سمير عدنان المطرود
قد زارني ؛
إذ جاء بردُك أيها الصيفُ المخيفُ ؛
كما الخريفُ ؛
بغيبةٍ من ذاكرة ؛
وكنيزكٍ ؛
في ذلك الوقت المعبّئ ؛
بالضجيجْ ؛
قد مرَّ بهول تخوّفي ؛
ألقى السلامَ على السلامِ ؛
مَضى يوزّعُ وَجْدَهُ ؛
أنساكَ وجدكَ يا رصيفُ؛
وما اشتفى ؛
من صوت ذاكرةِ الحَيا ؛
لم أكتفِ أنا من غرامه واشتَفِ ؛
كيف اكتفى ؟
..
نامت على عتباتها ؛
كل الحروف بلا وطن ؛
وتسوّلتْ ؛
ذاكَ الزمن ؛
من قال إن حروفها ؛
من مُرِّ بوحي قد اكتفتْ ؛
حين اعتلتْ ؛
صخبَ الضجيج ؛
وقد نَسَتْ ؛
ورد الحياة معفّراً ؛
متلعثماً ؛
من قال إنكَ ضيِّقٌ ؛
يا عمر عمري في الورود ؛
وَلَوَ أنكَ ؛
قد صرتَ في هذه الحياة بلا ثمن ؛
أو ربما كنتَ الصغيرَ بمدمعي ؛
يا صوتي يكفيك الفراغ ليمتلئ فيكَ الكفن ؛
..
قد صلّى اسمي مرةً ؛ من فوق شفتيها وراحَ ؛
يطوفُ على حرفِ الحياة ؛
وقد نستْ ؛ بالليل أحزان الصباح ؛
بكعبةٍ ؛ من ضوء وجه الياسمين ؛
هذا الحجيجُ يطوفُ في أوجاعه ؛
كالبحر موجٌ من أنين ؛
هبّتْ رياحك من كلام ؛
كنسَتْ حروف الأغنيات ؛ بدفتر الوجع القديم ؛
ومضى إليها واستراح ؛
..
وكوردةٍ نستْ الجذورَ على القصايد نائمة ؛
ثم اختفتْ ؛
من قال إنّي ؛ قد نسيتُكِ وردتي ؛
فوق الملأ ؛
أنا ما نثرتُ حكايتي ؛
ما قلتُ أبدا جنّتي ؛ فقط الكلأ ؛
كل الحكايات التي صارت طعاما للصدأ ؛
قد باعها هذا الحزينُ بدمعةٍ ؛
هي لحن أحزان الحياة ؛
وموطن الألم المقيمِ ؛
إذِ اندلقْ ؛
ماء الحياة على سبأ ؛
..
يا روحي ما جابَ الصدى ؛
حُزنُ المدى ؛
حين العراكُ ؛ بأن موتي مَطْمَعكْ ؛
قال الصدى ؛
يا عمرَ عمري ليتني ؛
لو كان قلبك يسمعك ؛
كل البكاء لفقدِكَ ؛
فمن الذي ؛ ألقى الحروفَ وأغضبكْ .
……..
من مجموعة (تهويمات على مقام الاندثار )