قبل أن تتيه في المساءات الرطبة القادمة رحت أبحث عنها مع تسلل خيوط الفجر لا أرغب أن نبقى أجساداً محاصرة لا تستطيع تجاوز حصارها وكأن كل شيء في حالة الاشتهاء.
وحين يدق ناقوس الرحيل بل نبضات الوداع الأخير يعلن عن موت جميع الذكريات إلا ما أختبأ منها في زوايا تلك النافذة أو في شقوق خشبها.
لم أعد أعرف حقيقة مشاعري هل أنا حزينة على بتلات تلك الوردة القانية التي ذبُلت وأصبحت بلون الحزن..؟. أم على ذلك الصباح الذي سيولد يتيماً قبل أن تكتمل ساعاته وثوانيه بعد..؟ أم أفرح لأنني سأتخلص من تلك الوسادة الحبلى بالكوابيس والأحلام المقزمة.
كم كنت أشعر بالراحة حين تبلل دموعي تلك الوسادة فتتغلغل داخل نسيجها بين ما خبأته من قطن وريش أو غير ذلك فتغير ملامح الكوابيس تلك وتذيب فيها الخوف مع بقايا الفرح والحزن وأشلاء الانتظار
* حمص – حسنة محمود