.jpg)
قلاع وآثار سورية
قلعة القدموس
بنيت على صخرة بارزة كي تزيد من متانتها ، وقدموس شخصية أسطورية ابن أجنور ملك فينيقيا ، ذهب إلى الغرب كي يسترد أخته أوروبا بعد أن اختطفها سيد الآلهة اليونانيين ( زفس ) فتوقف في بلاد اليونان وبنى مدينة ثيبة ( طيبة ) وأدخل إليها الأبجدية وذلك في القرن 15 ق م
والقدموس في القاموس : القديم والقدموسة من الصخور والنساء : الضخمة العظيمة .
ويقال أنها كانت معبداً فينيقياً فمعابد الفينيقيين دائماً في المرتفعات ، وقد تحول المعبد إلى قلعة في العهد الروماني إذ شيد الرومان العديد من القلاع للسيطرة على سكان الجبال المناوئين لحكمهم .
وقد وجد نقش على حجر في جدار الجامع الكبير في طرابلس الشام يحوي كتابات لاتينية ترجمتها :
( ممنوع استيفاء الضرائب من أساقفة وكهان معبد القدموس )
ورثها عبد الملك بن عمرون الدمشقي عن والده الذي كان يعمل لدى آل قراجا في قلعة المينقة .
باعها ابن عمرون الدمشقي لأبي الفتح الإسماعيلي عام 525 هـ 1131 م تخلصاً من الضغط الصليبي ودفع الجزية وقد كانت ديون ابن عمرون للصليبيين مقصودة للسيطرة على القلعة بسبب موقعها وأهميتها . واشترط أبو محمد المينقي لشراء قلعة القدموس أن يدفع الإسماعيليون ثمن القلعة له شخصياً ويقوم الإسماعيليون بحمايته مع أفراد أسرته من أي اعتداء ، وقد حمل أبوالفتح المال مع حامية عسكرية قامت بالإستلام والتسليم في العام المذكور .
ويقول محمد كرد علي في خطط الشام حول امتلاك هذه القلعة : كان لإمتلاك الإسماعيليين قلعة القدموس آثاراً عميقة الجذور بينهم وبين مجاوريهم من المسلمين في الشرق والصليبيين في الغرب لأن كلاً من القوتين كانت تكره أن يظهر الإسماعيليون بقوة ويتهيبون نتائج امتلاكهم أمثال تلك الحصون .
هاجمها بوهيمند الثاني الصليبي عام 1128 م ورد على أعقابه .
فرض عليها الظاهر بيبرس ضريبة باهظة وعين عليها حاكماً مملوكياً بسبب رفض الإسماعيليين استقباله حين مروره فيها ، ثم عاد التفاهم والصفاء والتعاون بينه وبينهم بعد ذلك .
خربها ابراهيم باشا عام 1830 م خلال حملته على سورية .
هاجمها الأتراك عدة مرات وهجروا أهلها وخاصة على يد سليمان باشا قائد الحملة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني ( 1876 ــ 1909 ) م .
جلا عنها الإسماعيليون ثلاث مرات وعادوا إليها وكانت آخر مرة في 12 آذار 1920 خلال الإحتلال الفرنسي لسوريا ولكنهم عادوا إليها في 17 نيسان من العام تفسه .
خارج القلعة مسجد يضم لوحة كتب عليها : ( أمر بتجديد هذا الجامع المبارك المولى نجم الدين وشمس الدين أعزهما الله ونصرهما ) والمقصود نجم الدين الشعراني الزعيم الإسماعيلي في العهد المملوكي . والمسجد لايزال قائماً يؤمه المصلون في البلدة محافظاً على شكله الأثري القديم مؤلفاً من ثلاثة أروقة .
في القلعة بناء عقدي مؤلف من ثلاثة أروقة أيضاً يسميه الأهالي ( مقام سنان ) يبخرونه ويعتبرتشريفة لهم ويعتقد أنه كان مكان إقامة سنان راشد الدين القائد الإسماعيلي الكبير وشيخ الجبل الثالث يختلي فيه بنوابه في القلعة وينقطع للتعبد والمراقبة يساعده في ذلك حاجبه ( دبوس ) الذي اندثرت معالم قبره في أحد الجبال القريبة من القلعة حسب رواية معمري المنطقة . وفي القلعة أيضاً قبو أثري يستخدمه سكانها وبقايا ممر سري وقبو أحد بيوتها الأثرية الذي سجن فيه الأمير اسماعيل قبل أن يرحل إلى جزيرة أرواد ويهرب منها ثم يحصل على عفو مقابل بناء مدينة سلمية كما يسمي سكانها الشرفة المتقدمة من سطح القلعة بـ ( الطيارة ) وفي القلعة خمسة آبار قديمة لحفظ المياه .
يحيط بالقلعة ومجموعة البيوت القريبة منها سور قديم تهدم معظمه واستخدمت حجارته في بناء المنازل ولم يبق إلا الأسماء المتوارثة على ألسنة السكان ( تحت السور ــ باب السور – باب الطاقة وهو موضع يحكى أنه إذا نظر إليه ملسوع من أفعى أوعقرب يشفى ).
وباني سور القدموس المذكور هو أبو محمد المينقي بعد شرائها من ابن عمرون .
وهناك حمام أثري حوله أحد المواطنين إلى منزل ولم يبق من آثار الحمام إلا بعض البقايا .ومدخل عقدي لبعض الأبنية القديمة التي لاتزال قائمة يطلق عليها اسم ( القصابة ) باعتبارها كانت المكان المخصص لذبح المواشي وبيع اللحم .
ونشير إلى أن درج القلعة يرتكز على عقود جميلة يسميها الأهالي ( القواقات ) وربما جاء الأسم ارتباطاً بشكلها ومن مصدر آرامي وقد أخفتها الأبنية الحديثة المجاورة للقلعة عن الظهور من بعيد .
إعداد : محمد عزوز














