.jpg)
القلم سيحارب الألم
د . ريما الدياب
بعشوائية عمياء ، مرت سنوات الحرب العجاف ، ما بين دمار وهجرة وموت وجراح لا أظنها تلتئم مع الزمان ، فقد لبثنا في ظلام دامس ، وكم نحن اليوم بحاجة إلى بصيص ضوء يخرجنا من هذا الظلام، ويغير واقعنا المرير، وكم نحن بحاجة إلى كسر هذا الواقع وتجاوزه، والهروب إلى عالم آخر ينسينا ما عشناه من أيام مريرة ، حملت في طياتها ذكريات من المحال أن تنسى ، فتأثيرها بات واضحاً في أنفسنا وعقولنا ، وفي مجتمعاتنا التي فسدت بكل ما فيها ، بعد أن تغيرت المبادئ والقيم، وساد البؤس والفقر، وهذا ما جعل شريحة من أفراد المجتمع ترضخ للأمر الواقع ، مستسلمة لما يرسمه القدر، فتحولت حياتهم إلى روتين يومي يمثل تعداداً لأيام الحياة التي ستمضي دون هدف، وجنح نفر آخر من أفراد المجتمع بخياله ليحقق أحلامه وآماله التي طالما رسمها منذ الصغر يبحثون عن حل ينقذهم من هذا الدمار والظلام ، فمهما ساءت الأحوال لا بدّ أن نخرج من هذا الظلام، ولعلّ النور سيكون في مكان ما نبحث عنه، وهذا ما دفع شريحة غير قليلة من الشباب باللجوء إلى السفر والهجرة إلى بلاد صورت لهم الجنة بما فيها من تطور ورفاهية ، فحزموا رحالهم عازمين الرحيل عن أوطانهم وأهلهم ، متناسين ما تربوا عليه ، متجهين إلى بلاد ظناً أنهم سيلاقون الفردوس، وبقيت فئة قليلة من المجتمع تناضل بفكرها ، متمسكة بالمبادئ والقيم ، تحارب بالعلم ، وتناضل بالقلم ، تعيش في مجتمع ترفضه بعقلها ساعية لتغييره بعلمها، وربما لو كانت هذه الفئة تتمثل بشريحة كبيرة لكان الوضع مختلفاً، وكانت بلادنا في نعيم وسلام ، فليت أصوات تلك العقول لاقت الآذان الصاغية واليد المساندة التي تحارب الظلم وتقضي على الجهل .
ويتساءل أغلبنا اليوم ، هل لنا أن نسير في واقع مظلم لا نجد فيه بصيص أمل؟؟؟، نعم نستطيع أن نسير، فالنور ليس ما نبصره بأعيننا، بل هو ما تريه لنا بصيرتنا، فبخيالنا نستطيع أن نتخطى كل الأهوال ونرسم آفاقا جديدة بعيدة عن الأسى والحزن، ونعيش بعالم خاص نخلق فيه من جديد ، ونحلق فيه إلى الإبداع، وبهذا الخيال يمكننا تخطي الواقع فهو يرتبط بفكر الإنسان ، ونستطيع بواسطته رسم صور وابتكارات تسعى بنا إلى الوصول إلى الحقائق والاكتشافات، وقد سعى الكاتبون من أصحاب الخيال الواسع أن يرحلوا بخيالهم إلى عوالم غريبة هادفين أن يوصلوا رسالة بفنهم خطيرة، وقد رسم الكتّاب بخيالهم المجنح، صورة عن أفكارهم المبدعة وعالمهم الخاص الذي خلقوا له الوجود، واستطاعوا تفريغه في وريقات حاملة الخيال الذي يوسم بالإبداع الحر ، إذ أخرجوا بواسطته أفكارهم عن القوالب والضوابط التقليدية، ليعبروا عن أفكارهم بحريّة ، فظهرت مهارتهم بدمج الخيال مع العلم بقالب جديد، فتركوا العنان لمخيلتهم ليرسموا ويخلقوا أعمالاً إبداعية مميزة ، مسلطين الضوء على قضايا أقلقت العصر ، معالجين بفكرهم أهم القضايا السلبية المرتبطة بمخلفات الحرب وفق خيال يسمو فوق سقف التصور.
Normal
0
false
false
false
EN-US
X-NONE
AR-SA
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”جدول عادي”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin-top:0cm;
mso-para-margin-right:0cm;
mso-para-margin-bottom:8.0pt;
mso-para-margin-left:0cm;
line-height:107%;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,sans-serif;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;}













