فتحت ذراعيها
وكشفت عن صدرٍ
يقطرُ فرحاً
وقالت
اقترب
الا تريد ان ترشفَ الترياقْ
بعد طولِ غيابٍ
وفراقْ
ألا تريدُ
ان تعانقَ العشقَ بيديكْ
تلمسهُ بشفتيكْ
وتنظره بعينيكْ
وتجعله قمراً يضيءُ العتمةَ
بين يديكْ
الا تريد
ان تسترخي بين اريكتينْ
تُسعدُ قلبكَ بحلمينْ
حلمٌ بنجمةٍ ادمنتْ
لقائكَ
وحلمٌ بالفرحِ لوطنٍ ذاقَ
الأمرينْ
الا تريدُ
ان تلملمَ اوراقَ الشجرْ
نامتْ على الأرضِ
من الكدرْ
تزركشها بالوان الصخبْ
وتُبعدُ عنها شبحَ
الضجرْ
الا تريدُ
ان تحلقَ فوقَ السحابْ
تصبحُ غيمةً حُبلى
بماءِ الرضابْ
تحنو في حرِ الصيفِ مطراً
تروي شفاهَ العاشقين
وقد رسمها
اليبابْ
اقتربْ
ضمني اليكْ
واطبعْ على ارضي
فرحةَ اللقاءْ
ازرعها وروداً ملونةً
حمراءَ وبيضاءَ
اجعلها جنةً
تطفيء نار الاشتياق
دعْ الحياةَ تعودُ اليها من جديدْ
كما تعودُ بعد موتٍ
الى العنقاءْ
اقترب
ضمني إليك
إزرع في رحميْ
حبةَ قمحٍ
تنبتُ آلافَ السنابلَ المذهبة
تُعانقُ الفضاءْ
شامخاتٌ نحو السماءْ
تلونُ من رعشةِ الأرضِ
الهواءْ
إنه اللقاءْ
بعدَ طولِ فراقْ
حيث توحدتْ على أرضي التضاريسْ
الأرضُ ونهدايَ والهضابْ
خصري يرقصُ على موسيقى الجازْ
والنساءُ باسقاتْ
يمسحنَ دموعَهنَّ بطرفِ النهارْ
ويبحثنَ عن الألوانْ
الأسودُ كُحلُ العينْ
والأحمرُ للشفاهْ
وفي قلوبِهنَّ ضجيجُ الحياةْ
وعلى وجناتِهُنَّ بعضاً من دماءِ
الشهداءْ
انه اللقاءْ
بعد طولِ فراقْ
حيث الخلقُ يبدأ من جديدْ
الرمادُ ينتفضُ
كطائرِ الفينيقْ
يبحثُ عن القلوبِ المحنطةْ
ليبعثَ فيها الروح
بعد فناء
الأرحامُ مزدحمةٌ بأجنةٍ
لاتعرفُ معنى اليأسْ
المخاضُ على الأبوابْ
والفرحُ على الأعتابْ
واللقاء يُسكرهُ العناقْ
يغني للحياةْ
لا لقاءٌ بدونِ حياةْ
ولا حياةٌ بدونِ لقاءْ
د . جهاد صباهي