النَّايُ همسي
إنْ كان َ صمتُكِ – يا روحي- على وجَعِ ؟
فالنَّاي همسي , وإحساسي , أيا وجعي!
تألّقَ الحُبُّ في قلبي و باصرتي
فصنْتُ شِعْري عنِ الإسفافِ والبِدَعِ
والنَّايُ بوحي إذا ما الهمُّ عاودَني
والنّذَايُ روحي , وآهُ الصمتِ في سمَعي
تحنو الظلالُ على دمعي تُهدهدُهُ
والشِّعْرُ يحنو , على قلبي مِنَ الهلعِ
إذ يزهرُ البوحُ في بُركانِ عاصفتي
ويُقبلُ الشطُّ ملهوفاً على البجَعِ
وتنثني الروحُ إنْ مرَّ الحُداةُ بها
يا صاحبَ الدّيرِ سلْ لي ربَّةَ َ الوَدَعِ
باللهِ سلْها : وهل في الغيبِ مِنْ خبرٍ
إنْ كانَ يوماً إلى الأحباب ِ مُرتجَعي؟
يا نايُ ! هيمي وإذْما َ شئْتِ فادّكري
عودي حنيناً وكوني بلسمَ الوجعِ
يا نايُ ! عودي إلى وديانِنا عبقاً
عودي حنيناً , وغنّي للحياةِ معي
عودي ابعثينا على أوتارِ غربتِنا
لحناً شجيّاً إلى العلياءِ, وارتفعي
يا روحُ هيمي على الآفاقِ وانعتقي
مِنْ ظلمةِ الليلِ والأوهامِ والبِدَعِ
يا روحُ غنّي معَ الأملاكِ واشتعلي
ورداً وحُبّاً بلا غلٍّ , ولا طبَعِ*
عودي حنيناً كشمسِ الصدقِ تغسلُنا
جهلاً , صديداً وأوغاداً فلا تدعي
ما كان نأيي أيا همي , ويا وطني
إلاّ لأجلِِكِ – يا سمراءُ – أو جزعي
*الطّبَعُ بفتح الباء: الغشُّ