.jpg)
تحقيق: نور حمادة
لا تزال كلمة "عانس" التي نطلقها منذ عقود طويلة على من فاتهم قطار الزواج تسبب وقعا مؤلما في نفس تلك الشريحة من فتياتنا بسبب عادات مجتمعنا الشرقي التي تنظر لهم نظرة استثنائية و لا ترحم في كثير من الأحيان تخدش مشاعرهم و أحاسيسهم دون مبالاة. و الشباب لم يكونوا أوفر حظا من الفتيات لأن كلمة "عانس" تطلق أيضا على الرجل الذي تجاوز سن الخامسة و الثلاثين دون أن يتزوج، إلا أن مجتمعنا العربي ذكوري يبيح للرجل و يعطيه حقوق يحرمها على المرأة لذلك يجد أن كلمة "عانس" لا تليق بقدره و يعتبرها إهدارا لكرامته.. وبعد أن كانت أسباب العنوسة و مبررات عدم الزواج في أغلب المجتمعات تعود إلى الأعباء التي تلقى على كاهل الشباب من مهور و تكاليف الأعراس و متطلبات الزواج اللامتناهية ، جاءت الأزمة التي تعيشها سورية لتزيد الأمر تعقيدا وتصبح ظاهرة العنوسة عائقا يشغل بال العديد من الشباب و الفتيات و تشكل هاجسا يؤرقهم حول مستقبلهم القادم ..فبائع الخواتم الذي تحدثت عنه فيروز في أغنيتها باتوا يحلمون بعودته لطالما طال غيابه بسبب ما خلفته الحرب الإرهابية من آثار سلبية في الوضع الأمني و الاقتصادي أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة في سورية لتصل إلى 70% لتحل في المرتبة الثالثة عربيا بعد الإمارات العربية 75% بسبب تكاليف الزواج الباهظة و لبنان الذي وصل سن العنوسة فيه إلى أعلى نسبة في الوطن العربي85% أما في تونس فقد بات الزواج مؤجلاً لدى غالبية الشباب بسبب البطالة ورغبة الفتيات في تحصيل العلم فوصلت نسبة إلى 62%. وحلت الجزائر في المرتبة الخامسة بنسبة 51%، وتشير الدراسة أن عدد العوانس يبلغ 5 ملايين أي ما يفوق عدد سكان ليبيا. كما بلغ عدد الفتيات غير المتزوجات في مصر إلى 40 % ، وهي النسبة نفسها في المغرب وهذا الرقم مرشح للارتفاع، أما في فلسطين فالنسبة لم تتعدى 7%
أسباب تفاقم العنوسة في سورية
ما إن تسأل أحدا عن سبب العنوسة في سورية ليشير نحو الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد أولا و إلى هجرة عدد كبير من الشباب و سفرهم إلى البلدان الأخرى ثانيا والذي زاد الأمر صعوبة في إيجاد شريك الحياة المناسب ، لذلك بات الزواج عن طريق الانترنت من أفضل و أسهل الطرق للتعرف على فارس الأحلام بعد أن بات الحلم برؤيته شبه مستحيلة و تتعرف الفتاة على الشاب من وراء شاشة صغيرة ويكون كل منهما غاية في الأخلاق ولديهم مصداقية، ويتم الزواج ومع مرور الوقت تحدث صدمة قوية لكلا الطرفين كأن تكون هي الزوجة الثانية، أو أن يكون هو قد وقع مع زوجة غير صالحة تفتقد للقيم و المبادىء وغالبا ما ينتهي الموضوع بالطلاق، فأصبح هناك تخوف من فكرة الزواج على سفر و الابتعاد عن البلد و الأهل تحسبا من الوقوع في شباك واقع مرير، هذا ما جعل (م- ل)33 عام تتأنى في موضوع الزواج رافضة الارتباط بشخص لا تعلم عنه شيئا كونه بعيد عنها ،ذلك بعد عدة حالات فاشلة شهدتها كانت نتائجها الانفصال ففضلت أن تبقى عزباء على أن تصبح مطلقة في مجتمع يقيد المرأة المطلقة و يضع أمامها العشرات من إشارات الاستفهام. في حين تخالفها ( س- ط)30 عاما الرأي و ترى أنه في حال تم التعرف على أهل الشاب و السؤال عنهم يصبح التفاهم بين الشاب و الفتاة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أكثر سهولة و لا يحتاج إلى القلق.و لعل الوضع الاقتصادي الراهن و ارتفاع الأسعار و الغلاء كان له الدور الأبرز في إقلاع أغلب الشباب عن الزواج بسبب تكاليفه الخيالية و متطلباته التي تضاعفت مرتين أو ثلاث مرات،فأصبح متوسط ثمن غرفة النوم يتراوح بين 150- 200 ألف ليرة و آجار صالات الأفراح التي تتراوح أسعارها بين 150-300 ألف ليرة كأدنى حد ، غير أن أسواق بدلات الأفراح و متطلبات العروس لم يعد هناك إقبال عليها كما قبل حسب أحد التجار فإن ثمن بدلة العروس المتوسطة يصل إلى 85 ألف ليرة في حين كانت 20 ألف ليرة قبل الغلاء عدا آجارات المنازل النارية التي تجاوز أجرة الغرفة الواحدة فيها إلى 50 ألف ليرة، إضافة إلى الذهب الذي لم ينجو أيضا من الارتفاع.لهذا يجد(ع- ح)44 عام موظف أنه من الصعب عليه الإقدام على الزواج حاليا بسبب عدم قدرته على تأمين كافة التكاليف و خصوصا أن معظم أهالي الفتيات باتوا لديهم العديد من المتطلبات دون مراعاة ظروف الشباب بحجة أنهم يريدون ضمان حق ابنتهم و هو ما صعّب المهمة أكثر علينا و يوافقه (ج- ل) 39 عام الذي تقدم لخطبة فتاة لكن أهلها رفضوا بسبب أنه يعيش مع والدته في غرفة واحدة بالأجرة و لم يقدّروا ظروفه المادية مبررين ذلك أن إمكانياته لا تسمح له بتأمين مسكن يليق بابنتهم و يحقق لها حياة مناسبة.وتعتبر قضية التفاوت في التعليم بين الزوجين قضية هامة تطفو على الساحة بين الحين والآخر ولكن على ما يبدو ليس التفاوت التعليمي هو الموجود وحده على الساحة الأسرية بل هناك أنواع أخرى من التفاوت تهدد الاستقرار الأسري مثل التفاوت الاجتماعي.. و العمري و المادي. و من يدّعي أن الحب بين الطرفين يقهر أي عقبات ويملأ أي فجوات ويلغي الخلافات يكتشف لاحقا أن تفكيره كان خاطئا ،لأنه إذا دخل فقر الحال واختلاف الآراء من الباب هرب الحب من الشباك كما يقول أهل الأمثال لهذا تعتقد (ه-ي )36 عام معلمة لغة عربية أن العزوبية أفضل بكثير من الارتباط بشخص أقل مني شأنا في درجة التعليم والمستوى الإجتماعي ،لأن هذه الفروق تترك تأثير سلبي في المعايشة المستمرة والمواجهة اليومية.و يتابع (م- خ)40 عام أنه لا يمكن أن يرتبط بفتاة تكبره سنا أو في مستوى عمره بسبب الطبيعة الفيزيولوجية لجسم المرأة التي تسمح لها بإنجاب الأطفال لسن معين ، ويشير إلى أن النجاح في الزواج يتوقّف على التكافؤ في كل شيء، فإن شعور كلا الطرفين بالفارق العمري يكون له أثر على العلاقة الزوجية لا سيما مع الرجل الذي يدفعه تفكيره ورجولته إلى رفض الارتباط بمن تكبره سنا حتى وإن كان الفارق بسيطا إلا أن ظروف (ز- ب)36 عام أجبرته للارتباط بفتاة تكبره بخمس سنوات تتمتع بحالة مادية جيدة بالرغم من معارضة أهله الشديدة لهذا القرار فبعد أن تهجّر من منزله و انفصل عن زوجته و وجد نفسه مسؤولا عن طفل لم يتجاوز الثالثة من عمره و بوضع مادي سيء استوجب عليه مخالفة العادات و التقاليد ليتخلص من واقع مأساوي فرض عليه.و يختلف مفهوم العنوسة من مجتمع لآخر حسب المورثات الثقافية و الاجتماعية و البيئية التي تسوده ففي القرى ينظر للفتاة التي تجاوزت العشرين من عمرها بأن فرصها في الزواج قد قلت على عكس طبيعة الحياة في المدن التي يتجاوز بها عمر الفتاة عن الثلاثين و يبقى لديها فرصة للارتباط كونها تتابع تعليمها و تحصل على عمل تحقق فيه ذاتها قبل موضوع الارتباط و الإنجاب، هذا برأي (ب- ش) 43 عاما مديرة حضانة خاصة التي ارتبطت في عمر 38 برجل يكبرها بأربع سنوات ن وترى أنه ليس من المعيب أن تتقدم الفتاة بالعمر لتتزوج فمن حقها أن تتعلم و تعمل و تكون عضو نافع لمجتمعها و زوجها و عائلتها و مدرسة يستفيد منها أطفالها مستقبلا
عقبات!!؟
بات المجتمع السوري خلال سنوات الحرب يبحث عن حلول للقضاء على ظاهرة تأخر الزواج و وجد أن التعدد أو الزواج الثاني هو الحل الأمثل لمنع انتشار العنوسة بالرغم من رفض معظم النساء و ربما جميعهن له و هو ما صرّح به القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي من قبل كونه الحل المنطقي لهذه الظاهرة لذلك توجهنا لأخذ رأيه حول هذا القرار و ما هي سلبياته ، وهل سجلت إحصائيات حديثة حول ظاهرة التعدد لكن القاضي المعراوي اعتذر عن إبداء رأيه في هذا الموضوع مجددا بسبب الحملة الشعواء التي شنت ضد هذا التصريح على مواقع التواصل الاجتماعي و ما تركه من آثار اجتماعية و نفسية سلبية على المجتمع ككل. و تم تحويلنا إلى وزارة الأوقاف لأخذ رأي رجالات الدين بذلك.. و هو ما صرّح به القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي من قبل كونه الحل المنطقي لهذه الظاهرة لذلك توجهنا لأخذ رأيه حول هذا القرار و ما هي سلبياته ، وهل سجلت إحصائيات حديثة حول ظاهرة التعدد لكن القاضي المعراوي اعتذر عن إبداء رأيه في هذا الموضوع مجددا بسبب الحملة الشعواء التي شنت ضد هذا التصريح على مواقع التواصل الاجتماعي و ما تركه من آثار اجتماعية و نفسية سلبية على المجتمع ككل. و تم تحويلنا إلى وزارة الأوقاف لأخذ رأي رجالات الدين بذلك..
وزارة الأوقاف
تقدمنا بطلب إلى وزارة الأوقاف في تاريخ 26/9/2017 لأخذ رأي عدد من رجالات الدين و هم من أكثر الأشخاص المعنيين للإدلاء برأيهم حول قرار التعدد و سلبياته ،إلا أن المكتب الصحفي كان يؤجل الطلب دون الرد عليه و من ثم تم رفضه على اعتبار أن الطلب مقدم من الصحفي شخصيا و يجب أن يكون الطلب موجه من المؤسسة الإعلامية التابع لها ..مع العلم أن الصحفي عضو اتحاد الصحفيين يحق له التقدم بطلب إلى المكاتب الصحفية في الوزارات كافة حسب قانون العمل في اتحاد الصحفيين ..ولذلك تم تأخير التحقيق و دون جدوى للأسف.
وزارة الداخلية
تقدمنا بطلب إلى مكتب التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية للحصول على معلومات حول أسباب العنوسة و علاجها و أعدادها ، إضافة إلى إحصائيات و أرقام تدل على عدد واقعات الزواج و الطلاق لدى مديرية الشؤون المدنية .. ولكن الطلب جاء مع التريّث و لم نتوصل إلى إجابة.
حلول!؟؟
وزارة الإسكان
يعد مشروع إسكان الشباب الذي أعلن عنه بداية العام 2002 بتوجيه كريم من رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الاسد من أهم المشاريع التي كلفت بها المؤسسة العامة للإسكان لمساعدة الشباب ،حيث بلغ عدد المكتتبين الإجمالي في المحافظات السورية (3000) مكتتب تم توزيعهم على مراحل زمنية مختلفة (5-7-10-12) سنة ووزعت مساكن المشروع حسب مساحاتها إلى الفئات (أ) 80-85م2 ،و (ب) 70-75م2 ،(ج) 60-65م2 و قد وضح الأستاذ مازن اللحام معاون وزير الإسكان أن آلية تمويل هذا البرنامج الإسكاني يتم كالتالي: 30% من كلفة المشروع السنوية دعم حكومي على شكل قرض بدون فائدة من صندوق الدين العام يرصد في الموازنة الاستثمارية السنوية للمؤسسة 30% تمويل ذاتي من المكتتبين و 40% قروض حيث يسدد المواطن 70% من قيمة المسكن المتبقية بعد إبرام عقد مسكنه على أقساط شهرية لفترة أقصاها (25) عام ،استنادا للمرسوم التشريعي رقم 36 لعام 2002و يمكن تسليم المسكن جاهز أو بإنجاز أعمال الهيكل مع إكساء جزئي وفقا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم /1620/بتاريخ 4/6/2014 و تحدد القيمة التخمينية وفق ذلك و يلتزم المخصص بمسكن باستكمال أعمال الكساء و ذلك خلال عام واحد من تاريخ تسليم المسكن.و أشار اللحام إلى أن المؤسسة سلمت المساكن في بعض المحافظات قبل الموعد المحدد لها كما هو الحال في محافظة حمص حيث تم تخصيص كافة مكتتبي المرحلة الأولى قبل الموعد بسنة و نصف و كذلك مكتتبي المرحلة الثانية بثلاث سنوات و الثالثة بخمس سنوات ، وتخصيص /339/ مسكنا من أصل /2379/للمرحلة الإثنا عشر قبل سبع سنوات و كذلك في مدينة حلب تم تخصيص مساكن لمكتتبي المرحلة الأولى في منطقتي الأشرفية و منطقة المعصرانية قبل الموعد بسنة و نصف و تخصيص /874/ من أصل /1227/ مسكنا في الأشرفية و مكتتبي المرحلة الثانية في المعصرانية قبل الموعد بثلاث سنوات إذا عندما تتوفر مستلزمات المشروع لا يحدث تأخير في التسليم، أما في حال تأخر تأمين الأرض اللازمة و الدراسات التنظيمية و امتناع المقاولون من التقدم للمناقصة (كما حدث خلال الأزمة)، و صعوبة تأمين مواد البناء و إيصالها للمشاريع بسبب الظروف الأمنية و تسرب عدد من الفنيين و العاملين سيؤدي إلى تباطؤ في عملية الإنجاز للمشروع.و مع هذا حرصت المؤسسة على تنفيذ المشاريع في المناطق الآمنة و وضعت خطة استراتيجية لتطوير عملها و تسليم المساكن للمكتتبين وفق برنامج زمني محدد.
دور جمعية إعفاف لتيسير الزواج
تعتبر جمعية إعفاف التي تأسست عام 2005برقم994من الجمعيات الخيرية التي تهدف لإقامة مجتمع مترابط وتركز في نشاطها على فئة الشباب وتأهيلهم من النواحي العلمية والاجتماعية والاهتمام بشؤونهم الخاصة والعامة و مساعدتهم على الزواج وتحصينهم بسبب ما يتعرض له جيل الشباب من ضغوط مادية تنعكس على وضعهم النفسي والفكري كما أن انتشار البطالة وقلة فرص العمل وارتفاع أسعار السكن وغيرها من الأسباب التي دعت إلى تأسيس الجمعية .و يوضح الأستاذ المحامي عبدالله ثلاج أمين سر الجمعية:أننا نقدم مساعدات مادية وعينية و تأمين المتطلبات اللازمة لتيسيير موضوع الزواج للشباب وذلك بعد إجراء الدراسة الاجتماعية والاقتصادية المطلوبة وإلى جانب الهدف المادي هناك هدف معنوي للشباب والشابات، من خلال محاضرات توعية عن الحياة الزوجية لنشر ثقافة صحيحة وسليمة يهتم بها مركز اعفاف التأهيلي حيث يتبع الزوجان دورة تأهيلية تطرح عدد من المحاضرات التوعوية مثل حق الزوج وحق الزوجة والتأهيل النفسي للمقبلين على الزواج وطرح عدد من المشكلات الزوجية و طريقة حلها تهم المقبلين على الزواج.وتقوم الجمعية أيضا بعدة نشاطات تفيد الشباب الذين يستعدون للانتقال إلى مرحلة جديدة في حياتهم وتأسيس أسرة بإقامة أعراس جماعية لتخفيف الأعباء المالية المترتبة عليهم.إضافة إلى الاستشارات التي تقدمها الجمعية للمتزوجين ، وذلك حفاظا على الأسرة من الطلاق والتفكك.أما بالنسبة للمشاريع و الخطط المستقبلية للجمعية يقول ثلاج أن الجمعية لديها خطط كثيرة إذا توافرت الأموال والدعم من المحسنين مثل إقامة صالات أفراح للشباب تعود عائداتها المادية للجمعية وإقامة مركز للإشراف على التقرير الطبي قبل الزواج وتنظيم محاضرات دورية تخص المقدمين على الزواج للارتقاء بالأسر وحل مشاكلهم وتوعيتهم بما يخص عن كيفية التعامل مع الأطفال وإصدار نشرات إعلانية تعبر عن مجتمعنا وعاداته، وعن الأسرة السورية المتماسكة.
رأي المختص الإجتماعي
أوضحت الدكتورة جورجيت طنوس باحثة اجتماعية أن مفهوم العنوسة مفهوم خاطىء يطلق على الأنثى التي لم تتزوج و في الحقيقة أن في مجتمعنا لا يوجد تفسير أو معنى لهذه الكلمة بل هناك ما يسمى بسن النضوج الفكري و العقلي و الاجتماعي و الثقافي للفتاة و مشاركتها للرجل عن طريق العمل الجماعي الذي يجعل منها امرأة تحسن التصرف و بحكمة و تحديدا برز دورها في ظل الأزمة التي تعيشها سورية لتتابع تحمل المسؤولية التي تركها الزوج و الأخ و الابن لتثبت أنها قوية تتمتع بالحنكة و البراعة تشارك في اتخاذ القرارات و تغيير الثقافات و انطلق صوتها يصدح بالإيجابية ليثمر عنه أجيالا واعدة و المرأة رمز القوة و الحكمة و كلمة عانس تحبط من دورها الفعال و كيانها الاجتماعي المرموق ، لذلك نحن لا نزال تحت تأثير المحيط الاجتماعي و البيئي الذي ينظر للفتاة التي تصل إلى مستوى معين من النضوج الجسدي على أنها أصبحت (عروسا) حتى يسارع أهلها ليزوجوها لأول شخص يقرع بابها خوفا عليها من الكبر في السن دون زواج، فعامل التربية و الأسرة فعال جدا في استيعاب هذه المواضيع التي ينظر إلى نضوج الفتاة الجسدي دون الاهتمام بنضوجها الفكري.لذلك علينا احترام الفتاة و أن نعطيها مساحة كبيرة للنضوج بكافة مراحله لأنها ستكون مستقبلا مسؤولة عن أسرة و أطفال و تساند الرجل في محنته و أيامه القاسية و نلغي من قاموسنا مفهوم العنوسة الذي يدمر الفتاة نفسيا و اجتماعيا.
رأي آخر..
و تتابع السيدة شفيعة سلمان إعلامية و تربوية أن النظرة للفتاة العانس تختلف بين المجتمعات وبنسب متفاوتة ووفق معايير وثقافة كل منها وبالنسبة لسورية ومع توسّع وتعمّق ثقافة معظم الأسر في المجتمع أصبحت النظّرة إلى العانس أفضل من ذي قبل إلى حدّ واضح نوعا ما ، ولكن هذا يبقى وفق كلّ بيئة مجتمعيّة، فالأسرة المثقّفة لاتخلو نظرتها من الإيجابيّة التي تساند الفتاة في قراراتها وخصوصاً في حالة عدم التّكافؤ بينها وبين المتقدّمين لها، أما في الأسرالفقيرة ماديّاً وثقافيّاً يحدث العكس.فقد يشعرونها بالدّونيّة، والنقص ويصفونها بصفات جارحة ومحطّمة لشخصيّتها تدفعها في معظم الحالات إلى الهروب و الانعزال عن المجتمع الذي حمّلها ذنب لم تقترفه و تضطر غالبا للقبول بزواج غير متكافئ في النهاية للتخلص من كلام الناس و لومهم.
مقترحات :
و برأي د. سلمان أنه لا بد من التّشبيك بين مختلف المؤسّسات ، لنشر ثقافة المساواة بين المرأة والرّجل، والعمل على ترسيخها من خلال تربية الأسرة لأبنائها تربية سليمة منذ الصّغرترفع مستوى تقدير الذّات لديها.إضافة إلى تحصين الأنثى بالعلم والانخراط بالعمل الوظيفي مثلها مثل الذكر تماما.وإفساح المجال لها للانضمام إلى منتديات متنوّعة ، وممارسة هواياتها .