من مجموعته الشعرية الخامسة ( النساء )
رحلةٌ الى السماءْ
الشاعر الدكتور جهاد صباهي
كيف لا أعبدُ اللهَ
والروحُ من أمرِ
خالِقِها
وكيفَ لا أعشقُ الأرضَ
وأمي تسكنُ
باطِنَها
غيابُكِ طالَ يا أمي
ظننتُ أنكِ في رحلةْ
سنواتٌ سبعٌ لم تأتِ
ونحنُ نعيشُ في محنةْ
حياتنا صارت مظلمة ً
تُهنا في
مصائِبِها
وكأن رحلتَكِ غريبةْ
لم تحملِ في يدِكِ
حقيبةْ
زوّادَةَ سفرٍ أو خبزاً
شربةَ ماءٍ أو تَمْراً
لأيامٍ تمرُ
عصيبةْ
هديةُ زواجِك منسيّةْ
محبسُكِ أساورُكِ الذهبيةْ
زجاجةُ عطركِ السحريةْ
ضاعوا في دنيا
عجيبةْ
سُبْحَتُكِ وسجادُةَ صلاتِكْ
دخانُكِ والقهوةُ صباحِكْ
ورودُكِ كنتِ تسقيها
تبتسمُ في القلبِ
حبيبةْ
أذكرُ أني كنتُ شقيّا
ألعبُ مع بنتٍ جنيّةْ
أحببتُها والعمرُ نديّا
أيمكنُ أن أصبحَ نبيّا
وأراكِ بقربي يا أمي
تجمعنا الكلماتُ سوّيا
وأسمعُ منكِ حكاياتٍ
وأفكارٍ سوداء
مريبةْ
ياولديْ
أرى غرباءَ في بيتيْ
داسوا بنعالِهمْ على قلبيْ
على سجادةِ صلاتي على طُهريْ
سرقوا أذكاريْ ومسبَّحتيْ
قتلوا أحلامي ومعتقديْ
سكنوا عقلي صرتُ ضريرةْ
لاأشعرُ ما يجري حوليْ
ولاأملكُ من أمريْ
نصيبا
ياولديْ
نورُالشمسِ بأيدينا حجبناهُ
وضوءُ القمرِ من زمنٍ افتقدناهُ
وطنُ العَربِ من أقصاهُ إلى أقصاهُ
كلفافةِ تبغٍ شربناهُ
بلعناهُ كشربةِ ماءٍ بلعناهُ
وصرخنا إنا عشقناهُ
بلحُ بغدادَ نسيناهُ
توتٌ بالشام ذبحناهُ
شجرُ الليمونِ في يافا
بأيدينا قطعناهُ
وبيتُ اللهِ في مكّةْ
هجرناهُ وخُنّاهُ
اليمنُ يصرخُ من ألمٍ
خدعناهُ وفي الظهرِ طعناهُ
(وبالزنكا)صرخَ زعيمها :
مَنْ أنتمْ ؟
ربيعٌ نحنُ غدّارٌ .. ومكّارٌ
جئنا نحرقُ الأرضَ
ونسرقُ الكَنْزَ
داخلَها
ندفنُ كلَّ ماضيكم
مساجدَكم وحواريكم
فلا فسحةً لأمانيكم
وأغانيكم
جئنا اليومَ
نفرقُكُم .. نشتتُكُم
نُشعلُ نارَ فتنتكم
نقتلُ بالأرحامِ أجنَتَكُم
نغيّرُ وجهةَ قِبلَتِكم
ونلغي اسم محمدكم
بقاياكمْ سنهدمُها
وأهاليكمُ
نقاتلُها
فلا تبكوا ولا تشكوا أمانينا
نساؤكم اليومَ جوارينا
أولادُكم ستحملُ أسامينا
وباسم اللاةِ والعزّة
نبدأ زراعةَ الأرحامْ
ونجمعُ بكيسنا الأوطانْ
ونكتب بالسما عنوانْ
علمنا حاكمُ الدنيا
ومالكها
ماذا الآن ياولدي
أتظنُ أني راحلةٌ
وعن أرضي اليومَ غافلةٌ
وربِ العزةِ راجعةٌ .. راجعةٌ .. راجعةٌ
أحمي قِبْلةَ الإسلامْ
أوحدُ منهجَ الأديانْ
فلا سنّي ولاشيعيْ
ولا درزي ولا علويْ
أزوجُ إبني مسيحيةْ
والآخرُ من يهوديةْ
والجيلُ القادمُ منهمْ
يعشقُ الأرضَ
وأمهُ تسكنُ
باطنَها
ويعبدُ اللهَ
وروحُهُ من أمرِ
خالِقِها
د . جهاد صباهي