من خلال مسيرته الطويلة والمدركة لما حولنا في واقع بات اشبه بخيوط عنكبوت كان لديه ما يسره لنا في اكثر من مجال عام وتخصصي ولدينا ما نود طرحه مما يشكل هاجسا لدى الكثيرين
ضيف نفحات القلم الدكتور والشاعر احمد عثمان المستشار الإعلامي للموقع
من وحي الواقع ما تقييمك للعمل الإعلامي بشكل عام ؟والإعلام السوري بشكل خاص؟
بالحقيقة أنا شخصيا أشعر بان فيضانات جارفة في هذا العالم راحت تسحق العقول باستثناء القليل القليل منها تنفع كرتنا الأرضية , وللأسف مئات الآلاف المحطات الفضائية ومثلها من الصحف والمواقع الالكترونية وسيل كبير جدا من مواقع التوصل الاجتماعي التي أصبحت وسائل إعلامية أيضا وسخرت نفسها لتكون أدوات للحروب والدمار … دمار الإنسان أولا وهذا محزن بالحقيقية أن يذهب كل ما ذكرنا بهذا الاتجاه , فالإعلام بدلا أن يكون وسيلة لتطوير البشرية راح مسخرا لقتل الشعوب هنا وهناك وأما عن إعلامنا السوري وفي خضم الحرب الطاحنة على سورية بدأ يقفز بنوعية ممتازة إلى الأفضل, بغض النظر عن وجود بعض الأفكار الخشبية لكن بالشكل العام الإعلام السوري مع قلة الوسائل وقلة الفضائيات واستطاع أن يواكب وينتصر واستطاع أن يمتلك الفضاء بشكل ممتاز , وقد بدأنا نلمس بكثير من مفاصله تطورا ملحوظا, تمنياتي له مزيدا من التألق والمواكبة لأفضل التطوير. وسنبقى عين الحقيقة كالشمس التي لا يخبأها غربال
_ ما لذي حمله الإعلام الالكتروني من ميزات ايجابية وما مثالبه؟
أنا بكل صراحة أخشى هذا الإعلام لأنه سلاح ذو حدين , لا أخشى على نفسي لكني أخشى على المجتمع منه لان الكثير من المواقع الالكترونية غدت انتهازية وثقافتنا لم تستطع احتواء هذا المفهوم حتى الآن, حيث راح مجتمعنا يتناول منها الإثارة بدلا من الحقائق التي تستند إلى التوثيق , ايجابية هذه المواقع تكمن في سرعة نقل الخبر لكل فرد وهنا تكمن الخطورة والوجع حيث نرى كيف الأفراد يتناقلون خبرا بلا توثيق وبعد حين يكون الخبر صادر عن مغمور يكتب عن تمنياته السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية …. الخ فهنا تكمن ثقافتنا باحتواء مفهوم الإعلام الالكتروني.
وأما لو طلب مني أنا شخصيا وضع قوانين ناظمة للإعلام بشكل عام, كنت أولا أطالب بعدم وضع قوانين إلا من أجل الإدارة وليكن الإعلام مهني وصادق وحرفي بعيدا عن الفنتازيات . وربما نحتاج للرقابة من أجل عدم السماح للانتهازيين أن يشيبوا الصفاء الإعلامي, بالتالي أنا أفضل أن أدرب الإعلام على الصدق واستخدام حرية الإعلام بمنطقية. وهذا يجري على كل وسائل الإعلام الالكتروني والصحافة الورقية والمحطات الفضائية.
_ يقال في ظل انتشار الفضاء الافتراضي بات الأدب ساحة مباحة للغث والثمين . ما قولك؟
هذه حقيقة لا مفر منها, نحن لدينا حقل كبير ونجد فيه من كل أنواع النباتات من زهرة النسرين وشقائق النعمان إلى شوك الدر دار ووووالخ وأنا شخصيا أعتبر أنه حق لكل إنسان أن يقول ما يشاء ولنا الحق بما نختار هكذا هي المعادلة لا نستطيع منع من يشاء القول لكن لنا الحق باختيار ما نريد, والأصيل سيؤخذ والغث سيموت كما مات غيره.
البعض مما لم يجد طريقا للمنابر أو الصحف الصفراء , يثنى بشدة على مواقع التواصل.
ما وجهة نظرك في ذلك؟
مع كل أسف أن هناك أشخاص يستحقون أن ترفع لهم زاوية يومية في الصحف الصفراء لكننا لم نقرأ لهم حرفا , طبعا الأسباب متعددة وأسوأ سببا هو أنه ليس له يد طولى في هذه الصحيفة أو تلك, حيث أن المتنفذين فيها يعتبرون أنفسهم جهابذة عصرهم والذي يحق لهم لا يحق لغيرهم, فيموت نتاجه على رصيف بارد ويكون خسارة لنا ويروح هذا الكاتب أو الشاعر معتكفا لركن في بيته يصب جام غضبه على أوراقه التي يركنها على رف مكتبة بالية في غرفته . ولكن يوجد البعض راح باتجاه المباح والمتاح حيث وجد المتنفس له هذه المواقع لينثر ما يشاء غير مبال واعتبرها المنبر الذي يبوح عن ما بداخله ولذلك من الطبيعي لابد له أن يثني عليها فهي رئته . فحري بنا أن نحتضن كل المواهب ونصقلها لتكون ثمرة طيبة في مجتمعنا الثقافي.
_ في ظل المتغيرات التي شهدتها المنطقة بشكل عام , وسورية خصوصا, وجدنا مواقف وآراء متباينة حول دور الأدب .
ما لذي تضيفه لنا في هذا المجال؟
برأي التباين لابد من وجوده وهو حاله طبيعية , لكن عندما يكون هناك قضية فالتباين غير صحيح لان القضية المهمة تستقطب الضمير, ومن هنا يكون الأدب موجه, وهذا أمر طبيعي فإذا وجد رأي مخالف لذلك فيكون منفصلا عن الواقع وهذا شهدناه في الكثير من العقول وخاصة عندما تكون القضية قضية مصير كالوطن مثلا, فلا يجوز تباين الآراء في الوطنية, وقد أخذت المتغيرات في وطننا الحبيب سورية حيز لا يستهان به من توجه الأدب السوري, لأنه من الضرورة أن يكون الأدب رسالة لكل البشر نعبر من خلاله عن انتمائنا لهذه الأرض وهذا الوطن ومن خالفنا بذلك لا أريد أن أقول عنه خائنا بل أقول أن تفكيره غير صحيح.
إن انطلقنا إلى الجانب الخاص من حياتك في مجاليّ الإعلام والأدب,
بما تُخبرنا ؟
أنا أعشق الإعلام وهو متعة كبيرة, لكنني أخشى من ممارسته, وأقف كثير في مفاصل تربكني لأنني أحياننا أشعر بقيد لمجموعة أفكاري, ولأنه لا يسمح لي بالإبحار كما أشاء فلذلك اتخذت من الأدب ملجئا لي كي أترك أمواج أفكاري تلاطم الشاطئ كما تشاء , فأبحرت كثيرا في الأدب (في الرواية أو بالمقال أو شعرا) وسعيد جدا بهذا المضمار لأنني أحقق فيه ذاتي ووجداني.
_نتاجك الأدبي المنثور بين أيدينا الكترونيا هل وجد طريقه مكتوبا بإصدار ما ؟
وماذا عن ذلك
نعم لي أكثر من ألف مقال في الصحف الورقية وتتضمن الفلسفة الروحية وعن الحب والوطن والمجتمع
وقد أصدرت ثلاث دواوين شعرية هي بوابة الشروق _ ووشاح العذراء _ وراحل بلا روح _
وهناك أحد عشر ديوانا لم تنشر بسبب الظروف الاقتصادية التي حاقت بنا نتيجة الحرب القذرة التي شنت على وطننا الغالي وهناك رواية أيضا بعنوان السبيل أيضا لم تنشر ويوجد قيد الانجاز رواية بعنوان الغجرية.
_
هديتك شعرا للموقع والقراء؟
هديتي لكم ولقراء الموقع هذه القصيدة التي أسميتها أبجدية الليل
أبجدية الليل
بصمت يصغي القلب
ساكنا يرتجي ودا
قبل الرحيل
وأنت تبحر ظلما وجورا على قلبٍ
ينتظر قدوم الأصيل
*
هناك أنت في العمق تتعالى
ترزح على هم تصنعه
ونحيب ما عادت تحمله الثكالى
ورحت على قامة الراحل
تنسج أفعالك ارتجالا
*
يا صاحبي
كم من ليلٍ غدا
والجرح يُسقى ملحاً
والآلام مبتهجة بأنين
يرافق بصوته نايٍ حزين
ارحم برحيلك الأشجان
وبعض ٌ من قلبِ اعتكف الوصال
كقلب جنين
هاهي تلك الهمسات
تأبى أن تُطلق والنور
قد أشرف على الزوال
وهاهي الروح تهاجر بلا وجلٍ
تاركة خلفها دموعٌ
وقلب منفطر على الوصال
*
أيا صبح كُن سلاماً على مها جري
وانحني له وبلغه إجلالي
إني والفجر تآخينا ونجم الصبح
وراح كل فينا
يرسل هفهفة روح تعانق الآفاق
لترسم طيفا على الأطلال
شكرا لكم على التفاتتكم النبيلة وتمنياتي لكم بالتألق الدائم.
أجرت الحوارلنفحات القلم : منيرة أحمد