حينما أمطرت فوهات البنادق فوق رأسه
كان خائفا
كان جائعا
يشم من مكان ما
رائحة الخبز أول الصباح
لم يدر كيف كان يزحف بروحه
على رمال الموت
تحت مطر الموت
هربا من رجال الموت
وقلبه لا يبرح الحنين
لتراب قريته
ومطرها وخبزها
لم يدر كيف مرت الأيام … كلمح البصر
وكيف صار العمر كله …بعيدا بعيدا
وكيف جرى ما جرى
هو الذي لم يرض يوما
هو الذي طلب الكثير
لم يعد يريد الآن
إلا ريحا عاتية
تحمله وتلقيه على أطراف قريته
عله يشعر بالدفء هناك
بعد أن قسم البرد ظهره
عل إخوته يعثرون عليه
في موسم الزيتون
حينما يذهبون للقطاف
عل أحدهم… يخلع قميصه
ويضمد به جراحه
علهم يحملون له الماء بأيديهم
من ساقية قريبة
عله هناك
هناك فقط
يعثر على الوطن الذي أضاع
تحت الزيتونة ذاتها
التي حفر عليها
اسم من عشق
بقلم : هبة محمد علي