
المرأة مجتمع بأكمله فهي له نص ونصف أخر يتجذر في مجالات الحياة كافة
وأن تتنادى سيدات سورية للحديث عن شأن يخصهن فهذه حالة تستحق التوقف مليا
من هنا كانت مبادرة المؤسسة السورية الحضارية بإقامة ورشات عمل في المحافظات السورية
وفي 6/1/2018 كانت الورشة في فندق سفير حمص لسيدات من مختلف المشارب وشاركتهن سيدات قدمن من طرطوس واللاذقية ودمشق .
وقبل الخوض في مجريات الورشة لابد من قول كلمة تخص حمص وسيداتها اللواتي كن الانموذج في الصمود والصبر وتحدي الصعاب واعادة الحياة الى مسيرتها الطبيعية في مدينة ارادوها مدينة ارهاب وخراب وقتل
ليس تجميلا لفظيا فقط بل هي الحقيقة فحمص واسطة العقد السوري وواسطة النبض الحقيقي عادت بحلتها البهية امانا وعملا ومحبة
في الورشة التي حملت عنوان ( تعزيز دور المرأة السورية ) تنوع الحضور النسائي لجهة التوزع الجغرافي والعمري والانتماء الثقافي والفكري وتضافرت الجهود لاقامة الورشة التي دعت اليها المؤسسة السورية الحضارية ومؤسسة بالميرا لرعاية
المرأة والطفل بالتعاون مع "جمعية بابل التنموية"والتي جاءت اولى الورشات التي تقام في مدينة حمص منذ اندلاع الحرب
افتتح الورشة الاستاذ باسل كويفي رئيس المؤسسة السورية الحضارية الذي تحدث عن خصوصية هذه الورشة في مدينة المحبة والسلام والتآلف حمص العدية والعصية على الإرهاب المدينة التي نهضت من جرحها لتبلسم جرح الوطن وتنشر المحبة والاصرار على تقديم ما يخدم الوطن الغالي سورية
وكان لرئيسة مكتب المنظمات والمرآة في المؤسسة السيدة إخلاص غصة كلمة عبرت في مستهلها عن فرحتها بهذا الحضور اللافت لسيدات حمص وسعادتها لعودة حمص سيدة الفرح والعطاء حمص التي تحدت كل الصعوبات وهزمت الخوف وعادت تنبض بالحياة لتكون مدينة العمل الدؤوب الذي سيثمر نتاجا طيبا على الجميع , كما ذكرت ان هذه الورشة هي الثالثة بعد ورشتي دمشق وريف دمشق كما سستابع المؤسسة اقامة الورشات في باقي المحافظات السورية كمااعتبر رئيس "جمعية بابل" ربيع خضور، أن دور المراة كبير في الدولة والمجتمع، وقال: إن "المرأة إذا مات عقلها وذبل، فإن عقل الأمة كلها مات وذبل".
تعددت الطروحات في الورشة وحملت من المصداقية لجهة الطرح من قلب الواقع ووضعت اليد على معانات وتحديات تعاني منها المرأة وكانت هناك مشاركة واسعة في الحديث عن اهم المعوقات والتحديات التي تواجه المرأة من منظومة العادات والموروثات -الى المعوقات الاقتصادية وما خلفته الحرب من واقع جديد وتحديات اضافية لابد من وضع حلول لها لتنطلق المرأة في مضمار الحياة مشاركة فاعلة في بناء الوطن بانسانه وكيانه ومؤسساته التي تنهض بالمجتمع باكمله
كما تم الحديث عن ضرورة تعديل القانون بحيث يصبح اكثر عدلا للمرأة كما توحدت الدعوات لاقامة ورشات تأهيلية للمرأة لمساعدتها في اقامة مشاريع تكون داعما اقتصاديا لها إضافة الى التركيز على تامين السلام والأمان لها ووضع الحلول المناسبة للحالات الطارئة بسبب الحرب
وفي ختام الورشةتم الاتفاق على عقد اجتماع متابعة للورشة بتاريخ 20-1-2018، في مقر "جميعة بابل" بشارع الحضارة من أجل تكريس العمل المشترك ما بين المشاركات.
الجدير ذكره أن "المؤسسة السورية الحضارية" هي مؤسسة تنموية تعنى بالقضايا التنموية وتقديم الخدمات الإنسانية، الخيرية والصحية، وتركز على معاناة الأسرة السورية قبل الأزمة وخلالها وآثار النزوح الداخلي والخارجي، وتستهدف تعزيز التماسك الاجتماعي،
نفحات القلم