المهندس عبد الله أحمد
نكتب ….
لا أعرف …في ردة فعل نكتب .. أم في حالة بوح ..أو في رؤيا نرسمها في كلمات لعلها توقف موت الاجزاء المتألمة فينا ….
المأساة تفجر الطاقات و تجعل للفكر المتمرد صحوة ..فينطلق الابداع الخلاق في كلمات …الا في الشرق تبقى حبيسة سجينة ومهجورة !
نسأل كيف وصلنا الى الهاوية …كيف سقطنا…أو هل كنا اصلا واقفين يوما بعيدا عن الهاوية في آن؟
سقطنا في هذا الشرق رغم حنان الامهات وعطف الاباء كما يقال …سقطنا رغم المدارس والبرامج والندوات والخطابات وبرامج الترفيه ..وارضنا الخضراء .وبرامج المسابقات واختبارات الذكاء ..وبرامج الاثارة والايحاءات ..والراقصات …وتوم وجيرى …وتوغل فينا التسلط والفردية والانانيية …ولم نقرأ ..
لم نتعلم أن نبني ..لم نتعلم كي نفهم …فالضباب يلف رؤيتنا ..فقد تعودنا أن نمشي مع الريح …الا أن للرياح لعبتها …تلك اللعبة الني لم تكون منهجا في ما مضي مما تعلمنا.
فهل نكتب …رغما الفشل الجاسم على صدورنا……نكتب … نتعلم كيف نفك الحرف ونقرأ ؟ هل نكتب كي نبحر في المعنى وما اسمى .. وهل تبقى من فرص كي نكمل؟
في الشرق ..قرأنا عن العلوم ولم نبحر فيها …ولم تسعفنا الفلسفة والاديان في الوصول فالطريق غير معبد ..وليس كل من سار على الدرب وصل.. فمعظم الدروب في هذا الشرق توصل الى الهاوية ..لم نعتبر من الحروب ولم نسأل للحظة …لماذا يطمع الكل فينا ..ما السر! أهو مصادفة الزمان أو المكان …أو في الابعاد الاخرى التي قد تؤدي الى السماء! ..أما أن ألامر مجرد حالة وكفى …صدفة جعلتنا في أرض فيها كنوز ومنها بوابات عبور الى بعد لا محدود …
فالثررة لا تنضب في أحشاء أرض المشرق والسماء لم تبخل برسم كل الفصول ..الا أن الثروة والموقع والقدسية والاديان …والنفط …واللغات والاحرف والارقام لم تنفعنا ..نعبث نلهو..في توق الى زمن الفوضى والغزو في أحضان الصحراء الاولى…
رسمنا في لعبة صف الكلماء الخواء …ولم نخلق منها دروب بقاء .. تتناثر كلمات هنا وهناك تختطفها مخلوقات غريبة كتعويذه في غابة حبلى بالمتاهات تلف المكان بتباشير الفناء ..
تحدثنا عن الهوية …والقومية …والدين …والعدالة …والحب ..وصرخنا …وفرحنا وبكينا …وتوعدنا ….الا في معنى الكلمات واثرها ولا في الفعل الخلاق…فنحن في حالة سكر او في نشوة… لطقوص التحضير لمراسم الغيبوبة .
ألانا …نشوة القوة الفردية الوهمية …..ضياع الهوية …وهم امتلاك الحقيقة …الكبت المتأصل….. الكره والنقمة على كل شيئ …نجحنا في الادعاء وفشلنا في لمس الحقيقة ..
جميعنا فشلنا ..وغرقنا …علينا أن نعترف بذلك .. ليتحرر العقل…لكي نبني مجتمعا بهوية بضوابط محكمة تجمعنا…..وعندها يكبر الانتماء..ونبقى ..ونكون كما يجب نكون ..وكما نستحق …