.jpg)
.هل سيتـخذ المعارضون " سوتشي " طريـقاً للغــفران ؟…
….لماذا لم يستفيقوا طوال سنـين المـوت اليـومي المـجاني ؟ .
…هل يحقق المعارضون بالديبلوماسية مالم يحققونه بالحرب؟…
المحامي محمد محسن
ندرك بل يجب علينا أن ندرك ، ان دول العدوان ستمارس جميع الأساليب لتحقيق غاياتها الخبيثة العسكرية والسياسية ، وكذلك هو موقف المعارضات لأنها كانت رديفاً لمعسكر العدوان ونصيرا ، فدول العدوان لم تترك سبيلاً إلا وسلكته ، ولا أسلوباً قتالياً إلا واستخدمته ، حتى أنها ابتكرت أساليب جديدة في هذه الحرب النموذج الفريدة من نوعها التي لم يحدث مثيلها ولن يحدث ، لم تترك دولة حليفة أو تابعة في القارات الخمس إلا وجندتها ، كما استنفرت الطابور الخامس في داخل الوطن والذي سمي [ المعارضات ] ، وشكلت ممالك الرجعيات العربية رأس الحربة المسموم ، بالتعاون مع تركيا التي تحلم بعودة السلطنة العثمانية ، ولم تترك مسلماً ، غبياً ، متعصباً مغلقاً ، وهابياً كان ، أو اخوانياً ، أو من جماعة " أبو الأعلى المودودي " أو من حثالات المجتمعات الاسلامية المرمية على حوافي الشعوب الغربية والشرقية ، إلا وجندته وحشاً قاتلاً في حربها المجنونة ، حتى أنها استخدمت المعارضات السورية بشتى مشاربها والتي كانت تعيش في ظهرانينا ، خنجراً مسموماً يغوص في صدر الوطن ، ولم تترك صندوق مال نفطي ، أو [ صندوق زكاة مخصص للفقراء ؟ إلا وأفرغته ( لصالح قتل الفقراء ) المسلمين وغير المسلمين لإراحتهم من هذه الحياة التي لم تعد تطاق ، والتي يقودها شيوخ الفتنة والقتل ، الذين قاموا بحشو عقول الفقراء الجهلة ، بخرافات وأحاديث مزورة ، جيلاً بعد جيل ، وهم بدورهم يلقنون تلك الأحاديث الملفقة والخرافات إلى أبنائهم ، حتى تخرج من تحت أيديهم أجيال فاقدين لإنسانيتهم وباتوا كالوحوش القاتلة ـــ فكانوا الارهابيين ـــ .
.
فكيف بهذه الدول التي قادت الحرب لسبع من السنين ، وهي تدخل العام السابع ـــ لكن بأمل أقل ـــ ، كيف لها أن لا تستخدم المؤسسات الدولية والهيئات التابعة لها لتحقيق مالم تستطع تحقيقه بالحرب ؟ ، تلك المؤسسات التي تسيطر عليها أمريكا سيطرة كاملة ، وتدين لها بالولاء والطاعة لأنها هي التي تمولها ، كما وتعمل مخابراتها على شراء العاملين فيها ، وستتخذ من هذه المؤسسات الدولية ، في جنيف ، " وأستنه " و " سوتشي " طريقاً لعودة المعارضين العملاء إلى الوطن المثخن بالجراح ، بعد أن فشلوا في حربهم ، لذلك يحاولون أخذ ما لم يتمكنوا من أخذه بالحرب عن طريق الديبلوماسية ، وذلك بعودة المعارضين إلى الوطن الذي خانوه في أيام الموت الزؤام ، لتشكيل طابور خامس مع الخلايا النائمة ، ومع معارضي الداخل الذين شكلوا هيئة التنسيق التي يقودها الاخواني حسن عبد العظيم ، تحت لافتة المعارضة الوطنية ، والتي ضمت تحت أجنحتها كل المتعصبين الطائفيين ، والحاقدين ، الذين كنت قد سميتهم في مقال سابق [ الانتظاريين ] .
.
من هنا يمكن أن نقرأ " سماكة جلدة وجه ديمستورا " الذي استمر في مهماته ليُستخدم كعراب في عملية اعادة تصنيع المعارضين ، لعله يؤهلهم لدخول الوطن من خرم الإبرة الديبلوماسية ، الذين لم يتمكنوا من دخوله على ظهور داعش .
لذلك ولما لم يعد ممكناً أن تجتمع دول معسكر العدوان لتتقاسم الكعكة ، ولتناقش المسألة السورية بشكل مباشر ، بعد خسارتها لحربها القذرة ، دفعت كل دولة من دول العدوان القطيع الذي تموله من المعارضين ، ليمثلها وليدافع عن مصالحها ، بعد أن حددت له " خط الفلاحة " الذي لا يجوز أن يحيد عنه من جهة ، ومن جهة أخرى ، البحث عن مخرج للمعارضين أنفسهم يلملم بعضاً من خيباتهم من جهة ثانية ، بالرغم من أن قائد الديبلوماسية السورية المحاور الوطني السيد الجعفري ، وجه كلامه أكثر من مرة إلى دول العدوان قائلاً : [ بدلاً من أن ترسلوا المعارضين ليمثلونكم وليدافعوا عن مصالحكم ، تعالوا لنتحاور معكم مباشرة ] .
.
، والمؤسف أكثر ـــ وقد نبهت لذلك منذ سنتين ـــ أن المحاورين السوريين لم يعترضوا على عبارة [ مفاوضات ] ، بدلاً من عبارة [ حوار ] لأن الحوار يتم عادة بين المعارضات وحكوماتها ، أما عبارة " مفاوضات " فهي تستخدم لحل الخلافات بين الدول وبذلك تكون عبارة " مفاوضات " عبارة ملغومة ، لأن دول العدوان تقصد من وراء هذا التعبير اعتبار " المعارضين " دولة موازية للدولة السورية الشرعية ، وهذا ينال من كرامة الهوية الوطنية ، ويمكن أن نقيس هذا الالتباس المقصود على ما جاء في القرار الأممي الذي صاغته بريطانيا سابقاً ، كحل للصراع القائم بين العرب واسرائيل ، وكانت قد استخدمت تعبيراً ملغوماً هو ( الانسحاب من أراض محتلة ) ، بدلاً من التعبير القاطع والجازم ( الانسحاب من الأراضي المحتلة ) وهذا الالتباس المقصود ألحق ضرراً في تفسير القرار مما ألحق ضرراً بالحقوق الفلسطينية , ونأمل من السيد الجعفري المحاور الكبير أن يسجل اعتراضه على هذا التعبير .
.
نعم اجتمع في سوتشي عدد كبير من المعارضين ومن كل ألوانهم ومشاربهم ، والدول التي يمثلونها ـــ منصات ، وأفراداً ـــ إلا حزب الاخوان المسلمين الذي يدعو إلى اعادة السلطنة العثمانية لتحكم دولة الاسلام ، هؤلاء عادوا من المطار ، بحجة أن العلم الوطني مرفوع فوق منصة المؤتمر ، وهم يريدون أن يرفع العلم التركي وإلا فليكن علم الانتداب الفرنسي ، وللحقيقة كانوا صرحاء أكثر من الباقين ، إذ أفصحوا عن خروجهم من تحت الراية الوطنية ، ، وأكدوا بكل وقاحة أن الوفد التركي هو الذي يمثلهم ، أما الكثير من المعارضين الذين حضروا ، لم يفصحوا عن الدول التي يتخادمون معها ـــ والتي منها الراتب ، ومنهم التبعية ـــ ، ولكنهم يجب أن يعلموا أننا نعرف من يمثلون .
أعداد بالآلاف اجتمعوا في " سوتشي " المنتجع الروسي الجميل ليوم واحد ، أصدروا بياناً ، نص على مجموعة مبادئ رئيسية ،
……………………ولكن المهم أنهم أكدوا على : .
[ يحدد الشعب السوري مستقبل بلاده ، بشكل مستقل ، وبطريقة ديموقراطية ، عبر الانتخابات ، ويمتلك الحق الحصري في اختيار نظامه ، السياسي ، والاقتصادي ، والاجتماعي ، بدون ضغوط خارجية ، او تدخل ] انتهى الاقتباس .
هذه الفقرة تجمل كل المناحي الوطنية ، وكل ما ورد بعدها يعتبر من النوافل . ولو كان فيه بعض الزيغ .
.
اذن هل كنا بحاجة إلى هذه الحرب ؟؟ التي استشهد فيها مئات الآلاف من السكان ودمرت البلاد والعباد ؟ ، وهل كان جمال سليمان ، وميشيل كيلو ، وهيثم مناع ، وجورج صبرة ، وحسن عبد العظيم ، ـــ ومن لف لفهم ـــ ولن أخرج قدري جميل الشيوعي المتطرف من الحلبة ، هل كانوا يعتقدون أن داعش ستحقق لهم آمالهم وطموحاتهم وتشبع أحقادهم ؟؟؟؟ ، وبعد انتصارها ينقلون لنا [ التجربة السعودية الديموقراطية " السوبر" بكل حيثياتها ] ـــ نسخة كوبي ـــ من خلال ولي عهد السعودية محمد بن سلمان ؟ ؟!!. محمولة على ظهور قطعان داعش المنتصرة ؟ ، التي استولدتها السعودية وأشرفت على تربيتها أمريكا ؟؟!!
لماذا انتظروا سنوات سبع حتى آبوا إلى رشدهم ؟ لماذا لم يقفوا مع وطنهم ضد داعش ، التي كانت تشكل خطراً على العالم وليس على سورية ، تعالوا لنتخيل أن [ داعش قد ربحت الحرب !! ] التي كانت اداة بيد دول معسكر العدوان لتحقيق مصالحها وغاياتها ، فماذا كان سيحدث ؟؟؟!! هل هناك عاقل في الدنيا يقف مع داعش ضد وطنه ؟!! ولو كان متفرجاً ؟!! ، وهو يسمع ويرى داعش تقتل شعبه؟؟. ……….لو كانوا وطنيين لماذا انتظروا حتى الآن ؟؟ !!
……..لماذا لم يعلنوا توبتهم إلا بعد أن ظهرت الغلبة للجيش العربي السوري وحلفائه ؟؟!!.
هل يمكن أن نعتبر توقيعهم على بيان " سوتشي " بمثابة طلب للغفران ؟؟ !!
بكل صدق وبدون مبالغة أو تهويل : لا أدري كيف سيعودون هؤلاء إلى سورية ، بعد أن عايشوا يوميات الموت المجاني ، وكيف ستكون وجوههم وهم يسيرون في شوارع الوطن الذي كان وطنهم ، ألا يخجلون ؟ ، ولكن أعتقد أن " شرش الحياء " قد غاب عن جبهاتهم .
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يخجلوا عندما اضطروا للمشاركة في انشاد النشيد السوري ، عند افتتاح المؤتمر ، هل من خرج على وطنه من وطنه ، وراح ينتظر حسم الحرب لصالح الدول التي تموله وتؤمله ولو على يد داعش ، الكل يعلم أن الحرب الأخيرة كانت بين الجيش العربي السوري وأصدقائه وحلفائه من جهة وبين داعش ، لماذا لم يبادر هذا المعارض المتنطح الجهر بموقفه إلى جانب جيشه ؟ ، فما دام لم يفعل وبقي ينتظر حتى تكشفت هزيمة داعش ، وكان قد بح صوته وهو ينادي بتغيير النظام السوري ، فهل سيشفع له انشاده للنشيد العربي ؟؟، هل يشفع له هذا ؟؟؟.
.
نعم كل من لم يعلن موقفه إلى جانب الجيش العربي السوري في حربه مع داعش قولاً أو فعلاً ، وكان عاقلاً هو حاقد على الأقل والحاقد لا يبني وطناً ، فليس مقبولاً من أي مواطن أن يتخذ من فساد أجهزة الدولة مبرراً لموقفه السلبي ، فكيف بالموقف العدواني ؟ . حتى مهما كانت الأنظمة فاسدة ، لأن المنطق العقلاني ، والسياسي ، والموضوعي ، كلها تؤكد على : أن التضامن مع الدولة حتى ولو كانت فاسدة لقتال داعش المتوحشة وأخواتها والدول الراعية لها ، هو الموقف الوطني الصح ، لأنه التناقض الرئيس ، أما التناقض مع الدولة مهما كان كبيراً فهو يقع في المرتبة الثانية ، [ هذا كان موقفي ولا أباهي اذ قلت : أن ما تعرضت له من سجن ، وتعذيب ـــ عشرون جلدة وأكثر ـــ ، وتجويع لأسرتي ، قل من تعرض له ، ولكن ترفعت عن كل الجراح ، وأعلنت موقفي منذ اللحظة الأولى للعدوان إلى جانب وطني ، لأن الوطن أهم من أي فرد مهما كانت قدرته وموقعه ]













