الإنـسانية أين نحن منها..!؟..
الانسانية في عمومها تجمع مابين أسرار الحياة وعلاقات البشر، تنتهج جوهرها من القلوب وحيثياتها من العقول.
اذ تعمل على إحاطة البشر بسوارٍ يدحر الظلم والتميز والعذاب، وترفض مقايضة الروح والجسد بمصالح أو جواهرَ .
ولا نختلف اليوم على واقعنا البشري الأليم الذي يبدو أنه نئى بنفسه عنها وكأنها عدوه الأول،
وقطعَ بأحشائها منهجاً يرسم عروقاً تتناسب مع أفكاره ومعتقداته وإنتمائه السياسِي والحزبِي والإجتماعِي وحتى التجاري، ((وبوجه الخصوص في عالمنا العربي وحتى الإسلامي،))
بتعدد أديانه وطوائفه ومذاهبه بحيثياتها ومحتواها..
# الحقيقة إن الانسانية
حالياً باتت دائرة فراغية تتلاعب مع نفسها داخل نفسها،
والجميع أصابه الفضول لدخولها، فحاولوا لكنهم إصطدموا بشروطٍ بسيطة السهولة والمنطقية، لم يقنعوا بها ولم يتقبلوها لتيقنهم أنها لا تتناسب مع حاضر المرحلة ..
#تعريف الإنسانيةبشموليتهاواسعة الطيف والمعنى.
فللإنسانيين دوراً دفاعياً أساسياً ومحورياً تجاه كوكب الحياة ، وهذا الموقف يحملها مسؤولية متناسبة معه تفوق تلك المترتبة على الإنسانية الفردية، تتمثل في التلوث النفسي والقوة العسكرية والنزعة القومية والتمييز الجنسي والعنصري والفقر والفساد والحروب والتعذيب والاحتكار بحقوق المواطن،
بأنها قضايا سلوك إنساني محددة ومستمرة، تتعارض مع مصالح جنسنا البشري.
وتؤكد أن الحكم الإنساني يجب أن يكون موحداً .
#حين تتفجر انسانيتنا لا نتذكر من تاريخنا علاقات شفافة تربطنا بالآخر ، بعد أن قاربت العلاقات الانسانية أن تكون مجرد خيوط واهية تتعلق بسراب الوهم ، فعندما ينبع الحب من قلب مخلص يبقى راسخاً في الروح على الرغم من كل التحديات ، لكن ذلك الرسوخ في حاجة لمن يحتويه بصبر ..
الغريب في هذه الحياة ان يتبادل الناس العواطف النبيلة الجياشة فيصبح الصديق هو الاقرب والحبيب هو الاول، وبين عشية وضحاها يغدو ذاك المحب وهماً ويصبح الصديق عدواً والحبيب غريباً حتى في شعوره، ترى لم تخبو علاقاتنا وتموت مشاعرنا وتتلبد احاسيس بعضنا ، وكأنه لم يعرف الحب يوماً، فتقتله بوهم الأنـا والنرجسية وحب التفرد والظهور..
وفي زمن قلت فيه الإنسانية والإنسانيون ، تبدلت فيه الرحمة والرأفة الإنسانية بالرصاص والسموم والدمار ، أصبحت كلمة المعروف أصعب من طلقة رصاص , لم نعد نحتمل لفت نظرنا إلى ما يجعلنا أفضل،
لـم نعد نهتم بسلوكياتنا وأثرها على من نتعامل معهم، أصبحت ألسنتنا غليظة لم تعد تعرف كلام الطيبة والتسامح وندُرت ابتسامة الود والمحبة وكأنها لم تخلق يوماً في الحياة،
لم تعد قلوبنا رقراقةً كما كانت في سابق العهد، أُزيلت عنها شفافيتها وذهب نقاؤها، واحتفظت بسوادها الهالك الذي بات يفتتها يوماً بعد يوم، قـلوبنا انتزعت رحمتها وأظلت بطريقها لتشكل خارطةً للـحقد والقسوة..
نجد أنفسنا فى غابةٍ الكل فيها يتمنى في نفسه أن يكون الأسد، يفرض بها هيمنته يكسر شوكة غريمه لا يترك مجالاً للقضاء عليه إلا واتخده سبيلاً، نمسي على تلفيق التهم وصياغتها المريرة ،
صُبحُها مزيجٌ من الأكاذيب وهتك الأعراض، بلا غطاءٍ يحميها بلا رادعٍ يُقصيها عن نواياها الدنيئة، فقدت العقول سلطانها، وبات السلطان فيها مخططٌاً للتصفية والقتل والتنكيل من ضعفاء النفوس على ضعفاء القدر، زالت نحن الجماعة
وتبقت ((أناالنرجسية ))المتفردة، أنا وحدي لايهمنى الآخرون… لايفزعنى أن يقتلوا أو أن تمثل بأجسادهم، أو أن يصبح الأمـان مجرد ذكـرى عابرة فى حياة الآحياء، أريد فقط أن يدركوا أن حلمهم القادم ينحصر في شيءٍ واحد هو "تحقيق الأمان"،
لم يعد الهدف السعى لرغيف الخبز ولا لستر الابدان،
او للعلم والمعرفة ومواكبة التطور، بل أصبح الأمـان والشعور به هاجس يباغت إنسانيتنا وأحلامنا المنكسرة، ومقايضة الأمان بالحرية معناه أن كل منهما سراب يستحيل تحقيقه!!!..