تقديم خدمة مشتركة لمن يطلبها ، ويكون في أمس الحاجة لها ، تيسر انجاز ، الأشغال الصعبة والخطيرة ، كم من مسكن أنجز للفقير بهذا النظام ، وكم من طرق شقت بهذا الأسلوب الاجتماعي المشجع على فعل الخير ، وكم من مزرعة حققت مردودا معتبرا بفضلها .
للتويزة بعدا وطنيا واسعا ، بإمكان كل الناس اللجوء اليها في أوقات الشدائد ، فهي من مقدسات الحياة ، تشكل تحدي كبير لعوامل الطبيعة والإنسان ، وتساهم بشكل قوي في التنمية ، كانت نقطة تحول المجتمع الجزائر أيام كان تحت رحمة الاستعمار الفرنسي ، رسمت الحياة كما يشتهيها الفرد ، مكسب عظيم ورثناه من أسلافنا وجودها حسب المختصين ضارب في عمق التاريخ . لها مناخها وطقوسها وأعرافها ، ولا تحتاج إلى قانونين تحكمها ، ولا ميزانية تسيرها ، يكفي فقط تقديم دعوة بالسبل المتاحة التي تكفل الاتصال بكافة الناس ، وتطرح الفكرة التي يسعى الفرد تجسيدها ، عن طريق الاتصال المباشر ، أو كما كان قديما عن طريق البراح الذي يحل محل وسائل الاتصال الحالية ، يجوب الأسواق والأماكن العمومية ويعلن تفاصيل العملية بالمكان والزمان ، وهنا كل شيء متوقف على طبيعة المنطقة وكثافة سكانها ، بعد انتشار الخبر يجتمع المتطوعون ويحضروا خطط عملهم ، يعين من يقود العملية ولن يكون صاحب المشروع ، يختار من بين المشاركين ، من يكبرهم سنا وله دراية بطبيعة العملية وما يتصل بها تقنيا ، يسمى هذا " الشاوش"، يوزع الأدوار كل حسب طاقاته وتخصصه ومعارفه ، فمنهم من تسند له عمل شاق ولا يرفض ، ومنهم تسند له مهام لا تتصل بالعملية تماما ، لكن حضورها يصنع الحدث ، كالغناء والعزف للترويح وإخفاء متاعب المشاركين وإعطائهم نفس جديد ، وعادة ما تكون أغانيهم دينية لا تخلوا من ذكر المولى عز وجل والصلاة على نبيه (ص) ، ويعتبرون هؤلاء من أهم العناصر المشاركة ، وعامل يساهم في إنجاح التويزة ، يكفي فقط لصاحب المشروع أن يلتزم بالإطعام والمناسب والمفيد لمثل هذه المناسبات، الذي يعطي طاقة حرارية للجسم
.
ليست مقتصرة على الرجال فقط ، بل يمتد هذا العمل الخيري للنساء أيضا ، لهن نظامهن الخاص ، في تنفيذ وتجسيد لبعض الأعمال الحرفية المتصلة بالتدبير المنزلي ، كغسل الصوف ، والنسيج ، وتهيئة البيت وترتيبه وتزيينه ، تحضير الأطعمة للولائم ، والأهم في كل هذا الأشغال المتعلقة بالنسيج باعتبارها من الأعمال الشاقة والمتعبة ، تقضي المرأة وقتا طويلا لتحضير مستلزماته ، فتلجأ في غالب الأحيان إلى التويزة ، بحيث يتم دعوتهن لهذا الغرض من طرف صاحبة المبادرة ، في حين تكون هي الأخرى في خدمتهن متى دعت الضرورة ذلك ، وهنا تكون المناسبة للتعارف وتبادل الآراء في أشغال البيت وما يتصل ببناء الأسرة ، تبادل الخبرات والتجارب في الحياة ، برؤية النسوة ، كما هي فرصة للتعرف على بعض العازيات لانتقائهن واقتراحهن للزواج ، وفضاء ملائم جدا لتجريب أصواتهن ، معظم الأغاني التي اشتهرت بالجزائر انطلقت من وراء النسيج ، يغنين ويعبرن عن ما يختلج في نفوسهن من مواضيع ، قد لا يجدن مكانا أخر مناسبا للبوح بها . خاصة منها المتعلقة بتجارب عاطفية وسط مجتمع محافظ ، لا يتسامح مع من تسول له نفسه المساس بالأعراف التي ورثها من أسلافه .


من الجزائر لنفحات القلم
الإعلامي عيسى بودراع

رمز المحبة والتضامن … والتآخي والتآزر…والتعاون لمواجهة الصعاب
التويزة رمز المحبة والتضامن والتآخي والتآزر… والتعاون لمواجهة الصعاب التي تعترض المجتمع ، لها معاني ودلالات عدة في حياة الناس ، أحبها المجتمع الجزائري والشمال الافريقي وتعلق بها، وتشبث بأعرافها إلى ا ليوم ، لما لها من أهمية ، اقتصادية ، اجتماعية ، تربوية في حياة الناس ،فهي دعوة لتوطيد سبل التعاون والإخلاص للأخر ، تجمع أبناء البلدة الواحدة في مجمع خير وتعاون ، وترفع العبء على الغلابة من المجتمع ، وتربي النشء على تقديم العون للأخر ، من خلال تقديم خدمة مشتركة لمن يطلبها ، ويكون في أمس الحاجة لها ، تيسر انجاز ، الأشغال الصعبة والخطيرة ، كم من مسكن أنجز للفقير بهذا النظام ، وكم من طرق شقت بهذا الأسلوب الاجتماعي المشجع على فعل الخير ، وكم من مزرعة حققت مردودا معتبرا بفضلها .
للتويزة بعدا وطنيا واسعا ، بإمكان كل الناس اللجوء اليها في أوقات الشدائد ، فهي من مقدسات الحياة ، تشكل تحدي كبير لعوامل الطبيعة والإنسان ، وتساهم بشكل قوي في التنمية ، كانت نقطة تحول المجتمع الجزائر أيام كان تحت رحمة الاستعمار الفرنسي ، رسمت الحياة كما يشتهيها الفرد ، مكسب عظيم ورثناه من أسلافنا وجودها حسب المختصين ضارب في عمق التاريخ . لها مناخها وطقوسها وأعرافها ، ولا تحتاج إلى قانونين تحكمها ، ولا ميزانية تسيرها ، يكفي فقط تقديم دعوة بالسبل المتاحة التي تكفل الاتصال بكافة الناس ، وتطرح الفكرة التي يسعى الفرد تجسيدها ، عن طريق الاتصال المباشر ، أو كما كان قديما عن طريق البراح الذي يحل محل وسائل الاتصال الحالية ، يجوب الأسواق والأماكن العمومية ويعلن تفاصيل العملية بالمكان والزمان ، وهنا كل شيء متوقف على طبيعة المنطقة وكثافة سكانها ، بعد انتشار الخبر يجتمع المتطوعون ويحضروا خطط عملهم ، يعين من يقود العملية ولن يكون صاحب المشروع ، يختار من بين المشاركين ، من يكبرهم سنا وله دراية بطبيعة العملية وما يتصل بها تقنيا ، يسمى هذا " الشاوش"، يوزع الأدوار كل حسب طاقاته وتخصصه ومعارفه ، فمنهم من تسند له عمل شاق ولا يرفض ، ومنهم تسند له مهام لا تتصل بالعملية تماما ، لكن حضورها يصنع الحدث ، كالغناء والعزف للترويح وإخفاء متاعب المشاركين وإعطائهم نفس جديد ، وعادة ما تكون أغانيهم دينية لا تخلوا من ذكر المولى عز وجل والصلاة على نبيه (ص) ، ويعتبرون هؤلاء من أهم العناصر المشاركة ، وعامل يساهم في إنجاح التويزة ، يكفي فقط لصاحب المشروع أن يلتزم بالإطعام والمناسب والمفيد لمثل هذه المناسبات، الذي يعطي طاقة حرارية للجسم

ليست مقتصرة على الرجال فقط ، بل يمتد هذا العمل الخيري للنساء أيضا ، لهن نظامهن الخاص ، في تنفيذ وتجسيد لبعض الأعمال الحرفية المتصلة بالتدبير المنزلي ، كغسل الصوف ، والنسيج ، وتهيئة البيت وترتيبه وتزيينه ، تحضير الأطعمة للولائم ، والأهم في كل هذا الأشغال المتعلقة بالنسيج باعتبارها من الأعمال الشاقة والمتعبة ، تقضي المرأة وقتا طويلا لتحضير مستلزماته ، فتلجأ في غالب الأحيان إلى التويزة ، بحيث يتم دعوتهن لهذا الغرض من طرف صاحبة المبادرة ، في حين تكون هي الأخرى في خدمتهن متى دعت الضرورة ذلك ، وهنا تكون المناسبة للتعارف وتبادل الآراء في أشغال البيت وما يتصل ببناء الأسرة ، تبادل الخبرات والتجارب في الحياة ، برؤية النسوة ، كما هي فرصة للتعرف على بعض العازيات لانتقائهن واقتراحهن للزواج ، وفضاء ملائم جدا لتجريب أصواتهن ، معظم الأغاني التي اشتهرت بالجزائر انطلقت من وراء النسيج ، يغنين ويعبرن عن ما يختلج في نفوسهن من مواضيع ، قد لا يجدن مكانا أخر مناسبا للبوح بها . خاصة منها المتعلقة بتجارب عاطفية وسط مجتمع محافظ ، لا يتسامح مع من تسول له نفسه المساس بالأعراف التي ورثها من أسلافه .


من الجزائر لنفحات القلم
الإعلامي عيسى بودراع