الباحث عبد الله احمد ·
هم يغتالون العقل …
بالعقل فقط ترتقي الامم وتزدهر …
بالعقل نبني الحاضر والمستقبل …ونمتلك الوسائل للدفاع عن وجودنا..
ما حدث ويحدث منذ 7 سنوات من الحرب على سورية ، ماهو الا مسار لمحاولة اغتيال العقل السوري والعربي …واغتيال الشهيد عزيز اسبر اليوم هو دليل جديد على شراسة وهمجية هذه الحرب التي تستهدف سورية ، نبض العروبة وعراقة التاريخ والتميز العاقل في علوم الحياه والفكر واللاهوت ..
في الحرب على سورية للسياسة جوانب …وللاقتصاد جوانب أخرى …ولكن العقل والفكر السوري العربي هو المستهدف الاول …
وفي الموقف نحن " أصحابُ اللّونِ الأبيض " كما عبر المفكر العربي المبدع د. بهجت سليمان .
وبالتالي فإن مواقف بعض الشخصيات الاعلامية والسياسية والفكرية مهما كانت براقة لا تستهوينا الا اذا كانت ناصعة البياض ..فالرمادية والانتهازية ماهي الا تجليات للسواد …وفي الاعلام ايضا : ليس كل ما يعرف يقال …وتبقى دمشق العروبة هي الميزان دائما…
ولا بد من التذكير بإن ما حدث من هجوم جيوسياسي من تونس الى سورية والعراق هو محاولة لاغتيال مفهوم الثورة و العقل ..ومؤامرة من أجل تمكين تنظيم الاخوان المسلمين الارهابي من "اغتيال الشرق العقلاني" لمصلحة الغرب المتوحش،المؤامرة بدأت من تونس واستمرت "النهضة الاخواني من تجلياتها " ودمرت ليبيا واليمن …وتحطمت على ابواب دمشق ….
هم يغتالون العقل .. ويروجون للنقل
غالباً ما يكون الدين هو الذريعة بدلاً من كونه مصدر النزاع…فالبدع والتعمية العقلية وتقديس النقل لمصلحة مجموعة من الانتهازيين والكهنة ماهوالا محاولة لانتاج مجتمعات هشة يتم قيادتها الى الهاوية للسيطرة على المنطقة العربية وبشكل نهائي ..
ولكن عندما نناقش النقل والعقل …فذلك خيار لإحياء الحاضر وبناء المستقبل ..إلا أن البعض ما زال يعاند وهذا يمكن فهمه ، لان جرعة الوهم المخدر التي استخدمت لتخدير الوعي الجمعي في منطقتنا كبير ، كونه ترافق مع طقوس نسبت اليها القدسية من غير حق ..فإن كل ذلك النقل الذي على العقل أن يرضخ له ، هو من شرع الشعوذه ، وبرر القتل والانحطاط الاخلاقي ودفن العقل في متاهات الصحراء ، فإن "ضروره الهيمنة " هي من أوجدت بدعة النقل ،وعلى سبيل المثال لا الحصر :جُعلت الدعارة في الجاهلية والاسلام عملا اخلاقيا عند البعض لان ذلك " التراث المقدس ..وهو ليس كذلك" قد شرعها بحجة، الفائدة المتبادلة ، والاساس في ذلك هو تبرير استلام "اولاد الحرام بالمعنى البيولوجي والسياسي " للسلطة السياسية مع بداية العهد الاموي ،اي أن" قدسية النص المنقول " من حيث الوظيفة الاساسية أن يجعل مما سبق امرا اخلاقيا مبررا وبشكل يحرم على العقل أن يناقشه ..والامثلة كثيرة فيما يتعلق بالممارسات والطقوس وتلميع صور لشخصيات تاريخية الى درجة التقديس مع أنها لا حيثية لها على الاطلاق اجتماعيا او دينيا ..وفي النهاية تحويل الشعوب الى قطيع تحت ذريعة المقدس الذي نُقل بالنص .
النقل الذي استخدم مخدرا للعقول أدى الى وصول حال الامه العربية الى ما نحن عليه ، النقل بالمعني الديني الرجعي يعني حكم الموت والسكون ، ودفن العقل وقتل الايمان بتحويله الى تقليد دون احكام العقل ..
إذا نحن بحاجة الى الأنظمة التعليمية والثقافية وديناميكات سوسولوجية ثورية عاقلة لمواكبة التغيرات التكنولوجية والعلمية لزيادة الذكاء والإبداع والتفكير النقدي والعلاقات الإنسانية والفلسفة والأخلاق والقيم، ومحاربة الجماعات الدينية الراديكالية التي تواصل حجب بعض المواد التعليمية بهدف استمرار التعمية الفكرية ،ولا بد من تغير أنظمة التعليم الحكومية المبنية على المعرفة القديمة والنظام الاجتماعي السائد .
في الخلاصة :لقد خضنا حربا ملحمية ولا زلنا ..والعبرة أننا ننتصر بالعقل .. بالعروبة … بالوطنية ننتصر بقيادة وشعب حكيم …ننتصر بدماء شهداء الحق والعلم …فالعقل السوري العربي الوطني المكافح هو صيرورة الخلاص للشرق الاخلاقي المقدس …وان سقط منا شهيدا …فالدماء تنبت كل الشرق عقولا منيرة لتبقى دمشق عصية على الاغتيال …