المواجهة والارض الملغمة
المهندس عبد الله احمد
من الواضح اننا نشهد تصعيدا خطيرا اشبه ما كانت عليه الامور في عام 1937 ، ولا ضمانة بأن يضبط هذا الصراع وفق حسابات دقيقة كي لا ينزلق الى مواجهة ما بين الدول النووية اي روسيا والولايات المتحدة ، فمفهوم الحسابات الدقيقة لا يمكن ان يضبط في ظل بيئة صراع معقدة وحسابات ضيقة في مختلف مناطق العالم وبالاخص في سورية او في اوكرانيا …
وبغض النظر عما ينتج عن مجلس الامن اليوم ، فمن الواضح ان ادارة ترمب تدفع باتجاه التصعيد الخطير ، فمستوى التحريض على سورية وحلفائها كبير جدا وخطير ، والذريعة "اي استخدام السلاح الكيماوي " برمجت لتحريض الرأي الغربي من اجل مقامرة جديدة …واصبح من المؤكد ان ادارة ترمب سوف تنتهج استراتيجية تصعيدية ضد سورية وحلفائها ، والهدف الاساسي هو عرقلة الانتقال بالعالم الى توازن جديد يحجم نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة والعالم ..
و الاسئلة المشروعة هنا هل تقوم الولايات المتحدة بالاعتداء على سورية مباشرة وتخاطر بمواجهة مع روسيا ؟ وهل يمكن ضبط او الحد من تصاعد المواجهة الى درجة تؤدي الى استخدام السلاح النووي ؟
أما أن المواجهة ستكون ما بين حلفاء الطرفين ، حيث يقوم كل طرف بتمكين حلفاءه في هذه المواجهة ؟
وما هي اوراق واشنطن في المواجهة بالوكالة ؟ هل ستدفع الكيان الصهيوني او تركيا الى مواجهة مع سورية وايران وروسيا ؟
المعطيات ومسار الاحداث تشير الى أن الولايات المتحدة لن تسلم ببساطة بتراجعها كقوة وحيدة مهيمنة على العالم وانها سوف تسعى الى الحفاظ على هذه الهيمنة ، ومن جهة اخرى فان روسيا وحلفائها قد وصلوا الى مسار يؤسس لانتصار يقضي على الهيمنة الامريكية الاحادية في الشرق الاوسط والعالم …وانه من الصعب الوصول في هذه المرحلة الى تسويات تضبط المسارات الجيوسياسية في المنطقة والعالم .
وعليه فان جميع الاحتمالات اعلاه واردة …واعادة ترتيب النظام العالمي الجديد يتطلب مواجهة ومن ثم تسويات وضبط ..
والانتصار يتطلب التحضير لمواجه كافة السيناريوهات باستخدام كافة اساسيب الحرب التقليدية و السياسية الحديثة ودور الاعلام مهم جدا، وليس مطلوب التغطية والتحليل فقط من اجل التحليل والتغطية لاحداث آنية، وانما ضمن منهجية ورؤية تخدم تحقيق ألاهداف الاستراتيجية في ظل المواجهة في ارض ملغمة و بيئة معقدة .