شغف جدا … ….. دراميا وإعلاميا ….. له في تاريخ العمل الدرامي تاريخ حافل ….ربما لا يكفينا لقاء واحد به …. هي وقفات سريعة مع مبدع سوري نعتز به ……
من هو ؟؟؟
إنه المهندس المعماري ومهندس درامي سوري .
محمد وقاف مواليد 1966 درست الهندسة المعمارية بجامعة دمشق ومنذ السنة الأولى عام 1994 كنت اتردد على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لوجود أصدقاء لي هناك ، والتلفزيون كان يحمل من الإبهار في تلك الأيام الحد الأقصى عند الجميع وراق لي مااطلعت عليه من طريقة العمل والأستديوهات والفن المتجدد ، فسعيت كي أحظى بفرصة عمل في تلك المؤسسة الساحرة وكان لي ماطلبت وبدأت بنهاية عام 1994 بالعمل كمؤقت بتنفيذ الفترات ثم البرامج ومع تراكم الخبرات في جميع المجالات الرياضية والثقافية والمنوعات قررت الدخول الى الدراما وكنت بالسنة الخامسة عمارة فكان أول عمل عام 1989بسباعية الأيام الصعبة مع الأستاذ علاء الدين كوكش بصفة مساعد مخرج وكانت تجربة مهمة جدا جعلتني اتوجه كليا الى الدراما التلفزيونية . تفرغت بعدها لعدة أشهر كي أنجز مشروع تخرجي بكلية الهندسة المعمارية واخترت مشروع ليس ببعيد عما كسبته من خبرات بالحقل الإعلامي فكان مشروع : تعديل وتوسع مبنى الإذاعة والتلفزيون وقدمت مشروعا متكاملا بحمد الله نظرا لمعرفتي بأدق تفاصيل مكونات العمل التلفزيوني .
وتابعت بالشغف الدرامي وكان التجربة الثانية بمسلسل العروس مع الأستاذ فردوس أتاسي بصفة مساعد مخرج وسكريبت وبعدها أول عمل كمخرج منفذ بمسلسل أبو كامل الجزء الثاني مع أستاذي علاء الدين كوكش واستمر العمل معه بكل أعماله اللاحقة بمسلسل أمانة في أعناقكم وحي المزار وخلال الفترة عملت كمخرج منفذ مع الأستاذ بسام الملا بمسلسل العبابيد وكانت تجربة غنية عام 1995 وبمسلسل الجمل مع المرحوم الأستاذ خلدون المالح وأخرجت خلال تلك الفترة العديد من البرامج الديكو دراما منها برنامج خلق الله والأوبريت المنوعة الدرامية للوطن لتشرين عام 2000 وبعدها سافرت الى سلطنة عمان فبدأت مسيرة الإخراج للمسلسلات الدرامية بعد كم كبير من الدراما الإرشادية والبرامج الإستعراضية .
فكان المسلسل التاريخي الشعر ديوان العرب عام 2006 والذي نلنا عليه الجائزة الذهبية لمسابقة الأعمال التاريخية بالمهرجان العربي بتونس عام 2007 .
عام 2007 بدأت بالكوميديا وسلسلة مسلسل درايش (نوافذ) لأربعة أعوام وأجزاء متتالية 120 حلقة وقد نال الجزء الثالث منه ذهبية العمال الكوميدية بمهرجان الخليج بالبحرين عام 2010 .
وبدأت التحضير لمسلسل تاريخي ضخم عن السيد سعيد بن سلطان تقدمت بفكرته لوزارة الإعلام بسلطنة عمان عام 2008 وانجزنا النص والتعديل للكاتبين السوري الأستاذ محمود عبد الكريم والعماني الأستاذ أحمد الإزكي بنهاية 1910 وعند البداية بدأت أحداث الربيع العربي ( الخريف المؤسف) فتوقف المشروع وبدأت الأزمة السورية فقررت العودة لبلدي .
خلال الأزمة أخرجت عدة مسلسلات منها :
مسلسل روبو وعربو للتربوية السورية عام 2012 .
خماسية كلام بالحب ضمن مسلسل الحب كله لمؤسسة الإنتاج التلفزيوني عام 2014.
مسلسل حكم الهوى لشركة قبنض للإنتاج الفني عام 2016.
مسلسل وهم لمؤسسة الإنتاج التلفزيوني عام 2017 .
مسلسل بوح السنابل لمركز بيروت الدولي عام 2018 .
: هل راضي عن اعمالك الدراميه…
بشكل عام وحسب الظروف المرافقة للأعمال طبعا راضي . فخلال مسيرتي الدرامية وتحديدا بسلطنة عمان كنت أعمل كمن ينحت بالصخر لأني اعتمدت بمعظم المهن على الكادر العماني الذي يفتقر للمهنية ابتداءا بالكتاب الذين تابعت معهم من الفكرة حتى انتهاء النص وقسم منهم كان يكتب للمرة الأولى ولكن يمتلك الموهبة وحتى كادر الإخراج والمساعدين حتى وصلت بنهاية عملي لفريق عمل متمكن تدرب معي بالمسلسلات المتتابعة ووصولا للممثلين فقد أتحت الفرص لمجموعة من المواهب كانت تقف للمرة الأولى أمام الكاميرا وقسم منهم أصبح من أهم نجوم السلطنة .
كل هذا الجهد كان لحبي لعملي وللسلطنة وشعبها الأصيل الطيب . فحققنا نجاحا مبهرا وتركت هناك انطباع جميل دخل قلوب الجميع لأن مايصدر عن القلب يصل ويسكن ويستمر .
وخلال مسيرة العمل في بلدي كانت الأزمة ترمي بظلالها على تفاصيل العمل من شح الإنتاج والظروف الصعبة بالتنفيذ ومع ذلك كانت النتائج مهمة وأدت رسالتها المرجوة منها، ولكن مع بداية التعافي والحمدلله للبلد يجب أن تتحسن الظروف للإنتاج الدرامي ويعود الألق للدراما السورية كما كانت قبل الأزمة إن لم نقل أفضل .
وكيف تنظر للدراما السورية وما ملاحظاتك علﮯ الاعمال المقدمة .
الدراما السورية شأنها شأن كل القطاعات الصناعية والإبداعية السورية .. حتما تأثرت وتراجع أداؤها نظرا للظروف المأساوية التي مرت بها سورية . ولكن ماقدم كان اعجاز نظرا لما ذكر . جميعنا نتمنى أن ترتقي وتعود لسابق عهدها وهذا يحتاج لمقومات أهمها وجود التمويل المناسب وقنوات العرض السخية كي تدور العجلة من جديد . وهذا يرتبط بعودة الحياة الطبيعية والتسوية السياسية العربية والدولية .
ماهي اهم القضايا التي تتمنى ان تتناولهافي اعمالك القادمة وما هي المشاكل التي تعترضك في انجازها
خلال الأزمة بحثت عن الأعمال التي تحمل الحب في طياتها لأننا نحتاجه فكان ( كلام في الحب و حكم الهوى ووهم ) وبمرحلة التعافي والإستقرار مازلنا بحاجة الى جرعات من الحب تعيدنا لحالة الشغف بحب الإنسان لأخيه الإنسان شريكه بالحياة وشريكه بالوطن . وأتمنى أن أقدم الكوميديا الهادفة لنصنع الإبتسامة التي افتقدناها لسبع سنوات .
وأنا أبحث عن النص المناسب كي أقدمه للجهة المنتجة المناسبة .
كلمة اخيرة تود ان تقولها…
أتمنى أن تتضافر الجهود كي تستعيد الدراما السورية ألقها فالخبرات مازالت موجودة والمبدعون كثر وأتمنى أن يعود صناع الدراما (الذين غادروا الوطن لأسباب متعددة ) الى وطنهم وشغفهم كي نتعاون سوية لإنعاش درامانا .
أجرى اللقاء لنفحات القلم : فؤاد حسن حسن