أَشْرَقَتْ شَمْسُ صَفَرْ
أَشَرَقْتْ .. مِثْلَ شَهِيْدٍ
…………. نَزَفَتْهُ كَرْبَلاء..
لَمْ يَزَلْ فِيْهِ وِرِيْدٌ
…..نَازِفٌ مَرَّ الزَّمَانْ.
وَارْتَقَتْ ……
…….. ثُمَّ .. انْحَنَتْ ….
جَمَعَتْ كُلَّ الْحَرَائِرْ
مِثْلُ زَيْنَبْ..
… نَشَرَتْ كُلَّ الضَّفَائِرْ
ثُمِّ قَالَتْ :
……….. أَنَا أُمُّ اليَاسَمِيْن
مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ أَكْتُب
……. خَبَرَ النُّوْرِ المُبِين ..
وَأَنَا أَهْدي السَّبِيل
وَالصِّرَاطَ المُسْتَقيم
……… مُنْذُ هَابيلَ الضِّيَاء
………………. لَمْ تَزَلْ تَبْكِي السَّمَاء
فبَكَتْ ..
………. ثُمَّ انْحَنَتْ ….
…………. لِتُقَبِّلْ …. يَدَ أُمٍّ ثُكِلَتْ .
………….
ـــ فِي لَيَالِي الزُّوْرِ:
………… إبْنِي صَلَبُوهْ.
ــــ يَوْمَ اشْتَبْرَقَ:
……….. إِبْنِي قَتَلُوهْ .
وَأَنَا…. :
أُمُّ زيدَان النَّدَى
أُمُّ نَذْرٍ … والْفِدَاء
أُمُّ مَنْ لَبَّى النِّدَاء
يَوْمَ طَفٍّ ..
…… فَسَعَوْا كَيْ يَذْبَحُوهْ .
صَمَتَتْ …
ثُمَّ بَكَتْ …..
لَبِسَتْ … أَثْوَابَ غَيْمٍ
…… وَانْحَنَتْ ….
………… لِتُقَبِّلْ …. يَدَ أُمٍّ ثُكِلَتْ .
…………….
أَشْرَقَتْ مِثْلَ شَهِيدٍ
جَمَعَتْ كُلَّ الْغُيُومْ
مِثْل مِنْدَيلِ حَرِيرٍ
نَسَجَتْهُ الرِّيْحُ فِي يَوْمِ مُحَرَّمْ
مِنْ غُيُومٍ شَاكِيَاتٍ … بَاكِيَاتْ
وَسَبَايَا ….. وَالِهَاتٍ مُسْفِرَاتْ
كُلَّ يَوْمٍ تَنْحَني بَيْنَ يَدَيْهْ
وَتُقَبِّلهُ طَوِيلاً
…. قُبْلَةَ الأُمِّ الشَّغُوفْ
وَكَمَا الدِّيْمَةُ… تَبْكَي …
… حَتَّى لاتَنْسَى الطَّفُوفْ
وَتُصَلِّي كُلَّ فَجْرٍ …
حِيْنَ إِدْبَارِ النُّجُومْ …
فَإِذا مَا أَدْبَرَتْ ..
….. سَجَدَتْ..
لِتُقَبِّلْ..
……….. يَدَ أُمٍّ ثُكِلَتْ ……
عماد الدين عمار