عندما تزور مدينة أوغاريت الأثرية وتحديداً المكان الذي يطلق عليه "بيت رابعانو"الذائع الصيت والشخصية الفكرية الأشهر في أوغاريت الذي اكتشفت فيه مكتبة كبيرة احتوت على مئات اللوحات.. مكتوبة باللغة الآكادية وهي مراسلات دبلوماسية وملكية مع ملوك الدولة الحثية والدولة المصرية آنذاك….إضافة ألى رسائل موجهة الى ملكة أوغاريت /آحات ملكو/ونصوص قانونية ولائحة بأسماء آلهة أوغاريت ….
وفي مكتبة المثقف الأوغاريتي اكتشف وثائق عديدة تحتوي على مفردات متعددة اللغات ..وقواميس موسوعية…ونصوص لتعليمات حول فن الكتابة ..سجل باللغتين السومرية والآكادية..ونصوص كثيرة تجاوزعددها الآلاف منها ترجم والبعض الآخر ما زال ينتظر دوره لأنه لم يتسنى للعلماء من ترجمته حتى الان.. ربما يكشف لنا الترجمات القادمة عن حقائق وأسرار جديدة لم تنقطقها أوغاريت حتى الآن..
ولا بد أن نشير الى ماعثر عليه من هذه النصوص .. نص جميل سطر باللغة الأوغاريتية أعتبر من أجمل النصوص الشعرية كتبه شاعر أوغاريتي عبر عن عاطفته وحبه لأمه في وصف جميل للأم الحنون المثالية ..
يقول النص :
"أمي كانبلاج النور في الأفق..
إنها غزالة الجبل..
ونجمة الصباح النيرة حتى في وضح النهار..
إنها حلي إبنة ملك تتفجر تألقاً…
‘إنها تمثال رخامي ينتصب فوق قاعدة من اللازورد…
إنها لوحة عاج لاعيب فيه مكتمل الجمال…
أمي هي الغيث في وقته المناسب …
إنها بواكير مياه الارواء بعد البذار..
أنها الحصاد الوافر والقمح الممتاز..
أنها ثمرة ربيع من نتاج نيسان…
إنها الجدول الذي يحمل إلى المساكب ماؤها المنعش.."
عاشق أوغاريت غسان القيّم