أحمد يوسف داود
هذا الذي تَرويهِ عنّا سافياتُ الرّيحِ
ليسَ سِوى بَقايا كِذبةٍ عَبرَتْ بلا روحٍ..
وألْقتْنا على مافي صُراخِ عَويلِها السِّريِّ من صَخبٍ
وقد عَلِقتْ بخَيطِ غبارْ!.
يتَراشقُ الأمواتُ في أَطرافِها نَجوى أَحاجيهم..
فنَعبرُها إلى مَنفى الغِيابِ بغَيرِ أَسماءٍ
ونَترُكُ إرثَها الشّهَويَّ مَنْسِيّاً بلا شَفقٍ ولا أرَقٍ
ونَرمي ظِلَّها إنْ يَقتَربْ للنّارْ!.
سيَقولُ حُرّاسُ الخَطيئةِ إنّنا خُنّا أمانتَها..
وإنّا لم نُدوِّنْ في كِتابِ الحبِّ غيرَ نِداءِ شَوقٍ تالِفٍ..
إنّا عَبَرْنا دونَ أسئِلةٍ إلى حِضنِ المَنافي
واكتَفيْنا بالذي أوصى بهِ الشُّطّارْ!.
ويَقولُ مَنْ سيُضيءُ نَجماً لاهِياً عنّا:
ـ بأيِّ اثنَينِ نَكتُبُ سُورةَ الشُّبْهاتِ والأبوابُ مافُتِحتْ؟!..
ويَهمِسُ عابرونَ كأنّهم يَستغرِبون:
ـ تَقَلَّبتْ في كأسِها قُبلٌ بلا سَهرٍ يُواسيها ولاسُمّارْ؟!.
كم تَكذبُ الريحُ التي تَروي الحِكايةَ!..
لم نكنْ يوماً نُجيدُ مَديحَ مَوتى يُطلِقونَ على الحَياةِ
هَباءَ ما اقْتَرفوه من عَطَبٍ..
ولا كُنّا عُراةَ القلبِ بَينَ مَخالِبِ الأسرارْ!.
لسنا بلا ألَمٍ؟!.. نعم لَسنا..
وبابُ الحُزنِ مَفتوحٌ ولكنّا خَرجْنا منْ عَراءِ نَزيفِنا
فلمَ ادّعاءُ الرّيحِ ما كَذَبتْهُ عنّا حيثُ مَرّتْ؟!..
نحنُ أيُّ اثنَينِ عضّتْ مِعصمَيْ روحَيهما الأسوارْ!.