م- عبد الله احمد
هل من أمل؟
تتسارع الاحداث ويتفاقم الصراع ، وفي كل مرحلة مخاطر وفرص ، إلا أننا في هذا الشرق لم نعي المخاطر لكي نحولها الى فرص ،فالتحول يحتاج الى فكر ، والفكر يحتاج الى عقل متحرر من اي خليط مبني على اصول زائفة او اوهام .
لماذا نحن في هذا الشرق في حالة انفصام؟ من هاوية الى اخرى ومن ألم وغربة وتشتت الى آخر دون ان نعي الواقع ونبحث عن طريق الخلاص؟ انها ببساطة أزمة فكر .
لكي نرى ونعي المشهد كما هو علينا أن نوصف الواقع ، في السياسة العربية وبنظرة عميقة في المسارات نرى العجب، انها مزيج من التراجيديا والكوميديا ويكفي أن ندقق في المشهد العراقي أو اللبناني او المصري والفلسطني واليمني والخليجي والى حال سورية التي سعى معظم الشرق والغرب الى تدميرها.
في الاقتصاد لا رؤيا ومعظم الشرق في حالة عجز والطبقة الوسطى تنهار والفقر يجهز على ما تبقى من فرصة للتفكير، على حساب نمو الغرائزية وتحول الشعوب الى اشباح تدفها غريزة البقاء الى شريعة الغاب.
في الدراما والاعلام نحن في ضياع تام ، نفتقد الموضوعبة في توصيف الواقع من اجل تغيره ، ونساهم من حيث لا ندري في استمرار حالة العجز ، فهل الحل هو الغرق مجددا في الحارة والقبيلة والبيئة الشامية او المصريه الافتراضية وترسيخ النقل من خلال الاعمال التاريخية المزيفة، والاثارة من خلال اعمال القتل والجنس والفساد ، وهل الاعلام هو نقل الحدث بدون رؤيا ورسالة، أما أن الحالة الانفعالية وردات الفعل المتسرعة هي وظيفة الاعلام ؟
وفي الدين السياسي تكمن الكارثة ، فالمؤسسات الدينية والكهنة في هذه المنطقة الملتهبة، يسيطرون ويسعون الى الاستمرار في غسل العقول وصولا الى تغيب العقل من أجل الاستمرار في انتاج الفكر المدمر،الذي كان عاملا اسياسيا في تدمير وتغيب الشرق لقرون ومازال ؟ هل نحن بحاجة لتلك السلطة الدينية المفترضة وبما تتميز وبأي تفويض أتت ؟ وماذا يعني الافتاء الذي منعة النص الالهي في القرآن!
في النتيجة الشرق يدمر نفسه؟ الجشع والتآمر والكذب والنفاق فالشوراع والارصفة تئن ولم يبقى ممر لكي نمشي أنها الفوضى ، والنظافة في اجازة، وفي القضايا الكبرى الحروب تنهش ما تبقى .
هل هي سوداوية؟ لا أنها توصيف للواقع ..هل نتعرض لتآمر؟ نعم لكننا لم نهيئ انفسنا للمواجهة …
هل من فرص؟ الازمات تصنع الفرص للشعوب الحيه ، وفي سورية تحن أمام فرصة تاريخية من أجل التأسيس لمستقبل يليق بهذا الشرق .
الحرب ايقظت الرجال ونستمر في سحق الارهاب الذي بني على أساس تكفيري مقيت ، الشعب السوري أثبت أنه قادر على المواجهه المستحيلة، والجيش السوري كرس معادلة جديدة في القدرة على مواجهة التحديات بالقوة والعزيمة والارادة والفكر، ولكن مازال أمامنا الكثير لنقوم به .
علينا أن نحرر الفكر ونرسح قيم ومفاهيم لنهوض الامة وبناء الانسان الذي يليق بهذا الشرق العظيم بعيدا عن الافكار والمفاهيم المدمرة .
الايمان بالخالق هي حالة سمو وارتقاء للانسان وحق، ولكن بنمط علماني يبعد الدين السياسي ومؤسساتة وكهنته ، بالتوازي مع مواجهة حرب الافكار لترسيخ القيم الاخلاقية والتحول الى العمل الخلاق، كمقدمة تؤسس لانقلاب الصورة ليس في سورية فقط وانما في المنطقة .
صحيح أننا في حالة حرب وفي مواجهه كبرى إلا أن الارهاب والاحتلال الى زوال، ويبقى علينا القضاء على الفكر الشاذ الممدمر كي نبني الانسان .
لسنا أقل شئنا من الامم الاخرى، بالارادة والرؤيا والوسائل نبني وندهش ونؤسس …فهل من أمل وإن كان الطريق طويلا ؟